طباعة هذه الصفحة

خلال يوم برلماني حول دور الأسرة في الحفاظ على القيّم الجزائرية

ولـــد خليفـــة يحــذّر مـن حمــلات الوسائـط الإلكترونيــــة المروّجـة لمحـوّ الحــدود

مقر المجلس الشعبي الوطني: حياة / ك

مسلم: أفكار هدامة عبر مواقع التواصل تجنّد الشباب للأعمال الإرهابية والهجرة

تواجه الأسرة الجزائرية تحديات كبيرة في ظل العولمة تتطلب وضع سياسة اجتماعية متكاملة، تحافظ على تناسق النسيج الاجتماعي في إطار مبادئ الإسلام وثقافة السلم والمصالحة، حسب ما توصل إليه المتدخلون في اللقاء المنظم، أمس، بالغرفة السفلى للبرلمان، حول تحديات العولمة ودور الأسرة في الحفاظ على القيم الجزائرية، مؤكدين على دور المجتمع المدني الذي يقع على عاتقه مسؤولية الحفاظ على القيم التي تربط كل مناطق الوطن.

قال رئيس المجلس الشعبي الوطني محمد العربي ولد خليفة، خلال تدخله في اللقاء، أن الحركية في منظومة القيم تحدث في كل المجتمعات، لكن هناك نواة ثابتة تتمثل في المرجعية الروحية والعلاقات بين طبقات العمر، لافتا إلى أن العولمة تجعل من الفرد قيمة مادية، لتمحي في نفس الوقت قيمته الإنسانية، داعيا إلى ضرورة التفطن لما يروج في الوسائط الالكترونية لما بعد الدولة، ومحو الحدود.
ومن جهتها، أكدت وزيرة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة، مونية مسلم، أن استخدام التكنولوجيا بشكل مفرط، شكل لدى الشباب نوع من التحرر من السلطة الأبوية، وجعلتهم يتعرضون للآفات الاجتماعية، بعد أن أصبحت هذه الوسائط الإلكترونية بمثابة مرجع لتربيتهم ومعالمهم الدينية والأخلاقية والاجتماعية.
وقالت الوزيرة مسلم في الكلمة التي ألقتها في اليوم الدراسي، أن الثورة الإعلامية تسببت في إدخال الشباب في عالم افتراضي، تسوده كل الممنوعات، مما أدى إلى بروز ظاهرة الهجرة غير الشرعية، كما عملت كذلك هذه الثورة، على الترويج لأفكار هدامة، كتجنيد الشباب للأعمال الإرهابية، عن طريق الصور والفيديوهات المؤثرة، التي تنشر عبر اليوتوب والفيسبوك والتويتر، التي تؤثر في أفكارهم ومشاعرهم، وتحثهم على الانضمام إلى الجماعات الإرهابية.
في ظل كل هذه التجاذبات والنزاعات والتغيرات التي تعرفها المجتمعات، تشهد الأسرة الجزائرية مرحلة حساسة، مما يستدعي ـ حسبها ـ تفطن أكثر، للتكيف والتأقلم مع هذه المستجدات وتعزيز التضامن لحماية الخلية الأساسية للمجتمع.
وقد أبرز بدوره الدكتور نور الدين بن يربح، في مداخلته بعنوان معالم التميز في قيم الأسرة الجزائرية، أن العولمة لا نملك خيار قبولها أو رفضها، “غير أننا نحتاج إلى إعادة تكريس المجد التاريخي، الذي بإمكانه أن يعطينا مناعة “.
أبرز بن يربح أبعاد التي ما تزال تحتفظ بها الأسرة الجزائرية، والمتمثلة في الديني، والبعد العرفي، والبعد التاريخي، داعيا المشرّعين إلى حماية الأسرة، مما يسيء إليها، ويجعلها تحافظ على موارد الهوية والانتماء، مؤكدا أن “أي بعد تنازلنا عنه ندفع ثمنه غاليا”.