طباعة هذه الصفحة

أخيرا... “نسيان دوت كـوم”

نور الدين لعراجي
17 ماي 2015

الحديث عن تحويل النصوص الروائية من أعمال سردية، تمتع القارئ، يعيش مع أحداثها وتفاصيلها، يختزل الأزمنة والسنوات في عدة صفحات، لتطوى بذلك عملية القراءة، حالما تنتهي آخر صفحة من الرواية، الأمر لا يبدو كذلك عندما تتحول هذه النصوص الى أفلام ومسلسلات، تخرج النسق السردي من صورته الجامدة الى نسق سمعي ومرئي، يشاهده ملايين البشر، يقفون على مساره التاريخي والفني والجمالي بين داهش ومتمتع ومنتقد وربما لما لا، نافر، إذا كان هذا الأخير يملك الحس السينمائي مثلا عند رؤيته لعملية البناء والتركيب اللتان سيقت بهما هذه الرواية أو القصة الطويلة، لأنها هي الأخرى معنية بهذا التحويل، انطلاقا من أنها تمتلك أدوات الرواية في ما يخص الشخصيات والأحداث والعقدة والحوار في ظل الزمكاني.
إن الكثير من الأعمال الروائية التي نجحت والتف من ورائها الملايين من المشاهدين محققة أرقاما خيالية من المتابعة و الجوائز.. ترجمت إلى أكثر اللغات في العالم تداولا ..كان النص في الكثير من الأحيان .. يفرض سلطته الأدبية .. من خلال التداخل والتناص..إضافة الى أسلوب التشويق الذي اعتمده الروائي أو الكاتب لاستمالة أكبر عدد ممكن من المهتمين والمتتبعين، في هذه العجالة لايمكن الحديث عن تجارب الروائيين من كتابنا الذين تقمصوا هذا العمل السينمائي أمثال الروائي بن هدوقة، مولود فرعون، محمد ديب، مرزاق بقطاش،  وغيرهم الكثير من الأسماء التي ذاع صيتها..من خلال الأفلام التي تقمصت أعمالهم الأدبية.
ربما الحال مع الروائية الجزائرية أحلام مستغانمي يختلف تماما فهي السيدة التي لا تحب أن تغامر بأعمالها التي حققت مبيعات خيالية وعدد كبير من القراء، فبعد التأرجح الذي سجله عملها ذاكرة الجسد وتصويره مسلسلا .. ربما لم يحقق النجاح الذي كانت تتمناه وتنتظره ..لدوافع كثيرة منها ..أنه لم يثر النقاش من حوله، لم يرشح لجوائز عربية أو دولية  .. رغم أن النص الروائي “ذاكرة الجسد” ذاع صيته كعمل أدبي لكنه لم يحقق القفزة الفنية السينمائية التي كان ينتظرها المشاهد العربي وحتى الأجنبي..خاصة أن العمل كان يؤرخ لمرحلة هامة من تاريخ الثورة التحريرية، من هذا الباب تريّثت الروائية الجزائرية المقيمة ببيروت مستغانمي ولم تجازف بمنح الضوء الأخضر
للمخرجين من أجل تجسيد روايتها “نسيان. كوم” الى  “نسيان دوت كوم “ إلى عمل تلفزيوني ..لكن ما تداولته الأوساط في أنها ..فعلا منحت الضوء لتصوير الحلقة الأولى وقد اختارت أسماء من الممثلين العرب المقيمين بأمريكا و تتقدمهم ملكة جمال أمريكا السابقة “ريما فقيه” ..مما يعني أن أحلام أرادت أن تضع بصمتها على الشخصيات التي تختارها هي بنفسها ..حتى يكتمل المشهد الذي تبحث عنه .. بين من يجسد أدوار العلاقات العاطفية بين الشباب الذين و يتأقلمون مع أحداث الرواية التي تتحدث عن مشوار حيوي يعيشه كل الشباب في علاقاتهم العاطفية الناجحة والفاشلة، كما تدور أحداث الرواية .

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.