أصبحت التكنولوجيا مع بداية بروزها وانتشارها، ملاذ لمختلف الفئات الجنسية والعمرية، لكل اهتماماته بها ولكل توجهاتها لها، حتى أن الأدباء والكتاب والمثقفين وجدوا ضالتهم فيها، لإبراز أعمالهم الإبداعية، وبالخصوص الانتشار السريع لها وسط فئة كبيرة من القراء والمهتمين.
فبرز الأدب الالكتروني، الذي فتح المجال أكثر للتواصل وتبادل المعارف والخبرات، والغوص في العالم الافتراضي، وأصبح الانترنيت ملتقى الأدباء والكتاب، وبالرغم من معرفة الكثيرين بمساوئه، وعلى رأسها القرصنة وتعرض الكثير من الانتاجات للسرقة الأدبية والتي باتت ظاهرة خطيرة تهدّد التواجد الأدبي على الشبكة العنكبوتية، إلا أن الكثيرين من الكتاب وخاصة منهم الشباب، أضحوا يرون فيه الفضاء الأنسب لبروزهم والتعريف بأعمالهم الشعرية والقصصية والروائية، وإيصالها إلى أبعد نقطة في العالم متحدين الحواجز ومخترقين الحدود الجغرافية، وباتت اليوم تساؤلات تطرح وتخوفات أن يزيح الأدب الإلكتروني الأدب الورقي، على اعتبار أن الانترنيت أصبحت في متناول الجميع، والوسيلة المفضلة لأغلب الفئات، وتسمح للقراء بالاطلاع على آخر الإصدارات مجانا ودون تكليف أو مشقة البحث عن الكتاب في المكتبات.
«لاشيء يضاهي متعة القراءة في كتاب ورقي، ورائحة الورق تساعد الذهن على استقبال المعلومة والتماهي مع الفكرة المطروحة”، مقولة يقولها عشاق القراءة من الكتاب مباشرة، حيث يرون أن الاستمتاع بالعمل الأدبي لن يكون إلا عن طريق وضع الكتاب بين يديه والاستمتاع بتقليب صفحاته، ولن يكون بديلا للأدب الالكتروني وإن كان مواكبا للتكنولوجيا والحضارة ومختصرا للحدود لكنه لن يلغي الكتاب الورقي، ويبقى الجدل قائما بين من خدمه الكتاب الورقي وبين من وجد ضالته في الكتاب الالكتروني.