النخبة المستقبلية هي الجزائر العميقة
استلم أمس، وزير الثقافة، عز الدين ميهوبي مهامه على رأس القطاع بعد التعديل الأخير الذي أجراه رئيس الجمهورية، خلال عملية تسليم واستلام المهام بينه وبين الوزيرة السابقة نادية لعبيدي، أمام حضور العديد من إطارات الوزارة ووجوه ثقافية ومسؤولين في مؤسسات الثقافة. في هذا الصدد، عبر ميهوبي عن التزامه وحرصه على تحسين القطاع وتدارك كل الأشغال التي من شأنها أن تضفي الوجه الحقيقي للثقافة الجزائرية، معتبرا بأن الرهان القادم هو الجزائر العميقة وما تزخر به من طاقات إبداعية يمكنها أن تكون قيمة مضافة لحقل الثقافة.
اعتبر وزير الثقافة إن عمل الإدارة غير كاف ما لم نسلط الأضواء على هؤلاء ففيهم كل الشرائح الإبداعية وهم النخبة المستقبلية للجزائر العميقة، لتبقى العاصمة الواجهة فقط ولكن التميز يصنعه أبناء الأقاصي في عمق الجزائر، أما عن قسنطينة عاصمة الثقافة العربية أكد مواصلته لهذا الرهان، ملمحا أن الجزائر يجب أن تكون أكبر من هذا، فهي مدينة تستحق أن تكون حاضنة لهذه الفعاليات، واصفا إياها بالتحدي داعيا وسائل الإعلام والاتصال إلى تقديم الدعم والتجنيد لإعطاء الجزائر الصورة التي تستحقها وتجنيد كل الطاقات والكفاءات الجزائرية العاملة في الداخل أو الخارج.
شدد ميهوبي خلال استلامه المهام على ترشيد الإنفاق والعقلانية في ترشيد المال العام والمحافظة عليه، ملمحا إلى أن هناك مشاريع لا يمكن أن تقام بأموال كبيرة، بل تستدعي أموالا قليلة فقط، معتبرا إياها مسألة أساسية، حيث أشار في نهاية كلمته إلى الإعلان عن لقاء يجمع كل الأقسام الثقافية عبر كل الوسائل الإعلامية للنظر وطرح الانشغالات والخروج بتوصيات تدفع التنمية الثقافية نحو الأمام، كما ثمن الفترة التي قضتها لعبيدي على رأس القطاع.
أما الوزيرة السابقة لعبيدي فاعتبرت أن ميهوبي ليس بالغريب بل هو ابن الثقافة، باعتباره كاتبا وشاعرا وسيناريست ومتعدد المواهب وكثير الحضور في المشهد الثقافي الجزائري والعربي، مضيفة في كلمتها، بأن الوزير الجديد لقطاع الثقافة كان سفيرا لقسنطينة عاصمة الثقافة العربية، حيث أشرف على دعوة الدول العربية لحضور هذه الفعاليات معتبرة الفترة التي قضتها على رأس القطاع بالمهمة والثرية من حيث النشاطات والمواعيد التي أشرفت عليها، معرجة على الجلسات التي أقامتها مع أبناء القطاع سنة 2014 والتي انبثقت عنها لجنة وطنية تضم كل الفاعلين في الحقل الثقافي والفني والمسرحي، داعية الوزير بعد اذنه أن تكلل هذه الجلسات بأرضية يمكنها أن تحقق الاضافة للثقافة الجزائرية. لعبيدي وبنبرة مميزة اغتنمت الفرصة وتحدثت عن الشكوى التي رفعتها ضد الأمينة العامة لحزب العمال حنون قائلة بأنه من غير المعقول أن تقذف أو يقال عليها أكاذيب، مبدية في هذا الشأن بأنها تثق في عدالة وطنها لانصافها من كل الاتهامات التي وجهت لها حول سوء التسيير لقطاع الثقافة، متمنية للوزير القادم كل النجاح.