طباعة هذه الصفحة

قضية “الخليفة بنك” في يومها التاسع

أجوبة متهمين تضع مجمع “الخليفة” في عين الإعصار

علي عون يقول بأن مكيدة دُبرت له وإسرائيلي في الملف

دارت أطوار محاكمة المتهمين في ملف “الخليفة بنك”، نهاية الأسبوع مع إحدى أهم حلقاتها، باستدعاء رئيس محكمة الجنايات لمجلس قضاء البليدة، الرئيس المدير العام الأسبق لمجمع شركة “صيدال” علي عون، وكان هذا الأخير يدافع عن التهم الموجهة إليه بعد إدانته في حكم 2007، بل وأجاب بالتوضيح على أنه كان ضحية مؤامرة ومكيدة دبرت ضده لتنحيته من منصبه، أبطالها موظفون بالمجمع، ويكشف في جزء من المساءلة عن حقيقة خطيرة تسردها “الشعب” بالتفصيل.
اتهامي مربوط برفضي تحويل أموال المجمع على “بنك الخليفة”
جاء جواب وتوضيح المتهم الرئيس المدير العام الأسبق لمجمع “صيدال” علي عون، كاشفا حقيقة أنه ينكر تهم الرشوة واستغلال النفوذ والاستفادة من امتيازات موجهة إليه، وأنه لما رفض إيداع وتحويل أموال المجمع لدى بنك الخليفة الخاص وقتها، تلقى كلاما موبخا من وزير الصناعة الأسبق، عبد الحميد تمار.
وعن أول نشاط مع مجمع الخليفة، قال المتهم علي عون، أن ذلك حصل في اتفاقية مشتركة حول أدوية تخص مرض “الايدز” القليل والنادر، ويذكر حلقة مهمة جرت بينه وبين مجمع الخليفة، تخص تلقيه سيارة محترمة باسمه من قبل المجمع الخاص، أوضح للقاضي أنه كان وقتها في قسنطينة يرافق أشغال انجاز مصنع “الانسولين”، وهي الهدية التي وصفها المتهم بالفخ المادي الذي لا مفر منه، حتى القاضي اعترف بأنه كان فخا مخططا له، نافيا في معرض أجوبته أن يكون استفاد من امتيازات أخرى من قبل مجمع الخليفة، كما أنكر استغلال بطاقة مجانية لنادي “التلاسو” تلقاها كهدية أيضا، والتي أكد أنه لم يستعملها أصلا، ثم جاء الدور لممثل النيابة أين سأله عن معرفته بالمتهم خليفة عبد المومن، ورد المتهم أنه لم يلتق به أبدا وتعرف عليه إلا من خلال الصحف. وثار غضب ممثل النيابة عندما تدخل ممثل دفاع المتهم خليفة عبد المومن، حيث اضطر القاضي عنتر منور إلى التدخل وتهدئة غضب النيابة ورد الدفاع، خاصة وأن المتهم علي عون أوضح بأن مجمع “صيدال” تم إنقاذه من سقوط وانهيار لا مثيل له، وهو اليوم ينعم بتلك الأعمال التي وصفها بالعظيمة، حتى يضمن بقاءه في سوق الدواء التابع للقطاع العمومي.
مدير مدرسة الشرطة بعين البنيان الأسبق في عين المساءلة...
جاء الدور على المدير الأسبق للشرطة في عين البنيان المتهم عدة فوداد، وكانت أجوبته عن الأسئلة التي تم استخلاصها اعتبارا من قرار الإحالة مثيرة، خاصة فيما تعلق بالحجم المالي المهم المحول عبر حسابه الخاص بالعملة الصعبة، دون أن يكون له اثر مادي، يدل على عملية التحويل، وأثارت المساءلة بيان وقائع أنه تم تحويل أكثر من 600 ألف يورو من فرنسا إلى الجزائر باستغلال حسابه الشخصي، وبينت الأجوبة بأن هذا الأخير وظف لدى فروع تابعة للمجمع 3 من أبنائه بمن فيهم ابنة له، وهو ما اعتبرته هيئة المحاكمة والنيابة بالحصول على امتيازات بمقابل تلك التحويلات المثيرة، ولم يتمكن المتهم من خلال الأجوبة التي عرضها على هيئة المحاكمة إقناعها خاصة، عند مواجهته بحقيقة أنه تقدم بطلب الحصول والاستفادة من إقامة مفتوحة بفرنسا، تم رفعها على مصالح وزارة الداخلية الفرنسية وقتها، حيث قال المتهم بأنه كانت لديه إقامة سياحية منذ العام 1993، ويتم تجديدها كل سنة.
إسرائيلي ضمن حقائق المحاكمة التاريخية لملف الخليفة بنك...
لم يكن يتوقع أن يكون الملف الفضيحة، يضم في جزئيات منه حقيقة غير مرغوب فيها في المجتمع الجزائري، تعلقت بالتعاون أو العمل مع صاحب هوية إسرائيلي، وهي الحقيقة التي تم اكتشافها عند مواجهة المتهم جديدي توفيق، مدير وكالة الصندوق الوطني للتقاعد بأم البواقي، حيث كشفت مساءلته حول تهم الارتشاء واستغلال النفوذ، بأنه أودع أموال الصندوق العمومي في وكالة الخليفة بنك بطريقة مشبوهة، ولم تخضع للإجراءات المعمول بها قانونيا، وفي مقابل ذلك حصوله على سيارتين سياحيتين واحدة لفائدته والثانية لزوجته، بالإضافة إلى امتيازات مغرية أخرى مشبوهة وأموال بالعملة الصعبة والدينار تجاوزت الـ140 ألف دولار، إلا أن المتهم رد بأنه دفع قسطا لاستفادته من السيارتين، وعن الأموال المضبوطة بحوزته جاءت المفاجأة غير المتوقعة، بأنها في جزء منها ترجع لمعارف له كانوا يهدفون إلى الاستثمار في الجزائر وقتها، من بينهم شخص صاحب جنسية مصري والأخرى مزودج الجنسية إسرائيلي استرالي، وأنه قام بالحصول على أموال منهما كقروض، حتى يضمن سهولة في العمل للحصول على تسهيلات فقط.
وتجدر الإشارة، إلى أن المحاكمة شملت استجواب مدراء لدواوين بالترقية العقارية في فصل منها، أنكروا بدورهم التهم الموجهة إليهم.

أصداء من المحاكمة...

-أثار سؤال وجهه دفاع المتهم خليفة رفيق عبد المومن، إلى المتهم غير الموقوف علي عون، غضب ممثل النيابة، حينما أراد استيضاح بعض الأمور من المتهم، ليأتي رد ممثل النيابة عنيفا حينما سأل المحامي عن النية من وراء سؤاله وإلى ماذا يريد الوصول، حيث تدخل رئيس محكمة الجنايات وأعاد الهدوء إلى القاعة رقم 1.
- رد القاضي عنتر منور على مدير وكالة التقاعد في أم البواقي بتعليق ساخر، أضحك الحضور، حينما دار من خلال البيان والتوضيح على أن هذا الأخير استفاد من امتيازات عينية ومالية، من مسؤولين ببنك الخليفة وقتها، بأنه لو لم يضع أموال الصندوق في البنك الخاص لما استطاع أن يستفيد حتى من حبة حلوى.
- ملاحظة تم تسجيلها في نهاية الأسبوع واستجواب المتهمين، نقص كبير في أعداد ممثلي الدفاع، والحضور ببهو محكمة الجنايات، على عكس الأيام السالفة، وحتى من الأسرة الإعلامية التي أبدت اهتماما في متابعة المحاكمة الحدث.
البليدة: لينة ياسمين