تبلغ احتياجات الجزائر من حديد التسليح أزيد من 4 ملايين طن سنويا، فيما تتراوح الكمية المنتجة محليا ما بين 30 إلى 35 بالمائة، ما يجعلها تلجأ إلى الاستيراد لتغطية العجز في المادة الأساسية لإقامة البنى التحتية، حسب ما كشف عنه وزير الصناعة والمناجم عبد السلام بوشوارب.
أكد الوزير بوشوارب خلال الكلمة التي ألقاها أول أمس في الدورة العادية 111 لمجلس الإدارة والدورة العادية الـ48 للجمعية العامة للاتحاد العربي للحديد والصلب، التي احتضنها نزل السوفيتال، أن الطاقة الإنتاجية غير كافية لتغطية الطلب المحلي جعلت من الجزائر أكبر دولة عربية مستوردة لحديد التسليح، خاصة وأن معدل الاستهلاك السنوي يمثل حاليا 7 ٪.
هذه الاحتياجات تتمثل كما قال في المشاريع الضخمة التي تقيمها الدولة الجزائرية في مختلف مدنها، للتسريع بعملية التنمية، منها مشاريع السكن وحفر الإنفاق لإنجاز الطرقات، بالإضافة إلى بناء المدارس والمستشفيات التي تتطلب بنى تحتية.
ومن بين المشاريع الكبيرة التي أقمتها الجزائر في هذا المجال، مشروع لإنتاج الحديد والصلب الذي أعطيت فيه إشارة الانطلاق مارس الفائت بولاية جيجل، في إطار شراكة جزائرية قطرية، وفق القاعدة 49 -51 بالمائة، (الأغلبية للطرف الجزائري )، والذي من المقرر إتمام مرحلته الأولى عام 2017، حيث تقدر الطاقة الإنتاجية الأولية له بحوالي 2 مليون طن فيما تنتهي المرحلة الثانية منه سنة 2019، حيث تقدر الطاقة الإنتاجية بحوالي 2 مليون طن سنويا، هذه الكمية تسمح كما قال الوزير بادخار ما لا يقل عن 10 مليار دولار سنويا، ما يعادل الفاتورة الموجهة لاستيراد المادة.
ولفت بوشوارب إلى وجود فجوة بين الطاقة الإنتاجية المتاحة ومعدل الطلب على الصلب في العالم العربي، بعد تقلص معدل الإنتاج إلى حوالي 10 إلى 15 بالمائة من إجمالي الإنتاج، متوقعا أن يتم تغطية هذه الفجوة خلال السنوات القليلة القادمة، مشيرا إلى أن سياسة الدولة الجزائرية تشجع التعاون مع الدول العربية في شتى الأوجه، ودعم الاستثمار العربي المشترك والشراكة.
وبالنسبة للدول العربية، فإنها تواجه كما ذكر المتدخلون في اللقاء عوائق، قد تؤثر على حجم الاستثمارات حاليا ومستقبلا، بسبب إغراق أسواقها بالمنتوجات الأجنبية، بسبب ما يواجهه البعض منها من دخول حجم هائل من تلك منتوجات الصلب القادمة من دول خارج المنطقة، ذات الأسعار الرخيصة ولا تستجيب للمواصفات المطلوبة.
ومن جهته أكد خالد عبد الله بسام رئيس مجلس الإدارة الصلب لدولة البحرين في تصريحات للحصافة على هامش اللقاء أن اللقاء يهدف إلى التنسيق والتكامل في مجال إنتاج وتصنيع الحديد والصلب، وله معطيات كثيرة، كما يعد فرصة لتبيان الاستثمارات الكبيرة، بأن يكون فيه جدوى اقتصادية في التشريعات والأنظمة والقوانين، وتصل الكمية التي تنتجها الدول العربية من 45 إلى 50 مليون طن سنويا، (تنتج الصين لوحدها 800 مليون طن )، مشيرا إلى الدعم الذي توجهه الجزائر للاتحاد.
ويرى المتحدث أن نجاح هذه الصناعة يتحقق من خلال وجود مشاريع عربية مشتركة، تركز على استخدام التكنولوجيا المتطورة، التي تمكنها من المناقصة في الأسواق العربية والعالمية، وطلب بتقديم التسهيلات للمؤسسات الاستثمارية والحفاظ على المنتوج العربي.