نظم سكان حي الوئام بمنطقة القرطي وقفة احتجاجية، ناشدوا فيها السلطات العليا في البلاد التدخل العاجل لوضع حلول جذرية قبل انطلاق الامتحانات الرسمية، عقب الاعتداءات المتكررة على المارة من مناطق الدخول للحي. ورغم تسخير عدة وحدات للأمن الوطني، إلا أن تحطيم حافلات النقل الحضري بالحي تتكرر عدة مرات بالحجارة والمقذوفات.
استقبل والي الولاية 4 ممثلين لسكان حي الوئام المحتجين، الذين بلغ عددهم 240 عائلة، إلا أن الأمور لاتزال عالقة، بحسبهم. ويضيف مجموعة من السكان لـ «الشعب»، أن الخطر المحدق بهم منعهم من أدنى الخدمات، بل لدرجة أن قاعة العلاج تمنع من مزاولة نشاطها ليلا لظروف أمنية، إضافة إلى الطرق التي أضحت زجاجا لمختلف أنواع السيارات والحافلات، في وقت كانت الأجهزة الأمنية قد وضعت مخططا أمنيا يتضمن ركوب شرطة بزي مدني في الحافلات لتأمين الركاب الذين يتنقلون من الحي إلى وسط المدينة.
هذه الحلول لم تدم طويلا، إذ تتم الاعتداءات بشكل يومي، إلى درجة أن المواد الغذائية لا تدخل سكان الحي إلا بواسطة جمعيات تؤمّنها قوات الأمن، خوفا من الاعتداءات من أماكن محدودة بالحجارة قبل الدخول للحي. كما أن الناقلين الخواص توقفوا عن العمل في هذا الخط، ما عدا شركة النقل الحضري التي كُسرت أغلب حافلاتها المخصصة عبر هذه الخطوط، بل إلى أبعد من ذلك لدرجة أن تلاميذ البكالوريا لم يجتازوا امتحان البكالوريا البيضاء بسبب عدم تأمين الحي.
من جهة أخرى نتج عن طول مدة تجمهر المحتجين أمام مقر الولاية، مناوشات بين عشرات الشباب وقوات الأمن الوطني، بعد تراشق الأطراف بالحجارة وإطلاق الغازات المسيلة للدموع وهو ما دعا قوات الأمن لتفريق المحتجين بتعزيز تواجدها وإرسال وحدات أخرى لتطويق مخارج الحي الشعبي الكبير بعد غلق المحلات التجارية. هذا ورد سكان حي الوئام بأن احتجاجهم أمام مقر الولاية كان سلميا، مؤكدين أنهم حريصون كل الحرص على سلمية المطالب من أجل الجزائر، وقطع الباب أمام دعاة الفتنة. من ناحية أخرى، هدد الأساتذة الحراس الذين وزعوا لحراسة مختلف الأطوار ببعض الأحياء التي تشهد موجة توتر، أنهم لن يذهبوا للحراسة في الامتحانات ويخاطروا بأنفسهم، معلنين عن مقاطعتهم للمراكز التي تقع في الأحياء التي تشهد مناوشات.
يذكر، أن قائد الناحية العسكرية الرابعة، اللواء شريف عبد الرزاق، رفقة قائد القيادة الجهوية الرابعة للدرك الوطني، اللواء عبد الحفيظ عبداوي، ووفد أمني رفيع المستوى قاما بزيارة لمدينة غرداية، أمس، والتنقل لمختلف النقاط التي شهدت مؤخرا توترا، من أجل دراسة الوضع بالمنطقة بعد أن عرفت استقرارا لأشهر.