بكاء وجوّ حزين عند استجواب آخر المتهمين بجنايات البليدة
عكس الجلسات الطويلة للمتهمين في ملف «بنك الخليفة»، وفي مقدمتهم رئيس المجمع رفيق خليفة عبد المومن، شهد اليوم الـ14 من المحاكمة، مواقف عاطفية مبكية، ظهرت هذه المواقف، عند مساءلة القاضي عنتر منور لأحد المتهمين، لم يستطع الكلام، لكونه أصيب بجلطة دماغية أبكمته، وجعلته يدافع عن نفسه وسط حضور من أطراف الدفاع والأمن وهيئة المحاكمة ورجالات الإعلام بـ»الكتابة»، مما زاد في ألمه والمعاناة والعجز عن التعبير بدقة أمام الأسئلة الموجهة إليه، عندها انفجر باكيا واستسلم لنفسيته المنهارة، بكى وأبكى عددا من الحضور، فيما شهدت المحاكمة جانبا مثيرا منها، عند استدعاء ابنة الرئيس المدير العام السابق الفقيد بنويس للخطوط الجوية الجزائرية، تلخصها «الشعب» في جزئيات مفصلة من أطوار المحاكمة.
افتتاح آخر يوم من المساءلة للمتهمين مع طيار فرنسي
استدعى رئيس محكمة الجنايات، المتهم برنار فيالار بجنحة خيانة الأمانة، حيث اعترف المتهم (مزدوج الجنسية)، بأنه اشتغل في شركة الخطوط الجوية الجزائرية قائدا طيارا منذ عام 1973، وفي العام 1999 توقف عن العمل لسبب صحي كان يعاني منه، ويمنعه من مواصلة عمله، وبعد ذلك قام بتأسيس شركة طيران خاصة اشتراها رئيس مجمع الخليفة منه، بعد أن تعرضت إلى إفلاس، وأوضح بأن الشركة كانت في شراكة جزائرية وفرنسية، وبعد إبرام صفقة البيع، اشتغل بها تحت مظلة المجمع الخاص كمدير استغلال، وتولى مهمة تكوين الطيارين لـ»الخليفة ايرويز»، وعن السيارة التي منحتها أياه الشركة الخاصة، قال بأنه أعادها إلى المحققين من عناصر الدرك الوطني، أما بشأن الحاسوب فاعترف بأنه احتفظ به، كونه كان يحتوي على ملفات مهمة الكترونية تخص الشركة، لكنه في عام 2004 أعاد الحاسوب، ولم يتمالك نفسه وأذرف دموعا، لما بين بأن والده توفي بالجائر، الأرض التي احبها واختارها في تفضيل، ليجازى بتوجيه إليه تهمة خيانة الأمانة، لأنه احتفظ بحاسوب عمل، وما زاد في ألمه قوله انه ابن الجوية الجزائرية، اشتغل بها بقلب مهني ولم يقصر، في وقت كان بإمكانه العمل بشركات أجنبية اخرى.
ابنة الرئيس المدير العام للجوية الجزائرية في قفص الاتهام...
شدّ استدعاء القاضي، عنتر منور، لاحدى المتهمات في الملف، وتعلق الأمر بابنة الرئيس المدير العام الأسبق للخطوط الجوية الجزائرية ليندة بن ويس، والتي كانت متهمة، حسب قرار الإحالة، بجنحة خيانة الأمانة، حيث دافعت عن نفسها وبينت لهيئة المحاكمة، أنها أعادت القرض المالي الذي تحصلت عليه من بنك الخليفة الخاص وقتها، لأجل ابرام صفقة شراء فيلا بالجزائر العاصمة، واستغل القاضي عنتر منور وجود رئيس المجمع، وواجه المتهمة بجواب من المتهم رفيق خليفة عبدالمومن، حينما قال مؤكدا انها لم تسدد القرض المالي، وهو ما داء واضحا في ردة فعل القاضي عنتر منور بعدم قناعته بجواب المتهمة.
المتهم الذي سقط سهوا من ديباجة قرار الإحالة يستدعى للمحاكمة
وإلى سابقته لفت انتباه واهتمام الحضور المتهم العقون الهادي، وهو أحد الحلقات المهمة في الملف خلال تأجيلها في الـ02 من شهر أفريل لعام 2013، أين بررت محكمة الجنايات المشكلة وقتها، التأجيل إلى عدم تقديم تبرير مكتوب لوفاة متهمين وقتها، وسقوط اسم المتهم العقون الهادي من ديباجة قرار الإحالة رغم تسجيل حضوره في ذلك التاريخ، ودافع المتهم بإخفاء أشياء مسروقة، تمثلت في شرائه فيلا عن المتهم في الملف نفسه شعشوع عبد الحفيظ، مبينا أنه كان يجهل شراءه لفيلا محل شبهة ومشاكل قانونية وإجرائية، مضيفا بأنه اقتنى الفيلا الموجودة بحي الفنانين في زرالدة بمبلغ 700 مليون سنتيم، وأن من تفاوض معه هو والد المتهم شعشوع احمد الشيخ العجوز والد عبدالحفيظ، وكانت الصفقة قانونية وبعقد موثق لا غبار عليه.
كما شد استدعاء المتهم (مجيبة.م) إطار أسبق بوزارة البريد والاتصالات وحكم دولي محترف لما يقارب ربع قرن عند مساءلته، جوابه بأن إقحامه في القضية هو ابتلاء رباني، وأضاف بأن عمله بالمجمع كمكلف بتجهيز وكالات مجمع الخليفة بوسائل الاتصالات، اوقعه في مشاكل، معترفا في جزئيات من مساءلته على أنه تحصل على بعض الهدايا من الشركة الفرنسية «سادجام» لما كان متربصا بها كاطار موظف لدى شركة البريد والاتصالات، نافيا استفادته من سيارة من مجمع الخليفة الخاص، واعترف في السياق بملكيته لحساب بنكي لدى بنك الخليفة الخاص وقتها.
بداية الاستماع للشهود وعنصر الإثارة مرتقب مع وزير المالية السابق
تنطلق اليوم حلقة مهمة من عمر المحاكمة التاريخية لملفق الخليفة بنك، ويتوقع الحضور، أن يدلي المتصرف الإداري محمد جلاب والوزير السابق للمالية، بحقائق ستكشف النقاب عن أمور التصفية، التي وقعت في الفترة الأولى من عمر توقيف وتعليق نشاط المجمع، فضلا عن الاستماع لشهادات مهمة مثل محافظ البنك المركزي السابق، وشخصيات وإطارات رسمية مسؤولة بأجهزة الدولة، وهي المرحلة المهمة أيضا من المحاكمة، التي ستشد اهتمام الجميع بمن فيهم الرأي العام المتتبع لمحاكمة ما يعرف بـ»فضيحة القرن».