احتضنت، أمس، دار الثقافة «مالك حداد» بقسنطينة، الملتقى العربي حول «المرأة والتحديات المعاصرة»، بحضور وزيرة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة مونية مسلم، وممثلات عن التنظيمات والجمعيات النسوية العربية المختلفة، حيث يأتي هذا الملتقى في إطار تظاهرة قسنطينة عاصمة للثقافة العربية 2015.
قالت وزير التضامن في كلمة افتتاح الملتقى، الذي أشرف على تنظيمه الاتحاد الوطني للنساء الجزائريات، إن هذا اللقاء المميز سوف يدفع بوتيرة العمل النوعي للنساء العربيات، وهو في نفس الوقت فرصة متاحة لتبادل الخبرات والاستشارات بين البلدان العربية في إطار الاتفاقيات الثنائية والدولية التي تضمن حرية وحقوق وكرامة المرأة عموما، مذكرة في ذات السياق بأن الثقافة وقسنطينة تعيش تظاهرتها عاصمة للثقافة العربية هي التي تقلص المسافات بين النساء في مختلف أرجاء المعمورة.
ودعت الوزيرة من هذا المنبر، إلى ضرورة النهوض بوضع المرأة وإشراكها في كل مجالات الحياة، ورسم طريق التقدم والازدهار لها، معتبرة أن المرأة الجزائرية التي ناضلت بشراسة لنيل استقلال بلادها تستحق مثل هذا الدعم، وأن النساء العربيات مادمن محافظات على انتمائهن وموروثهن الديني، الأخلاقي والاجتماعي، فإنهن سوف يلقين النجاح.
من جهتها قالت الدكتورة هدى بدران، الأمينة العامة لاتحاد النساء العربيات، أن الاتحاد النسائي العربي العام شغله الشاغل المرأة ونضالاتها، وأن المرأة العربية في علاقة جدلية مع الثقافة، فكلما كانت المرأة مثقفة كلما كانت مستوعبة لوضعها أكثر، فهي تتأثر وتؤثر في الأجيال المستقبلية، ولهذا فإن الثقافة هي عنصر هام يعكس مدى تقدم المرأة، حيث ضربت هدى بدران أمثلة كثيرة ومنها التقرير الذي تضمن وضع المرأة العربية في 20 سنة الأخيرة وكان من استنتاجاته أن الثقافة رصيد هام في حياة المرأة عموما حتى ترقى إلى طموحاتها المطلوبة.
وتحدثت ميرفت التلاوي، المديرة العامة لمنظمة المرأة العربية، عن الظروف غير العادية التي تعيشها المجتمعات العربية والتحديات التي تواجه المرأة العربية للمحافظة على الأمن القومي لبلدانها، معتبرة أن المرأة مطالبة بتكثيف دورها في تربية الأجيال والمحافظة على الأوطان. فهناك، كما قالت، آفات اجتماعية كثيرة في البلدان العربية تعترض سبيل الأسرة وعلى المرأة يقع الالتزام بالمحافظة على هذه الأجيال، باعتبارها الجندي المدافع عن الأسرة والوطن، فما يصيب الوطن حربا وسلاما أو ازدهارا وانهيارا يصيبها بالدرجة الأولى.
واعتبرت التلاوي، أن منظمة المرأة العربية وإن كانت من مهمتها الدفع بالمرأة العربية إلى الأمام، فإن العالم العربي يحتاج إلى تشريح أكثر لوضع المرأة، كما أن دور الإعلام مهم جدا في إيصال الصورة الحقيقية والأفضل للمرأة العربية للعالم الغربي، داعية في الأخير المرأة الجزائرية للمحافظة على المكاسب والحقوق التي اكتسبتها بنضالاتها الطويلة.
تجدر الإشارة، أن هذا الملتقى، الذي يدوم يومين، تتخلله العديد من المحاضرات والجلسات والقراءات الشعرية، كما سيخرج في يومه الأخير بتوصيات ترفع إلى الجهات المختصة.