يختتم، اليوم، المؤتمر الـ ١٠لحزب جبهة التحرير الوطني، لعل ما ميزه رسالة رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة والمشاركة المكثفة للمندوبين الذين تجاوز عددهم 6 آلاف، ما يؤشر على حسم المناضلين موقفهم والتحاقهم بالقيادة، مطلّقين رسميا الجناح المناوئ الذي خابت كل آماله، بعدما تلقت قيادة سعداني المرشح الأول لقيادة الحزب في الفترة المقبلة إشارات قوية، حيث حسب له «الحفاظ على تماسك الحزب».
تميز اليوم الأول من أشغال المؤتمر العاشر للحزب العتيد، المنعقد بالقاعة البيضوية، بحضور الوزير الأول عبد المالك سلال. ولم يقتصر حضور الوزراء على المنخرطين فيه،وفي مقدمتهم وزير العدل حافظ الأختام الطيب لوح الذي دخل القاعة إلى جانب سلال الذي كان مرفوقا ببلعيد عبد السلام، ووزير الشؤون المغاربية والاتحاد الإفريقي والجامعة العربية عبد القادر مساهل، وإنما حضر أغلب أعضاء الطاقم الحكومي.
ولأنّ الأمين العام عمار سعداني، رئيس لجنة تحضير المؤتمر، فقد أشرف شخصيا على إدارة أشغال المؤتمر، واستنادا إلى الأرقام التي قدمها بالمناسبة، فإن عدد المندوبين ناهز 6371، وسجل 30 غيابا، فيما تم رفض عضوية 8 مندوبين، بينهم مندوبتين، ما يؤكد أن أعضاء اللجنة المركزية الذين أعلن الجناح المناوئ بقيادة عبد الرحمان بلعياط عن عدم مشاركتهم، قد حضروا بالفعل، باستثناء بعض الوجوه البارزة، على غرار الأمين العام السابق عبد العزيز بلخادم وعبد العزيز زياري وكريم عبادة.
وبذلك يكون الأمين العام السابق قد خسر رسميا معركته ضد سعداني، بعد محاولات يائسة، وإن فضل في الأخير خيار مقاطعة أشغال المؤتمر. ولن يكون بلخادم الخاسر الوحيد، كون بلعياط المنسق أعلن معارضته للأمين العام منذ خلافته لبلخادم ولم يتوقف عن إقامة نشاطات موازية ومعارضة كل ما كانت تقوم به القيادة إلى آخر لحظة، حيث رفع دعوى قضائية للحيلولة دون انعقاد المؤتمر.
هذا الطرح أثاره المشاركون في الكواليس، الذين أكدوا على ضرورة النشاط تحت لواء القاعدة التي سيفرزها المؤتمر، في انتظار انتخاب أعضاء اللجنة المركزية، لأن استقرار الحزب يتوقف على نجاحها، فلطالما كانت سببا في الانشقاقات السابقة، نظرا لعدم الرضا عن النتائج.