تم، أمس، تحويل عشرات التلاميذ المتمدرسين بالمدرسة الابتدائية، “غالم لواد البسباس” ببرج منايل، إلى مصلحة الاستعجالات الطبية لتلقي الإسعافات الأولية، بعد تناولهم لياغورت فاسد، حسب الشكوك الأولية، وسط حالة كبيرة من الهلع بين الأولياء والطاقم الطبي المكلف بالعملية، خاصة بعد رواج معلومات عن تسجيل حالات خطيرة.
استقبلت مصلحة الاستعجالات لمستشفى برج منايل في آخر حصيلة 251 حالة تسمم بين التلاميذ، كلها إصابات خفيفة، ما عدا حالتين بقيت مؤقتا تحت الرقابة الطبية، حسب ما كشف عنه لـ«الشعب” رئيس مصلحة الوقاية.
كما أكد ذات المسؤول، عن استقبال عدة حالات ناتجة عن حالة الهلع ومخاوف من قبل الأولياء بسبب تناول أبنائهم لمادة الياغورت والبيض في باقي المؤسسات التربوية المجاورة، وأضاف أن المصلحة قامت بأخذ عينة من 5 علب لمادة الياغورت”فراولة” و«تفاح” إلى مخبر التحاليل، ونفس الأمر بالنسبة لمادة البيض بغرض تحديد الأسباب الحقيقية للتسمم.
وتضاربت الأنباء في البداية حول عدد التلاميذ المصابين بحالة التسمم الغذائي، وحتى المدارس المعنية بهذه الحالة الخطيرة بسبب تناولهم لنفس المادة يوم أمس، ففي وقت أكد فيه مدير المؤسسة الاستشفائية العمومية لبرج منايل سعيد عباس متحدثا لـ«الشعب”، أن عدد الإصابات التي استقبلتها مصلحة الاستعجالات تعدت 70 حالة خفيفة وليست خطيرة، كشف مصدر من الحماية المدنية لبومرداس، أن عدد الحالات التي حولتها عناصر الحماية المدنية إلى المستشفى وصلت إلى 98 حالة، وهو رقم مؤقت حتى كتابة هذه الأسطر من بينها أربع حالات استدعت العناية المركزة، لكنها ليست في درجة الخطر.
بالمقابل، وصف رئيس الفدرالية الولائية لأولياء التلاميذ ببومرداس مصطفى حفناوي، في اتصال مع “الشعب”، هذه الحالة بالكارثة مطالبا بتحديد المسؤوليات، خاصة في ظل تكرار مثل هذه الحوادث المؤسفة بعد تسجيل حالات تسمم سابقة في عدة مناطق، بسبب تناول أجبان فاسدة أو لم تخضع لشروط الحفظ الجيد، مؤكدا بالقول أن المدرسة تحوي حوالي 160 تلميذ، بمعنى هناك تخوفات من تسجيل إصابات جديدة.
هذا، وحاولت “الشعب”، التريث وعدم التسرع في نقل معلومات عن الحادثة، وتكثيف اتصالاتها مع كل الأطراف المعنية، خاصة في ظل وجود إشاعات عن طبيعة الإصابات المسجلة، وهنا حاول مدير المستشفى طمأنة أولياء التلاميذ الذين انتابتهم حالة فزع كبيرة، بأن الإصابات لا تستدعي القلق خاصة في ظل التجند الكبير للطاقم الطبي والتكفل التام بالمصابين، فيما كشف رئيس مصلحة الوقاية أن كل التلاميذ غادروا المستشفى، فيما تم أخذ عينات من مادة الياغورت والبيض لإجراء التحاليل المخبرية عليها بذراع بن خدة لتحديد مصدر التسمم، وكذا مياه الشرب، لكن كل المؤشرات الأولية تؤكد أن التسمم ناجم عن مادة الياغورت، حسب قوله.