تشهد أغلب أحياء مدينة سكيكدة القديمة منها والجديدة تدهورا كبيرا في المحيط، وصل إلى حد لا يطاق أمام انتشار رهيب للفئران التي غزت كل شوارع المدينة، فضلا عن الروائح الكريهة المنبعثة من أقبية العمارات ومن الشوارع المحاصرة بالنفايات والقاذورات، فشارع زيغود يوسف الذي يضم النزل البلدي والبنك المركزي والقباضة الرئيسية للبريد وما يحيط به من حدائق التي لم تعد من بين أرقى شوارع المدينة، يعاني من تدني خطير في المحيط حيث لا تزال الروائح الكريهة تنبعث من العمارات منذ مدة، كما تفاقمت ظاهرة انتشار الجرذان بشكل مقلق للغاية.
وما زاد من تدهور المكان، كما وقفنا عنده، انتشار النفايات المنزلية بشكل فوضوي وتردي وضعية البلاط الرخامي الممتد على طول هذا الشارع، حيث فقد الكثير من جمالية لونه الأبيض الناصع ليتحول إلى سواد بفعل الأوساخ الناجمة عن غياب شبه كلي للنظافة دون الحديث
عن تحطم أجزاء منه، وحتى العمارات المتواجدة على طول هذا الشارع والذي كان من المفروض أن تكون النموذج، فإنّها هي الأخرى توجد في وضع لا تحسد عليه بسبب الإهمال وغياب الصيانة والعناية، كما أدى اهتراء باب المصاعد إلى غلق بعضها من قبل السكان بواسطة وتائد حديدية وكذا اهتراء الجدران وأجزاء من الشرفات. والوضع على مستوى أغلب أحياء المدينة التي توسعت بشكل فوضوي يبقى متدهورا للغاية، بالخصوص من ناحية المحيط البيئي فلا أرصفة موجودة ولا شوارع معبدة ولا قنوات صرف للمياه منجزة بالطريقة اللازمة، أما المساحات الخضراء فهي غير موجودة بعد أن تحولت العديد منها إلى جانب الحشائش الضارة التي غزتها إلى مزبلة حقيقية بفعل تكدس الأكياس البلاستيكية والنفايات، وهذا دون الحديث عن الروائح الكريهة أمام تسرب المياه القذرة من أقبية العمارات التي أضحت هي الأخرى مرتعا لمختلف الحشرات الضارة والجرذان، كحي مرج الذيب، الذي يعدّ مثالا حيا لواقع الأحياء بسكيكدة التي ما تزال تنتظر حظها من التحسين الحضري، وهذا رغم الأرصدة المالية التي تم تخصيصها لأشغال التهيئة والتحسين الحضري. كما أن سكان حي ممرات 20 أوت 55 بمدينة سكيكدة بالخصوص القاطنين بمحاذاة الوادي اشتكوا من تدني المحيط بشكل مقلق للغاية، بسبب انتشار الروائح الكريهة المنبعثة من الوادي المجاور للعمارات الذي يوجد في وضع جد كارثي، ما أدى أيضا إلى انتشار البعوض بشكل كثيف جعل الحياة داخل العمارات جحيما لا يطاق، خاصة أن مختلف المبيدات التي يستعملها المواطنون غير ناجعة، كما يواجه هؤلاء مشكل الانتشار الرهيب للفئران والجرذان التي أصبحت تشكل خطرا حقيقيا عليهم.
وأكّد سكان الحي أنهم لم سئموا الغزو الفظيع لحشرات الناموس داخل البيوت وخارجها، الذي انتشر بصورة كثيفة في الآونة الأخيرة، مما جعله مصدر إزعاج حقيقي لكل سكان الحي الذي أصبحوا يعانون منه طوال الليل، بسبب الخطر الذي يشكله على الأطفال خاصة. وذكر السكان أن هذا الناموس الذي أصبح جزءا من المشاهد اليومية في حياتهم، ليس ناموسا عاديا، فهو من الحجم الكبير الذي لم تنفع معه مبيدات الحشرات التي يستعملها السكان داخل بيوتهم، وبالتالي فهم يطالبون بتدخل البلدية عن طريق التنظيف أولا، وعن طريق نشر الأدوية والمبيدات اللازمة للقضاء عليه من منبعه الأصلي. وفي سياق متصل، عبّر بعض السكان عن امتعاضهم الشديد من تصرفات عمال البلدية من أعوان النظافة والتطهير والمؤسسة المكلفة برفع القمامة، جراء تماطلهم في أداء مهامهم اليومية في رفع القمامة والتطهير الكامل للأحياء. هذا من جهة السكان، ومن الجهة المعاكسة أعابت مصالح البلدية على المواطنين عدم احترام مواقيت رمي القاذورات وعدم الالتزام برميها في الأماكن المخصَّصة لهذا الغرض.
فقد كشف فيما سبق، رئيس المجلس الشعبي لبلدية سكيكدة كمال طبوش، بأن البلدية رصدت مبلغا ماليا يقدر بـ 130 مليار سنتيم للتكفل بالنظافة وإعادة الاعتبار للمحيط العمراني والبيئي على مستوى شوارع وأحياء المدينة التي تعرف وضعية مزرية، ولهذا الغرض ستتدعّم الحظيرة، حسب رئيس البلدية بتجهيزات وآليات وعتاد متطور، بالإضافة إلى شاحنات بإمكانها الوصول إلى الأماكن ذات التضاريس والمسالك الوعرة التي سبق وأن أوصى بها مكتب الصحة العمومية والنظافة.
وفي ذات السياق، أضاف بأن البلدية تعتزم تقسيم المدينة إلى مناطق جغرافية من خلالها يتم وضع برنامج خاص يتم تقسيمه وتوزيعه بانتظام وفق خطة مدروسة تتكفل بها كل من مؤسسة “كلينسكي” المختصة في مجال النظافة وردم النفايات بإشراك مؤسسات خاصة وشبانية تعنى بهذا الشأن، وستمكن هذه التجهيزات الجديدة، حسب نفس المتحدث، من إعادة الوجه الحقيقي والمشرق للمدينة التي طالما عانت خاصة في السنوات الأخيرة من وضع كارثي بعد أن تحولت الأحياء والشوارع إلى مزابل ومفارغ فوضوية على الهواء الطلق أعطت وجها غير لائق، وشوهت المنظر العام لهذه الوجهة السياحية، إلى درجة أن الكثير من الزائرين يشمئزون عند تجوالهم في المدينة من انتشار مظاهر الأوساخ والمياه القدرة بالأرصفة والطرقات العمومية خاصة في موسم الاصطياف.