اعتبر الباحث والإعلامي عمار بلخوجة، مجازر 8 ماي 1945 التي ارتكبها المستعمر الفرنسي فصلا من فصول الإبادة الجماعية ضد الشعب الجزائري، موضحا بأن ديغول هو المدبر الرئيسي للمجازر بعد إرساله برقية في 1944 إلى حكّام المستعمرات يدعوهم فيها إلى الحفاظ على السيادة الفرنسية والتصدي بشراسة لكل من يهددها.
وقال بلخوجة، أول أمس، في منتدى الأمن الوطني الذي احتضنته المدرسة العليا للشرطة ـ علي تونسي - بالعاصمة أن رد فعل فرنسا الهمجي كان نتيجة لوعي الشعب الجزائري والمجهودات الكبيرة التي قام بها رواد الحركة الوطنية على غرار فرحات عباس الذي شكل أحباب البيان والحريات والذي تمكن في وقت قصير من جمع 500 ألف مناضل ومنخرط، وهو ما زعزع الاستعمار الفرنسي وجعله مرعوبا من انتشار المد التحرري، وخاصة بعد أن بدأ يلتقي بجمعية العلماء المسلمين وأعضاء من حزب الشعب الجزائري.
وبرر بلخوجة رد فعل فرنسا الوحشي في مظاهرات 8 ماي 1945 بخروج الجزائريين بعلمهم للاحتفال وهو ما زاد من غطرسة المحتل الذي لم تشفع له مشاركة الجزائريين في تحرير فرنسا من النازية وتنكرت لكل مجهودات مقاومي شمال إفريقيا والقارة السمراء بصفة عامة وهو ما يؤكد عنصرية فرنسا وعقدتها من الضعف في تحرير أراضيها من قوات هتلر.
وعاد بالمقابل للحديث عن المجازر التي انطلقت بسطيف وعرفت سقوط أول شهيد - سعال بوزيد - ثم انتقلت لخراطة وبعدها إلى قالمة وهو ما جعل الاستعمار يسلح أتباعه من الكولون وأولادهم ويأمرهم بقتل المدنيين والالتقاء في المساء للتباهي من الذي يقتل أكثر، بل كان رهانهم هو الانتقام لقتل 102 من الكولون وعليه بدل قتل ١٠٠٠ فرد جزائري يساوي ضحية واحدة من الكولون.
وبينت هذه الممارسات التي كان وراءها ديغول عندما عاد في 1958 للجزائر بـ 800 ألف جندي فرنسي محاولا القضاء على الثورة، مدى حقد فرنسا وعزمها على إبادة الشعب الجزائري، كما كان وراء تفجير قنبلتين نوويتين في الصحراء الجزائرية وهو ما يشكل دليلا قاطعا على رغبة فرنسا الاستعمارية في إبادة الشعب الجزائري.
وتوقف بلخوجة عند الكثير من الشهادات التي أوضحت كيفية إبادة الفرنسيين للجزائريين بأبشع الطرق قائلا» لو تنطق وديان خراطة ومداشر قالمة وسطيف لعرف الكثيرون حقيقة بشاعة الاستعمار».