الإثارة والتهويل رسخا في أذهان المواطنين منـذ العشرية السـوداء
إنشاء مؤسسة لتوزيع الصحافة قيد الدراسة
كانت «الشعب» أول محطة لوزير الاتصال حميد ِڤرين في زيارته للصحافة العمومية منذ إعادة تعيينه على رأس القطاع، عقب التعديل الوزاري الأخير. وقال ڤرين، الذي طاف بمختلف أقسام الجريدة واستمع إلى شروح الرئيسة المديرة العامة السيدة أمينة دباش حول تطور العنوان الإعلامي والورشات التي فتحها والنشاط الجواري الذي اعتمده، أنه فضل أن تكون «الشعب» أول محطة لزياراته للصحافة المكتوبة العمومية، لما تتوفر عليه من مهنية ومدرسة عريقة خرجت خيرة الأقلام، إضافة إلى كونها تحظى باحترام وسط القراء. وأعطى الوزير أمثلة على ما نشرته يومية «الشعب» من خبر حول زيارته إلى ولايتي الشلف وعين الدفلى، يوم الثلاثاء، قائلا بابتسامة، «إنه قرر القيام بهذه الزيارة بعد مطالعته للخبر في «الشعب».
بعد أن طاف بأقسام اليومية، مرفوقا بالرئيسة المديرة العامة السيدة أمينة دباش، عقد الوزير جلسة عمل بقاعة المحاضرات 11 ديسمبر، حيث أجاب على تساؤلات صحافيي «الشعب» حول مختلف القضايا التي يشهدها المشهد الإعلامي، حيث كان تركيز الوزير منصبا على الاحترافية والمهنية وإشكالية التوزيع وغيرها.
وشدد ڤرين على معالجة القضايا الراهنة بكل مهنية واحترافية، من خلال التحري في مصدر المعلومة والتدقيق من صحتها قبل إطلاق العنان للإثارة والتهويل. وهي إثارة ترسخت منذ العشرية السوداء من قبل إعلاميين صنعوا الرأي العام الجزائري.
وقال ڤرين، إن خارطة الطريق التي يسير عليها هي برنامج رئيس الجمهورية، مطالبا الصحافيين بكسر حالة التردد وتحرير مبادراتهم قائلا: «إن على الصحافي المحترف تحمّل الصعاب والمشاكل التي قد تعترضه أثناء عمله، موضحا أن ذلك لا يجب أن يكون عائقا أمام ممتهني مهنة المتاعب التي تحتاج إلى صبر طويل نفس لتحقيق عمل بكل مهنية، مضيفا أن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة دعا إلى «إحياء الضمير الاحترافي».
وفي معرض نقاش مفتوح مع الصحافيين، قال وزير الاتصال إن على الإعلاميين الدفاع عن صورة الجزائر التي تتعرض إلى التشويه من إعلاميين يقعون في مخالفات الشتم والسب وفي بعض الأحيان حتى القذف، قائلا: إن ذلك لا يخدم الصحافة الجزائرية ولا يمتّ للمهنية بصلة. وفي تحليله لهذا الواقع، أرجع ڤرين ذلك إلى فترة العشرية الدموية السوداء التي عاشتها الجزائر خلال فترة التسعينيات، معتبرا إياها محطة في تغيير أفكار الرأي العام الوطني الذي بات يفضل صحافة الإثارة أكثر من صحافة الاعتدال التي تمثل يومية «الشعب» واحدة منها في الحقل الإعلامي النزيه. بدورها أكدت الرئيسة المديرة العامة أمينة دباش، على الدور الإعلامي ليومية «الشعب» في إثراء المشهد التعددي قائلة، إنها تؤسس لتوثيق العمل الصحفي لليومية للتكامل مع عملها الجواري اليومي، في تقديم خدمة عمومية للمواطنين. وفي ذات الخصوص، ثمّن الوزير جهود الصحيفة، مؤكدا في نفس الوقت على التقرير الإيجابي الذي تلقاه من مجمع الصحافة حول «الشعب» والتوازن المالي الذي تشهده. وبخصوص إشكالية التوزيع، أكد ڤرين أن هذه الإشكالية في طريق الحل من خلال إنشاء مؤسسة للتوزيع تضم العناوين العمومية الـ6، وهي مفتوحة للصحافة الخاصة، قائلا إن مصالحه الوزارية تعكف على دراسة الملف في إطار استراتيجية وطنية لتطوير القطاع. وفي سياق تطوير الصحافة، دعا وزير الاتصال إلى الاعتماد على التكنولوجيات الحديثة في مجال الإعلام، لاسيما الجانب الإلكتروني، حيث ألح على تطوير المواقع الإلكترونية للصحف لمواكبة ما ينشر في الصحيفة الورقية وهذا لتحقيق استمرارية وآنية في نقل الأحداث ومتابعتها عن كثب.
وفي هذا الطرح، قال الوزير إن الإعلام التقليدي يعرف تراجعا اليوم، جراء طغيان الصحف الإلكترونية، التي باتت تقدم خدمة وسبْقا إعلاميا لما تتميز به من عوامل، موضحا أن إرفاق اليوميات بمواقع بأخرى على الشبكة العنكبوتية يعزز من تواجدها لدى القراء الذين تغيرت أنماط المتابعة لديهم بحثا عن الأخبار في وقتها.