افتتح أمس، وزير الثقافة، عز الدين ميهوبي، بقصر الثقافة مفدي زكريا، فعاليات الطبعة الـ6 للمهرجان الوطني لإبداعات المرأة، والذي جاء هذه السنة تحت شعار «قسنطينة أريج الفنون»، ولأنها توجت لسنة 2015 عروسا للثقافة العربية، فقد ارتأت محافظة المهرجان الكشف لجمهور العاصمة عن التراث اللامادي الذي تزخر به مدينة الجسور المعلقة.
ثمن عز الدين ميهوبي احتفاء العاصمة بإبداعات المرأة القسنطينية، والتي اعتبرها مصدر إشعاع وتألق، مؤكدا بأنها قدمت الكثير للوطن في مختلف الميادين والمجالات، وأنجبت
كاتبات صنعن مجد المدينة، أمثال الأديبة زهور ونيسي والروائية أحلام مستغانمي، ومطربات على رأسهم الفنانة ثرية، مشيرا إلى أنها عاشت بعيدة عن الوطن إلا أنها بقيت مرتبطة به، كما نوه بتكريم الفنانة التشكيلية ورائدة الفن البصري النسائي ليلى بغلي.
وأضاف ميهوبي بأن برنامج التظاهرة التي تتواصل إلى غاية 13 جوان الجاري، ثري ومتنوع، حيث ستمكن جمهور العاصمة من الوقوف على تاريخ وحضارة قسنطينة العريق وتقاليدها، بداية بالحكي واللباس والأكلات، معتبرا اختيار العاصمة لاحتضان التظاهرة خطوة مهمة للتعريف بما تزخر به منطقة عن الأخرى، وإن كانت تتقاطع في بعض الأشياء، يقول وزير الثقافة، الذي أكد أيضا بأن التظاهرة ستسهم في الحفاظ على الذاكرة والموروث المتنوع لهذا الوطن، ومن خلاله نصنع للأجيال القادمة معالم عن تاريخنا وأمتنا، قائلا في ختام حديثه «نأمل أن يظل الإبداع عنواننا».
من جهتها أكدت حميدة أقسوس محافظة المهرجان الوطني لإبداعات المرأة، أن التظاهرة الثقافية ومنذ تأسيسها عملت على ترقية الإبداع النسوي، وإبراز الدور الفعال للمرأة الجزائرية، مشيرة إلى أنهم أرادوا من خلال الطبعة السادسة إحياء التراث اللامادي لمدينة قسنطينة وإبراز دور نسائها في الحفاظ عليه، ومن خلاله تكريمها على جهودها وتألقها في عديد الفنون كتصميم الملابس، الطرز، صناعة الحلي، إضافة إلى فن الطبخ، الأدب والموسيقى، فضلا عن اقتحامها لحرف كانت مقتصرة على العنصر الرجالي فقط كالنقش على النحاس.
وقدمت حميدة أقسوس بإسهاب برنامج التظاهرة والذي يشمل معرض للفنون التشكيلية، والحرف اليدوية، إلى جانب محاضرات وموائد مستديرة تهدف للتعريف بخصائص ومكونات الثقافة القسنطينية ومنطقتها، كفن تقطير ماء الورد والموسيقى الحضرية لقسنطينة وخصوصيات فن الطبخ القسنطيني، وكذا الأدب والموسيقى التقليدية، والتي ينظمها باحثون ومختصون، بالإضافة لعروض موسيقية وجلسات للحكواتيين، فضلا عن تنظيم لقاءات مفتوحة للصغار والكبار على مدار الفعالية في «جنينة المهرجان»، وورشات تكوينية في فن تقطير ماء الورد والنقش على النحاس والفسيفساء والخياطة والطرز التقليدي.