اختتمت نهاية الأسبوع فعاليات المخيم العربي للشعراء الشباب في طبعته الثانية، الذي نظمه اتحاد الكتاب الجزائريين بالتنسيق مع وزارة الثقافة بدار الثقافة بولاية الشلف بتتويج تونس والجزائر وفلسطين بالجوائز الثلاث عكس التجربة الشعرية للمبدعين الشباب في الوطن العربي، هذا ما رصدته «الشعب» بعين المكان.
التظاهرة التي جمعت فرسان الشعراء الشباب من الوطن العربي وممثلو 26 ولاية من الجزائر جاءت لتفتح مساحة للبوح وتلاقح التجارب العربية في ميدان الإبداع لتفعيل ضروب الثقافة وإحلالها مكانة بين الأطياف الاجتماعية وقيمها وموروثها وأبعادها الوطنية والعربية والإنسانية على اختلاف مشاربها التي نسعى على تبوئها مكانة لإسماع الصوت وتقاسم الهموم والتطلعات ورسم الأفاق التي نود تصديرها كما صدرنا السلم والمصالحة على قول رئيس إتحاد الكتاب الجزائريين يوسف شقرة الذي حدد معالم المخيم العربي للشعراء الشباب الذي استمد رؤيته من توجهات وزارة الثقافة من خلال مسؤولها الأول عز الدين ميهوبي رسم معالم الحركة والتوجه الثقافي والإبداعي من خلال كلمته أثناء تكريم المبدع الروائي القدير الدكتور واسيني لعرج على فوزه بالجائزة العربية بالكويت الشقيق.هذا التوجه في الكشف عن الذات والطموح ورسم كل ما هو جميل ومؤلم وانكسار واستشراف وسط عالم الشباب وقواسمه المشتركة ورسالته اتجاه أمته ووطنه والإنسانية جمعاء، هو الفضاء الذي سبح فيه كوكبة من القرائح الشعرية التي آلت على نفسها الخوض في هذه التجربة لحمل هذه القيم وإسماع صوتها وسط موزاييك التركيبة الاجتماعية التي تعمل هذه الفئة على إيجاد مكانة لصناعة الواقع والطموح وحمل زهرة الأمل على حد قول الأستاذ نور الدين لعراجي وهو يشرف على مساحة القراءات الشعرية التي عقبت الورشات التكوينية التي تناولت حدود الظاهرة الشعرية من حيث الإيقاع والتشكيل ونقد الخطاب الشعري من زاوية ازدواجية الدلالة والجمال والمجادلة والمقروئية وجماليات الخطاب والتناص والتضاد والصورة الشعرية ذات البعد الفلسفي في دلالته وقيمه التي حاولت اللجنة المشرفة على الورشات والمكونة من الدكاترة علي ملاحي والزبير دردوخ وعبد القادر عميش ولحمر فيصل ومشري بن خليفة من الجزائر والأستاذ عادل جريوي من تونس، والتي وضعت تجارب هؤلاء على محك الرؤية النقدية من حيث المقاييس التي وضعها اتحاد الكتاب في تقييم العملية على ضوء فعاليات هذا المخيم الذي حقق نجاحا من حيث التنظيم والتأطير النوعي وجمع قواسم العالم الروحي والشعري في بوتقة التجربة العربية الشبابية التي خلصت بافتكاك كل من محمد أمين بن علي من تونس المرتبة الأولى وجلول بن يعيش بالمرتبة الثانية من أدرار بالجزائر والشاعر الفلسطيني عمر زيادة بالجائزة الثالثة.