دعا وزير الشؤون الدينية والأوقاف، محمد عيسى، إلى مضاعفة جهد أئمة المساجد، وفتح جسور مع المجتمع المدني والمؤسسات الأخرى، الذين يتعين عليهم العمل لتحصين الشباب من الغز والذي يتعرض له من خلال شبكات التواصل الاجتماعي، لتشويش أفكارهم ومعتقداتهم.
أكد الوزير عيسى خلال اليوم الدراسي حول أهمية النشاط المسجدي في تنمية الروح الوطنية الذي افتتحه، أول أمس، بدار الإمام بالمحمدية على أهمية الدور الذي يلعبه الأئمة في المجتمع، تزامنا والذكرى الـ70 لمجازر 8 ماي 1945، بعد أن أصبح الشباب عرضة للوسائط الالكترونية، التي تبث أفكار شاذة ومعتقات خاطئة، تهدف إلى نشر الفتنة في الدول والأوطان، على غرار ما تعرفه بعض الدول العربية من ثورات داخلية، خلخلة نسيجها الاجتماعي والثقافي وبنائها الاقتصادي.
والشباب الجزائري ليس في منأى من هذه التهديدات كما قال الوزير عيسى، الذي اعتبر أن المستهدفين لعقول الشباب من خلال هذه الوسائط “عملاء الاستعمار الحديث وعملاء للصهيونية، الذين يريدون تشكيكهم في انتمائهم الحضاري العريق “.
وأضاف أن هؤلاء العملاء يبثون في أحيان مفاهيم مغلوطة مذهبية، “لم تنشا في أراضينا ولم تنموا في ثقافتنا، المبنية على حب الرسول وأهل البيت”، وقد أبدى تخوفه من خلال تصريح للصحافة على الهامش، من الانحراف المذهبي.
الجزائر مشكلة من اختيارات لعلماء سبقونا، وهم الذين أسسوا مرجعيتنا والتي تعد صمام أماننا، هذه المذاهب منها المذهب الشيعي الذي يعد صمام المجتمع الذي نشأ فيه، لكنه “عنصر تهديم لمجتمع آخر”، مشيرا إلى أن المذاهب صاغت المجتمعات صيغا جديدة”.
وأكد في هذا السياق استمرار عملية منع الكتب والمطويات في المساجد التي لا تتناغم مع المرجعية الدينية الوطنية، مشيرا إلى أنه قد أعطى تعليمات للائمة أن تكون قاعة الصلاة مفتوحة لمجموع المصلين، لا يكون فيها إلا المصحف الشريف، وأن تكون المكتبة في مكان محفوظ يقوم عليها قيم، له مهمة تقييم الطلب ورصد الكتب الأكثر طلبا ومن خلال ذلك يقوم بعملية التوجيه.
410 ألف دينار تكلفة الحج هذا العام
وفي سياق مغاير، وفيما يتعلق بموسم الحج لهذه السنة، أعلن الوزير أن تكلفته تصل إلى 41 مليون سنتيم، وأن عملية دفع تكاليف ستنطلق ابتداء من 17 ماي الجاري، مفيدا أنها كانت ستصل إلى 60 مليون سنتيم، بسبب ارتفاع قيمة الدولار في السوق الدولية، مشيرا إلى العديد من المكتسبات التي حققها المفاوض الجزائري مع الطرف السعودي لتخفيض هذه القيمة، إضافة إلى الدعم الذي يقدمه رئيس الجمهورية للحجاج الجزائريين.
وفيما يتعلق بالخمور والجدل الذي أثير حولها مؤخرا، أبرز عيسى الدور الذي يؤديه المسجد في محاربة الآفات الاجتماعية من بينها أم الخبائث متمثلة في الخمر والرشوة والفساد والكلام البذيء، معتبرا أن “الجزائر بخير مادامت المساجد آمرة بالمعروف وناهية عن المنكر”، داعيا الأئمة إلى أن “يكونوا ناصحين موجهين للمواطنين”.
وبخصوص ظاهرة “الردة عن الدين الإسلامي”،في ظل ظهور بعض الشواذ الداعين إلى اعتناق ديانات أخرى غير الإسلام، ومنهم من دعا صراحة إلى الإلحاد قال الوزير في رده عن سؤال طرحته “الشعب” حول الموضوع قائلا: “الظاهرة ليست بالجديدة، وهي ناتجة عن ما يسمى المسلمون الجدد في المهجر، وفي فرنسا على وجه الخصوص” .