طباعة هذه الصفحة

وقعته الأطراف المالية بباماكو بحضور ممثل رئيس الجمهورية ورؤساء دول:

بن صالح: الجزائر تقف إلى جانب مالي في تنفيذ اتفاق السّلام والمصالحة

أكد رئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح، أمس، بباماكو أن الجزائر ستظل تحتل مرتبة الشريك بالنسبة لمالي الذي سترافقه في مرحلة تنفيذ اتفاق السلام والمصالحة من خلال توفير الوسائل الضرورية لتطوره ورفاهه.
وأوضح السيد بن صالح الذي يمثل رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، في حفل التوقيع على اتفاق السلام والمصالحة بمالي في كلمة ألقاها بهذه المناسبة أن «الجزائر ستظل تحتل مرتبة الشريك والصديق الوفي والدائم لمالي الذي سترافقه بحزم في هذه المرحلة الجديدة ألا وهي مرحلة تنفيذ الاتفاق التي تضع مصلحة سكان شمال مالي على رأس الأولويات من خلال توفير الوسائل الضرورية لتطورهم ورفاههم ضمن حركية جماعية تفتح آفاقا جديدة لشعب مالي الشقيق».
وفي هذا الصدد، ذكر السيد بن صالح بأن «المسيرتين المشتركتين للشعبين الجزائري والمالي محفوفتان بالمحن التي نجحا في تجاوزها والتغلب عليها»، مضيفا أنه «من منطلق هتين المسيرتين اللتين انصبتا في بوتقة التاريخ والجغرافيا والبعد الاجتماعي وعدة عوامل مشتركة أخرى أبت الجزائر إلا أن تقف بحزم إلى جانب جمهورية مالي من أجل الحفاظ على وحدة شعبها وترابها».
وأضاف في ذات السياق، أن «رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة أراد تثمين هذا الإرث المشترك وهذه القيم المرجعية لإفريقيا عندما طلب منه أخوه وصديقه رئيس جمهورية مالي الحاج إبراهيم بوبكر كايتا بتاريخ 18 يناير 2014 في الجزائر العاصمة إشراك الجزائر في عملية سلم ومصالحة بصفتها رئيسة فريق الوساطة الدولية».
كما أكد أن «هذا اليوم كان بادرة خير وسيشكل دون أدنى شك مرجعا تاريخيا للشعب المالي الشقيق وللمنطقة ولإفريقيا وللمجتمع الدولي كافة».
وأضاف السيد بن صالح قائلا: «اسمحوا لي أن أوجه أولا للأطراف المالية وللشعب المالي ولرئيسه التهاني الخالصة للرئيس عبد العزيز بوتفليقة الذي أبى إلا أن يشيد بقوة بهذا الحدث الهام في تاريخ بلدكم وهذا الانتصار المشترك على الإنقسام والتمزق»، مشيرا إلى أن «الرئيس بوتفليقة كلفني أن ابلغكم مدى ثقته في قدرة الشعب المالي الشقيق على رفع التحديات لجعل شمال مالي منطقة خالية من الآفات والإرهاب والجريمة المنظمة  منطقة تسعى إلى ترقية السلم والمصالحة والتنمية».  
واغتم ممثل رئيس الجمهورية فرصة حفل التوقيع ليؤكد مجددا أن «الجزائر فخورة بالثقة التي وضعت فيها من أجل رئاسة الوساطة الدولية المكلفة بإيجاد حلول مستديمة ونهائية للنزاع بين الإخوة الذي طال أمده في هذا البلد وهي تتوجه بالشكر للسلطات المالية على رأسها فخامة الرئيس ابراهيم بوبكر كايتا وقادة حركات التنسيقية والأرضية على التزامهم واستعدادهم ودعمهم طوال المفاوضات الشاقة التي احتضنتها الجزائر».  
وقال أيضا «نغتنم هذه المناسبة لتوجيه شكرنا وتهانينا لكل أعضاء الوساطة الدولية الموسعة الذين ساهموا في إضفاء المصداقية والنجاعة على مسار التسوية المتميز لأزمة عميقة» مذكرا بأن «الجزائر ترأست هذه الوساطة وهي على قناعة بأن الحوار والتفاوض هما الوحيدان الكفيلان بالتوصل إلى حلول حتى وإن كانت غير كاملة لمشاكل معقدة».
وجاء في كلمة السيد بن صالح: «اليوم نفتح معا صفحة جديدة وهي صفحة تنفيذ الاتفاق مع كل الضمانات والالتزامات الهادفة إلى ترقية مناطق شمال مالي من إقليم مواجهة ومعاناة إلى فضاء تفتح فيه جميع ورشات المصالحة وإعادة البناء والتنمية في وجه كل الأشخاص الحريصين على أن يكونوا صناع التغيير والمستفيدين منه من أجل غد أفضل».
ومن جهة أخرى، أكد أنه «على الصعيد الدولي التزم مجلس الأمن من خلال المينوسما والاتحاد الإفريقي والمجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا والاتحاد الأوروبي، بالإضافة إلى دول الجوار وكل الشركاء بتقديم الدعم لإنجاح هذا الاتفاق من خلال تعبئة الوسائل البشرية والمادية والمالية من اجل تجسيد المشاريع الكبرى للأشغال التي ينص عليها الاتفاق».
وتوجه السيد بن صالح إلى الشعب المالي مؤكدا «بفضلكم أيها الماليون وبفضل دعم المجتمع الدولي أصبح الحلم  قريب المنال فلنعمل جميعا معا على إنجاح هذا الاتفاق ولنجعله مثالا يقتدى به في التسوية السلمية للأزمات والنزاعات في إفريقيا والعالم».   
وخلص ممثل رئيس الجمهورية إلى القول بأن: «مالي اليوم بصدد تقديم صفحة جميلة من تاريخه فلنعمل معا لتكون هناك صفحات أكثر جمالا ورونقا».
وقد وقعت الأطراف المالية، في الحوار من أجل تسوية الأزمة بمنطقة شمال مالي رسميا، أمس بباماكو، على اتفاق السلم والمصالحة، حسبما لاحظه صحافي من وكالة الأنباء الجزائرية.  
ووقع على هذه الوثيقة كل من ممثل الحكومة المالية والحركات السياسية والعسكرية لشمال مالي المشاركة في أرضية الجزائر، وكذا فريق الوساطة الدولية برئاسة الجزائر.  
كما وقع على الاتفاق حركتان من بين الحركات الخمسة التي تعدها تنسيقية حركات الأزواد وهما التنسيقية من أجل شعب الأزواد وتنسيقية الحركات والجبهات القومية للمقاومة.
وكان رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، قد عين رئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح، لتمثيله في حفل التوقيع على اتفاق السلام والمصالحة في مالي بباماكو، حسبما أفاد أول أمس، بيان لرئاسة الجمهورية.
«ردا على الدعوة التي تلقاها من رئيس جمهورية مالي إبراهيم بوبكر كايتا، عين رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، رئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح، لتمثيله يوم 15 ماي بباماكو في حفل التوقيع على اتفاق السلام والمصالحة في مالي، وهو اتفاق وقع بالأحرف الأولى بالجزائر العاصمة يوم 1 مارس الفارط تتويجا لوساطة دولية قادتها الجزائر»، يضيف البيان.  وأضاف ذات المصدر، أن بن صالح سيكون مرفوقا بوزير الشؤون الخارجية رمطان لعمامرة.