إنشاء صندوق لدعم المربين الشباب مطلب ملح
يساهم في معالجة الأمراض، غير أن أسعاره مرتفعة إذ تتراوح بين 1500دج إلى 4000 دج، ....إنه العسل، ينتج على المستوى المحلي، لكن بكميات لا تلبي الاحتياجات الوطنية، رغم التدابير المتخذة من طرف السلطات المعنية للرفع من الإنتاج الوطني من هذه المادة الحيوية التي ذكرت فوائدها في القرآن الكريم، مربو ومنتجو النحل يشكون من عدة مشاكل، منها سرقة صناديق تربية النحل، ونقص دعم المربين الشباب، وتوفر مساحات لتربية النحل، مطالبين بإنشاء مخبر لتحليل العسل لمحاربة الذين يبيعون العسل المغشوش، على حد قولهم التفاصيل في هذا الاستطلاع الذي أجرته «الشعب».
أجمع منتجو العسل في تصريح لـ «الشعب»، على أن أهم المشاكل التي تعترضهم هي المبيدات السامة التي يستخدمها الفلاحون لمعالجة الأمراض التي تصيب بعض الأشجار المثمرة، مما تؤدي إلى موت النحل الذي يمتص رحيق أزهارها، وسرقة صناديق تربية النحل وغيرها من المشاكل، حيث طالبوا بمواصلة دعم الدولة وتعويض الشباب الذين تتعرض شعبتهم لخسائر نتيجة الكوارث الطبيعية، وذلك عبر إنشاء صندوق خاص للتمويل في مثل هذه الحالات.
وفي هذا السياق، اشتكى سحنون قندوز مربي النحل بتسالة المرجة منذ سنة 1966 لنا، من وجود صعوبات كالمناخ لاسيما في الشتاء وفي الصحراء بسبب العاصفة الرملية حين يتنقلون لوضع صناديق النحل، وكذا الجفاف والنار في فصل الصيف، زيادة على استخدام بعض الفلاحين لمبيدات «سامة» لمعالجة الأمراض التي تصيب الأشجار المثمرة، مما إنجر عنه موت النحل، وبالتالي أثر سلبا على إنتاج العسل.
وأوضح قندوز في هذا الإطار، أن الفلاحين يقومون برش الأشجار بالمبيدات خلال تفتح أزهار الأشجار بحقول الحمضيات التي تعد المرعى الأساسي لنحل متيجة، رغم علمهم بتأثير مثل هذه التصرفات على حياة النحل، عوض استخدام مبيدات أخرى لا تؤثر على النحل بسبب ارتفاع أسعارها، مضيفا أنه كمربي يتنقل مثل الرحالة من منطقة لأخرى بحثا عن مكان جيد لإنتاج العسل.
علما أن قندوز ورث المهنة عن جده واشتغل مع خمسة أفراد في تعاونية، حيث وسعوا نشاطهم وقام بتكوين في الخارج، كما كون الكثير من الشباب من الشرق إلى الغرب في مجال تربية النحل، أملا في أن تواصل الدولة دعمها لهذه الشعبة، قائلا:» نحن نساهم في استحداث مناصب شغل من خلال مساعدة الشباب ليكونوا مربيين محترفين وهذا منذ1979، وعلى الدولة دعمهم ببنك يساعدهم في حالة وقوع خسائر بسبب الظروف الطبيعة»، وحسبه التأمين لا يخدمهم بحكم إمكانياتهم البسيطة وبطئ الإجراءات لتعويض خسائرهم.
الفتيات أصبحن يمارسن هذه المهنة
وأضاف قندوز: «هذه المهنة أدخلناها في جامعة العلوم الفلاحية، وساعدنا الجامعيين الذين يقومون بإعداد مذكراتهم في شرح كيفية تربية النحل منذ أن تكون صغيرة وكذا تربية الملكة»، وأوضح مربي النحل بتسالة المرجة في هذا السياق، أن تربية النحل فيها عدة فروع والتكوين يمر بمراحل لأن هناك من لا يعرف النحل ويقصده لمعرفة كل شيء عن الشعبة، كما يركز في التكوين على كيفية المحافظة على الملكة التي تكلف ما بين 1500 أو 2000 دج إذا ماتت، مؤكدا أن هناك شباب حتى الفتيات أصبحن يمارسن هذه المهنة.
وقال أيضا أنه في البداية كانت لديهم مشتلة متنقلة، إلى الولايات الأخرى ثم تعود إلى متيجة، وفي هذا الإطار استعرض قندوز أهم المشاكل التي تواجه مهنتهم منها مطالبته المعنيين السماح للنحالين الشباب الذين لديهم بطاقة نحال بالحصول على قطعة أرض لتربية النحل، لأنهم لا يجدون أماكن لوضع نحلهم، قائلا :»بعد تربصهم يجدون صعوبات في إيجاد قطعة أرض لتنصيب صناديق النحل».
وجدد دعوته في مواصلة الدولة تقديم إعانتها في شراء الدواء الذي كانوا يكافحون به حشرة»لافاروا»، وحسبه أن هذا الدواء غالي الثمن وكانت الدولة في الماضي تمنحه بالمجان لمربي النحل، لكنها تخلت عن هذا الدعم، قائلا:»في كل مرة تظهر أمراض تصيب النحل مما يتلف خلايا النحل، أنا في الميدان وأعرف مشاكله، حيث أصبحنا نشاهد النحل يموت بصورة فجائية»، مشيرا إلى أنه منذ أربعين سنة وهو في الميدان لم يشاهد مثل هذه الأمور، ربما لتغير مناخ الطبيعة، كما أن صنع الخلية لإنتاح العسل تكلفه 6000دج.
بالإضافة إلى مشكل بيع العسل المستورد الذي أضر بهم، داعيا إلى تشجيع المنتوج المحلي الجيد، مشيرا إلى أنه طرح مسألة تعويض مربي النحل الذين مات نحلهم في 2003 و2011، بسبب الثلوج، عدة مرات على وزير الفلاحة والتنمية الريفية سابقا رشيد بن عيسى، مقترحا إحصاء خلايا النحل لمعرفة العدد الحقيقي للإنتاج الذي نتوفر عليه، قائلا:» ليس لدينا مليون خلية كما يدعي البعض، لقد أتلفت حوالي 700 ألف خلية، وبعض مربي النحل سماحهم الله يضخمون الأرقام في حين الإنتاج أقل».
وأضاف قندوز أن الوزير وعدهم بمساعدتهم لكن لا شيء تجسد، كما طالب بمخبر لتحليل العسل يتوفر على شهادة التحليل لكل نوع من النحل، وبهذه الطريقة يحارب الذين يبيعون العسل المغشوش، وبتقرير من البيطري.
وفي رده عن سؤالنا حول مشاركته في المعارض، أكد مربي النحل بتسالة المرجة أنه منذ سنة 1986 وهو يشارك في المعارض، حيث أنه في البداية كان الأشخاص الذين يمتهنون تربية النحل يعدون على الأصابع، قائلا:» أول معرض شاركنا فيه كان في تعاونية السمار آنذاك التي تقام مرة في السنة».
وأضاف قندوز :»الآن الحمد لله أن هذه الشعبة أصبح يمارسوها البيطريون، وهذا مكسب جيد لنا نود أن تستمر هذه الشعبة».
وأشار في هذا الإطار، إلى أنه يعمل بالتنسيق مع ممثليه بتسالة المرجة وكذا في اتصال مع مربي النحل، من خلال تبادل الخبرة، وحسبه يجب أن يكون هناك تنسيق بين الجمعيات لمواصلة نشاطهم، والحفاظ على شعبة تربية النحل، ومساعدة الشباب لإيصال مشاكلهم للمسؤولين.
شجرة الكاليتوس تعطي أجود الإنتاج
وأبرز مربي النحل في سياق حديثه، أن كثرة الإنتاج تساهم في انخفاض الأسعار، كاشفا أنه خلال أربع سنوات تقريبا ينتجون 15 كيلو غرام من العسل في المتوسط، وأحيانا من 3 إلى 5 كيلوغرام، حيث أنتج هذا العام 7 كيلوغرام من العسل.
وبالمقابل، اشتكى قندوز من نقص أشجار الكاليتوس التي تساهم في إنتاج العسل ذو النوعية الجيدة، مؤكدا أن هذه الشجرة من أجود الأشجار، وللأسف تم قطع الكثير منها لتوسعة الطرقات أو مشاريع البناء، بالإضافة إلى أشجار الاركاسيا البيضاء وهي تنتج أجود العسل.
آملا في أن تأخذ مصالح حماية الغابات بعين الاعتبار مربي النحل، وتشركهم في اجتماعاتها حول نوعية الأشجار التي لا يجب اقتلاعها، وتركها ليتغذى عليها النحل، وغرس الكثير من أشجار الكاليتوس. قائلا:» في المغرب يحافظون على مثل هذه الأشجار، وهذا ما يساهم في كثرة إنتاج العسل» ، مشيرا إلى أن أشجار التفاح تضر بالنحل.
وبالموازاة مع ذلك، اقترح محدثنا تخصيص مساحات لغرس هذا النوع من الأشجار، وعلى ضفة الينابيع أي في الأماكن الرطبة وهي ملائمة لغرس شجرة الكاليتوس.
سرقة الصناديق ..أكبر مشكل نعاني منه
من جهته، أفاد حميد محمد مربي النحل ومنتج العسل محترف من سطاوالي يعمل مع ابنه، يقوم بنقل صناديق النحل من مكان إلى مكان، أي أين يجد أماكن تتوفر على رحيق أزهار قوي وجيد يضع صناديق النحل لإنتاج العسل وبأنواع مختلفة، مضيفا أن الإنتاج يكون حسب ملاءمة المكان، لهذا يجب إكثار أماكن تربية النحل ليكون الإنتاج بكمية معتبرة، وحسبه فإن التأمين غير واضح للمربيين للقيام به وهو غير مدروس بشكل جيد لضمان تأمين أفضل لمربي النحل، هناك شباب يساعدوننا وفي نفس الوقت يتعلمون المهنة وينطلقون في تربية النحل هكذا قال لنا.
وذكر مربي النحل لسطاوالي، أن أهم المشاكل التي تعاني منها شعبة تربية النحل هي الأمراض التي تصيب هذه الأخيرة، ودواء علاجها مكلف، وحسبه يجب التفكير مستقبلا بصفة جماعية حول هذا الموضوع، لإيجاد حلول، ومن بين المشاكل أيضا سرقة النحل حيث أصبحت أمرا عاديا، قائلا:»هناك أماكن كثيرة يمكن وضع صناديق النحل بها لإنتاج العسل بكمية معتبرة، لكننا لا نستطيع بسبب ظاهرة السرقة».
إضافة إلى المنافسة من طرف حرفيين آخرين الذين يعمدون لتزيين طاولاتهم بعرض بعض منتجات العسل التي اشتروها من المنتج الحقيقي، وهذا ما يزعجهم كمهنيي الشعبة، مع العلم أن هذه المعارض مخصصة لمنتجي العسل، وبالنسبة للعسل المستورد قال محدثنا أنه في مثل هذه المعارض يقوم بتوعية المواطنين لشراء المنتوج الوطني، وليس المستورد الذي كثر في أسواقنا وليس بنفس جودة الإنتاج الوطني.
رئيس جمعية النحالين ....نسعى لإيصال مشاكل مربي النحل للسلطات
وبالمقابل، أبرز شعبان شاوش سعيد نائب رئيس جمعية النحالين لولاية الجزائر، دور الجمعيات في مرافقة ومساعدة مربي النحل، وإيصال مشاكلهم للسلطات، قائلا أنه كممثل جمعية ساعد الكثير من النحالين، حيث أنه سنة 2011 أنقذ 10 ألاف خلية نحل في بشار من المبيدات التي يضعها الفلاحون، بفضل اتصاله مع وزير الفلاحة الأسبق رشيد بن عيسى، مضيفا أن معرض العسل الذي نظمه بالتنسيق مع بلدية الجزائر الوسطى شارك فيه 13 عارضا من 6 ولايات الأقرب للعاصمة، وهذا حسب إمكانيات الجمعية.
وأضاف شاوش أن نشاطهم الجمعوي باعتبارهم جمعية فتية تأسست سنة 2011 لا يقتصر فقط على تنظيم المعارض، بل يمتد إلى التكوين وتنظيم مسابقات مدرسية، وخيرية، داعيا إلى مساعدة مربي النحل وتعويض خسائرهم بسبب الثلوج والنار مثلما حدث لمنتجي العسل بتابلاط الذين إحترق لهم أربعين صندوقا للنحل بفعل النار ولم يتم تعويضهم لحد الآن، وحسبه أن التأمين لا يخدم مربي النحل البسطاء ولابد من دعم الدولة.
وقال أيضا أن للجمعية برنامج سنوي، حيث تنظم 6 معارض في السنة وهذا بعد التقدم بطلب للبلدية لتنظيم مثل هذه المعارض، كاشفا عن تنظيم معرض آخر في شهر أوت من السنة الجارية على مستوى حديقة التجارب بالحامة، كاشفا عن تنظيم مسابقة مدرسية لفائدة تلاميذ السنة الخامسة ابتدائي، خلال المعرض عبر طرح أسئلة في مجال تربية النحل، والفائزين يحصلون على هدايا رمزية، وهذا بهدف تثقيف الناشئة في ميدان تربية النحل.
ولم يخف رئيس جمعية النحالين لولاية الجزائر، وجود مشاكل منها المتعلقة ببعض الحرفيين الذين يشاركون في المعارض مع منتجي العسل وهم لا يقومون بإنتاجه وهو ما أخلط الأمور، على حد قوله.