طباعة هذه الصفحة

ميهوبي منصبا أعضاء المجلس الوطني للفنون والآداب:

على الثقافة أن تنتقل إلى مزاحمة العمل السياسي من خلال الترويج لنفسها

قصر الثقافة: نور الدين لعراجي

الذهاب نحو الجزائر العميقة لاحتضان تلك المواهب الشابة

رافع وزير الثقافة، عز الدين ميهوبي، أمس، عن الطاقات الإبداعية التي تزخر بها الجزائر العميقة، داعيا في هذا الصدد المجلس الوطني للفنون والآداب، الذي أشرف على تنصيبه، أمس، مجددا الثقة في رئيسه السابق الجديد عبد القادر بن دعماش، حيث  وضع معالم طريق المجلس، حاثا إياه بالعمل بكل الوسائل من أجل أن يصل القطاع إلى أخر نقطة من الوطن، للآخذ بهذا الزخم الأدبي والفني، مع منحه كل الرعاية، حتى يشعر أبناء الجزائر بأنهم بين أيادي تمنحهم كل الاهتمام وتشجع أعمالهم سواء كانت أدبية أو مسرحية أو أي مجال يمكنهم من خلاله إضافة جديد للمشهد الثقافي الجزائري على العموم.
الوزير ميهوبي وهو يشيد بالفسيفساء التي يتشكل منها المجلس الجديد، من كتاب وأهل الفن والتمثيل إضافة إلى أصحاب الريشة والخشبة والأغنية والملحون والإخراج والسيناريو، هو مكسب حقيقي لوزارة الثقافة، لأنه يختزل كل المجالات الفنية من خلال هذه الأسماء التي حظيت بالثقة، مذكرا بأن الإبداع هو أنبل ما في المجتمع وبالتالي لا يجب نسيان أولئك الذين رحلوا وتركوا بصماتهم، مشددا على ضرورة فتح صفحات على الشبكة العنكبوتية من أجل ترسيم هذه الأسماء الثقافية التي ساهمت في صنع مشاهد ومتلقي ومستمع جزائري عبر فترات متباعدة، في هذا السياق لمح ميهوبي إلى أن المبدع خلق لأن يكون حرا في ملكته الإبداعية، رافضا كل القيود التي من شأنها أن تعيق إبداعه إلى أن ينتهي هكذا دون مساعدة ولا سند، هنا يوضح ميهوبي دور هيئة المجلس لإحصاء كل الفنانين إلى أبعد نقطة ممكنة لأن مسؤولية القطاع تكمن في الجانب الاجتماعي.
 ترسيخ مبدأ المواقع التي تحدث ميهوبي عنها بنوع من الحسرة، هي نابعة من احتكاكه بأهل القطاع على اختلاف مشاربهم وجلوسه إلى قربهم، من هذا المنطلق جاء حرصه على إنشاء صفحة افتراضية لكل فنان جزائري حتى يمكن متابعة أخبارهم ونشاطاتهم والعملية في حد ذاتها هي حوصلة للمنتمين من أبناء القطاع الذي هو شريك وطرف أساسي باعتباره القناة الأساسية في هذا التعامل.
تحدث ميهوبي أيضا عن ترقية الثقافة الوطنية من خلال فتح ورشات للترويج لثقافتنا التي نريدها أن تنتقل إلى مزاحمة العمل السياسي، مستدلا في هذا السياق بأن هناك بلدان لا يعرف المواطنون أسماء رؤسائهم، لكن لو قلت لهم اسم كاتب مباشرة يجيبونك على اسم البلد الذي ينتمي إليه الكاتب، من خلال هذا العمل يجب أن تكون الثقافة مستقبلا، السعي للترويج لها لكي تأخذ الثقافة الحيز المهم.
النخبة القادمة  للجزائر آتية من الداخل  
الفنان هو ثروة قومية في حد ذاته نتيجة موهبته وحسه الفني المميز الذي يصل به الحدود بواسطة عمله الفني والأدبي،  قبل أن يصل جسدا، داعيا في هذا السياق أعضاء المجلس الجديد إلى تشجيع كل الأعمال الجزائرية الجيدة، ملحا في هذا الصدد على ترسيخ الأعمال الجزائرية سواء المسرحية أو الروائية في الأعمال التي تعرض، متسائلا: إلى متى والنص الجزائري لا يخرج إلى الضفة الأخرى، لماذا يغيب النص الجزائري عن العروض المسرحية المقتبسة، أو الأعمال السينمائية، هناك أعمال لا تستحق كل هذه الهالات والضجة الإعلامية، لكن أصحابها روجوا لها، بشكل جعلهم أشهر من نار على علم، في المقابل هناك نصوص مغمورة في الجزائر العميقة، تستحق منا الكثير للترويج لها وجعلها على رأس الاهتمامات القادمة كرهان تضعه وزارة الثقافة في هذا الشأن. فالنخبة القادمة للجزائر هي من الداخل، هذا ما يتوجب على القطاع ومن خلاله المجلس الجديد للعمل من أجل إنجاز أحلام هؤلاء، مع محو تلك النظرة السوداوية التي أصبحت خالدة في مخيلتهم.
ميهوبي تحدث أيضا عن المعالم الأثرية المهملة التي يجب إعادة الاعتبار لها، كما تحدث أيضا عن اليوم الوطني للفنان في 8 جوان القادم الذي ستكون الاحتفالات به بقسنطينة، كما تحدث عن مهرجان الفيلم العربي الذي سوف ينطلق غدا بمدينة وهران إلى جانب العديد من المسائل التي أشار إليها ميهوبي بعين المتمعن والمدرك  للأشياء.
تجديد الثقة في عبد القادر بن دعماش
شكر بن دعماش وزير الثقافة على الثقة التي وضعها فيه رفقة الأعضاء الذين مازالوا معه بالمجلس، معرجا على لغة الأرقام حيث أعطى العدد الحقيقي للملفات التي انتهت اللجنة من دراستها وإحصائها، مصرحا بأن هناك 3483 ملف فنان رسمي، 2253 ملف تمت دراستها والمصادقة عليها، 1150 عدد البطاقات التي تم تسليمها على المستوى الوطني، 80 ملفا تم النظر فيها.
أما أعضاء اللجنة الجدد هم الروائية جميلة طلباوي من بشار والقاص السعيد بن زرقة إضافة إلى المغني الشاوي ماسينيسا، قدور نور الدين، كمال ديوني، مليكة عيشور وزوبير محمود.