المواطن شريك في مواجهة ظاهرة تفشي الأكياس البلاستيكية
دعا وزير الموارد المائية والبيئة عبد الوهاب نوري، أمس، من تيبازة على هامش احتفالية إحياء اليوم العالمي للبيئة إلى ضرورة النزول إلى الميدان وتكثيف العمل الجواري بالتنسيق مع المجتمع المدني والكف عن تسويق التقنيات النظرية في خطوة لابد منها لتغيير الذهنيات وتعويد المواطن على العناية بالمحيط.
وأشار الوزير نوري في هذا الشأن إلى أنّ المواطن البسيط أصبح مطالبا بمعرفة آليات تصريف النفايات وفق ما يستجيب لمتطلبات حماية المحيط من حيث الرسكلة والتثمين الأمر الذي يتطلب مرافقة ميدانية من لدن اطارات قطاع البيئة، مؤكّدا على كونه أضحى يخجل من الضيوف الأجانب حين يجوب معهم ربوع الجزائر العميقة بفعل الانتشار العشوائي للبقايا الأكياس البلاستيكية الشيئ الذي يجب استدراكه ومعالجته بالتعاون مع الجمعيات النشطة، كما أكّد الوزير نوري على أنّ اشكالية البيئة ليست مطروحة بالجزائر لوحدها وإنّما تبقى العديد من الدول المنتجة للنفايات مصدرا قلقا لعوامل التأثير السلبي على البيئة مما أفرز بروز ظاهرة الاحتباس الحراري وطول مدة الجفاف لدى العديد من الدول ونشاط مكثف للأعاصير ببلدان أخرى ومن ثمّ جاءت فكرة المؤتمر الدولي المزمع عقده بباريس شهر ديسمبر المقبل حول ذات الموضوع بحيث يرتقب طرح ذات الاشكالية على طاولة النقاش بمنظور تقني بحت مع عرض مختلف الحلول المقترحة لمعالجتها .
أما فيما يتعلق بمحور المياه فقد قال الوزير نوري بأنّ الجزائر تعتبر البلد الوحيد في إفريقيا قاطبة رصد غلافا ماليا يبلغ 47 مليار دج طيلة الخمسة عشر سنة المنصرمة للنهوض بالقطاع بحيث تمّ إنجاز 12 محطة لتحلية مياه البحر مما سمح بإنتاج مليونين و300 ألف متر مكعب من الماء يوميا فيما كان التفكير منصبا حول إمكانية إستيراد الماء من البلدان الواقعة على الضفة الأخرى من المتوسط في مرحلة سابقة، إلا أنّ المصاعب المالية التي تعاني منها الجزائر حاليا تفرض على إطارات القطاع احترام الأولويات والتركيز بجدية على ما يحتاج إليه المواطن، كما كشف الوزير عن وجود 166 محطة لمعالجة المياه القذرة تم إنجازها عبر التراب الوطني وهي المحطات التي تفرز حاليا أكثر من مليار متر مكعب من المياه أضحت قابلة للاستعمال في الميدان الفلاحي، كما أشار الوزير نوري الى أنّ الأرقام المقدمة بخصوص استغلال مياه سد “كاف الدير” بأقصى غرب ولاية تيبازة تعتبر مشجعة للغاية لاسيما وأنّ أكبر معظم بلديات الولاية أضحت تزوّد بالمياه أكثر من 15 ساعة يوميا.
وكان الوزير نوري، قد أشرف أمس بدار البيئة لولاية تيبازة على حفل توزيع التجهيزات التقنية لبعض النوادي الخضراء النشطة بالمؤسسات التربوية للولاية والتي بلغ نصابها الخمسين ناديا وذلك في إطار الاتفاقية المبرمة ما بين وزارتي التربية الوطنية والموارد المائية والبيئة كما استفاد 4 مفتشين رئيسيين للبيئة من بين 14 مفتشا تم تكوينهم مؤخرا على مستوى المعهد الوطني للتكوينات البيئية من شهادات التخرّج و تمّ الاعلان رسميا عن انطلاق العمل بمشروع بورصة البيئة التي تعتمد على تقنيات الإعلام الآلي و الأنترنت للتواصل ما بين مختلف المؤسسات المعنية.