20ألف قضية مخدرات أمام العدالة
دقّ رئيس الهيئة الوطنية لترقية حقوق الطفل، مصطفى خياطي ناقوس الخطر، لارتفاع استهلاك المخدرات في وسط الشباب لاسيما بالمدن الساحلية والحدودية، داعيا إلى وضع خلايا الإصغاء لمساعدة المدمنين على المخدرات للخروج من هذه الدوامة، مشددا على أهمية الحملات التحسيسية، وبالمناسبة قام بعرض نتائج الدراسة الميدانية التي أجرتها الهيئة.
أكد خياطي لدى نزوله أمس ضيفا على منتدى المجاهد على ارتفاع نسبة استهلاك المخدرات وسط الشباب، لأرقام مخيفة وحسبه أن الأطنان التي تم حجزها تدل على هذا الارتفاع، حيث تم حجز 160 طن العام الماضي، وكذا القضايا أمام العدالة التي قدرت بـ 20 ألف قضية متعلقة باستهلاك وبيع وتوزيع المخدرات، مشيرا إلى أن استهلاك المخدرات يزداد مع زيادة السن. مضيفا أن هذه الآفة تشكل خطرا على صحة الفرد، ما يستدعي القيام بحملات تحسيسية، ووضع خلايا الإصغاء على مستوى المدارس والجامعات، وكذا داخل البيت لمساعدة المدمن على الإقلاع عن المخدرات.
وأرجع رئيس الهيئة الوطنية لترقية حقوق الطفل، ارتفاع استهلاك المخدرات إلى غياب الفاعلين في الميدان، ونقص التوعية و التحسيس وسط الشباب، قائلا:» إن كانت الأرقام تقلصت مقارنة بالسنوات الأخيرة، إلا أننا نعترف بعدم قيامنا بواجبنا في ميدان التوعية، وغياب النشطاء في ميدان مكافحة المخدرات عن الميدان».
وفي هذا الإطار، شدد خياطي على ضرورة التوجه نحو المدارس والجامعات للتحسيس في ظل تنوع المخدرات التي تحتوي على تركيبات سامة، لها انعكاسات على الصحة، مطالبا بتغيير الخطاب التوجيهي التحسيسي مفضلا أن يقدم هذا الخطاب من طرف اللاعبين والمغنين لأن تأثيره يكون أقوى.
وبالمقابل استعرض ضيف منتدى المجاهد، نتائج الدراسة الميدانية التي أجريت في مارس 2015 على التلاميذ المقدر عددهم بـ 8645 تلميذ منهم 47 بالمائة ذكور و53 بالمائة إناث و3419 ثانوي تتراوح أعمارهم من 15 إلى 22 سنة، وهذا بكل من الحراش، براقي، الكاليتوس، سيدي موسى، باش جراح، برج الكيفان، باب الزوار، الدار البيضاء، رويبة، درقانة وعين طاية.
في حين التحقيق الثاني أجري على طلبة الجامعات المقدر عددهم بـ 8716 طالب وطالبة تم استجوابهم في الفترة من ماي إلى جوان من السنة الجارية، على مستوى 13 جامعة بالجزائر العاصمة، بومرداس، البليدة، البويرة، جيجل، سطيف، سكيكدة، باتنة، ورقلة، وواد سوف، مضيفا أن الهيئة الوطنية هي الوحيدة التي قامت بمثل هذه الدراسة وأرقامها متوسطة وليست مطلقة .
معتبرا هذا النوع من المسح مهم إجراؤه، بصفة منتظمة لإعطاء فكرة عن الحالة الموجودة في المجتمع، مقترحا تخصيص ساعة كل شهر للحديث عن مخاطر المخدرات بحضور الإمام، مجددا دعوته إلى ضرورة تجنيد كل المجتمع لمكافحة ظاهرة المخدرات التي أضرت بشبابنا، خاصة وأن استهلاكها في تزايد مستمر، مع تنصيب خلايا الإصغاء والتوعية في الأماكن التي يتواجد بها الشباب بصورة كبيرة، وحسبه أن سجن مستهلكي المخدرات لا يفيد بل ينبغي التركيز على العمل التحسيسي.