طالبت ميريال برسات كوهين سفيرة سويسرا بالجزائر، أمس، دول ضفتي البحر المتوسط و كل المانحين للمشاركة وتقديم الدعم لبرنامج مساعدة المهاجرين والنازحين النيجريين للاستقرار والتأقلم في مناطق مسقط رأسهم ببلدهم الأم، بعد ترحيلهم من الجزائر وهو البرنامج الذي وضعته السلطات السويسرية في إطار سياستها الرامية إلى المساهمة في تطوير وتنمية بلدان منطقة الساحل.
وشاركها النداء كل من الحاجي محميدو يحيا، سفير جمهورية النيجر بالجزائر، و مدير ديوان رئيسة الهلال الجزائري دماش مراد، معتبرين أن حل مشكل النزوح والهجرة غير الشرعية لسكان دول منطقة الساحل، ليس قضية محلية، أو إقليمية، بل في حاجة إلى إقامة مشاورات وحوار دولي، وتدخل ممنهج، وكذا تدابير وعمل وقرارات مشتركة بين الدول الإفريقية وكذا الأوروبية، حتى يوضع حد للمشكل الذي ما فتئ يتأزم مع كل الظروف والمتغيرات الأمنية والاقتصادية المتدنية التي تعيشها المنطقة والتي فتحت الباب واسعا أمام مشكل الاتجار بالبشر عن طريق الهجرة غير الشرعية.
وكشفت السفيرة السويسرية خلال الندوة الصحفية التي نشطتها، أمس بمقر السفارة بالجزائر العاصمة، أن «البرنامج المتواضع الذي أعدته السلطات السويسرية لفائدة الـ 3600 نازح نيجري المرحلين من الأراضي الجزائرية منذ شهر ديسمبر 2014 بطلب من سلطات بلدهم، والذي يهدف إلى مساعدتهم على إعادة إدماجهم في الحياة اليومية ببلادهم والسهر على استفادتهم من فرص للعمل في مشاريع فلاحية واقتصادية مصغرة.
وأضافت برسات كوهين، في ذات الساق قائلة أن المبلغ المالي الذي رصد لتجسيد المشروع لا يتعدى 500 ألف يورو، على أن يتم تجسيده في المدة بين 21 ماي 2015 وبداية جانفي 2016.
ويهدف البرنامج الذي انطلق تنفيذه، بمنطقة زندر بالنيجر، إلى استقبال ورعاية النازحين وتقديم لهم الدعم النفسي إلى جانب السهر على تحسيس سكان المناطق والقرى التي ينتمون إليها بأهمية عملية إعادة الإدماج الاجتماعي والمهني للعائدين.
كما سيساعد نجاح هذا البرنامج الذي يقام بالتنسيق والتشاور مع الجزائر، تقول برسات كوهين على الحد من الهجرة غير الشرعية للجزائر، كونها أصبحت مع الوقت ومع كل ما تعرفه من مشاريع تنمية اقتصادية واستقرار أمني، قبلة لتدفق المهاجرين الغير شرعيين، شأنها شأن دول أوروبا، في حين لم تكن في الماضي غير البعيد سوى منطقة عبور.
وكشفت السفيرة السويسرية في سياق حديثها عن تواصل العمل والحوار المشترك بين بلدها والجزائر حول موضوع مكافحة الهجرة غير الشرعية وظاهرة الاتجار بالبشر اللتين أصبحت لهما مخلفات ونتائج كارثية.
ويدخل تضيف السفيرة برنامج إعادة الإدماج في إطار مساندة إستراتيجية الهيئة العليا للمحافظة على السلم، والتي تهتم بالنساء النازحات اللواتي أعدن إلى مسقط رأسهن، بإشراكهن في مشاريع مصغرة لتربية الدواجن.