أشار عابد عبد الكريم، مدير ملحقة متحف المجاهد، أم البواقي، خلال اليوم الدراسي حول موقف جمعية العلماء المسلمين من مجازر 08 ماي 1945 الشيخ البشير الإبراهيمي، والشاعر محمد العيد آل خليفة، إلى أن إحياء هذه المناسبة جاء بغرض تسليط الضوء على زاوية من تاريخ الثورة بصفة عامة، خاصة وأن مجاز 08 ماي تعد محطة كبيرة في تاريخ الجزائر باعتبارها حادث مفصلي بين فترتين فترة المقاومة السياسية التي حمل لوائها مجموعة الحركات السياسية والأحزاب السياسية في فترة ما قبل 1945 وما بعد 1945 كانت بداية التحضير للثورة المباركة بشهادة المؤرخين أن مجازر 08 ماي تعتبر الانطلاقة الأولى للثورة التحريرية. في الوقت الذي ارتكب فيه الاستعمار الفرنسي الجريمة الكبرى على مدى أسبوع كامل من الإبادة الجماعية على الشعب الجزائري ابتداء من مدينة سطيف، حيث كانت حادثة إطلاق النار على الفتى بوزيد سعال.
وخلال هذا اليوم الدراسي، قدم الشيخ سليم عمراني، مداخلة حول صدى مجازر 08 ماي في أدبيات الحركة الإصلاحية محمد العيد آل خليفة أنموذجا. تحدث من خلالها على موقف محمد العيد آل خليفة والذي يظهر في قصيدة «لا أنسى»، الحديث عن الوطن وهموم الشعب الجزائري، وما يتعرض له يوميا على يدي المستعمر الفرنسي، وتعدّ أحداث 08 ماي صورة من الصور المأسوية لتلك المعاناة اليومية، والحديث عن الوطن في شعر محمد العيد ال خليفة جاء في شعره بمختلف الأغراض لكون المعادلة الاستعمارية شاملة لكل النواحي الإنسانية للفرد الجزائري ففي الناحية الاقتصادية معاناة الشعب كبيرة من شدة الفقر، ومن الناحية الثقافية الظلم الواقع من قبل الإدارة الاستعمارية والتحكم في تعليم الأمة الجزائرية وغلق مدارسها الحرة واضطهاد العلماء وأصحاب العقول في الأمة.
كما قدم الأستاذ عبد العالي يوسفي، مداخلة حول وجهود جمعية العلماء ودورها في الثورة المباركة، والدكتور كريم خلدون مداخلة حول السلطة الجمالية في الفصل بين الذاكرة والنسيان، وعرض شريط وثائقي بعنوان مجازر 08 ماي كلنا ضد النسيان. كما عرفت الفترة المسائية قراءات شعرية وأدبية بالتنسيق مع الاتحاد الوطني للكتاب الجزائريين فرع أم البواقي.
مع العلم، أن ملحقة متحف المجاهد أم البواقي، أنشئت بمقتضى القرار الوزاري المشترك المؤرخ في 27 نوفمبر 2006، ومن مهامه تفعيل النشاط الثقافي والتاريخي للحفاظ على تاريخ الأمة، وكذا نشر المعرفة التاريخية، الحفاظ على التراث المادي وغير المادي لثورة التحرير الكبرى، تسجيل الشهادات الحية للمجاهدين بالتقنيات السمعية البصرية الحديثة، إنشاء بنك للمعلومات التاريخية، العمل مع الجمعيات المحلية الناشطة في المجال التاريخي والثقافي لإحياء المناسبات والأعياد الوطنية.