يبدو أن مدربي مولودية بجاية وأمل الأربعاء، أمس، درسا نقاط قوة وضعف بعضهما البعض جيدا، حيث لاحظنا أن المباراة كانت تكتيكية إلى أبعد الحدود بين منشطين نهائي كأس الجمهورية في طبعته الواحدة والخمسين وكلاهما كان يحاول التسجيل أولا لتسيير اللقاء إلى آخره إدراكا منهما بأن هذا اللقاء كان ليلعب على جزئيات صغيرة نظرا لتقارب المستوى الفني بين فريقين يلعبان في المحترف الأول منذ سنتين فقط.
مباراة، الأمس، كانت من بين أجمل النهائيات التي لعبت في السنوات الأخيرة من ناحية النسوج والمتعة الكروية منذ بداية اللقاء إلى نهايته، حيث شاهدنا فريقين منتشرين بطريقة جيدة فوق أرضية الميدان والنسق كان مرتفعا منذ البداية.
ومنذ الوهلة الأولى للقاء ضغطت المولودية البجاوية على دفاع الزرقاء وكاد «دحوش» يفتتح باب التسجيل بعد قذفة ارتطمت بالعارضة الأفقية للحارس «فلاح»، أربعة دقائق بعد ذلك «مقداد» بعمل فردي رائع يتوغل ويقذف وكرته ترتطم بالعارضة الأفقية.
وبعد مرور 10 دقائق لعب اتضحت خطة اللعب للتشكيلتين حيث شاهدنا «الموب» تلعب بخطة 4/4/2 تتحول إلى 4/2/4 في حالة الهجوم والضغط عن طريق الأجنحة وفي منطقة الخصم، و4/4/2 بالنسبة للأمل تتحول إلى 4/3/3 في حالة الهجوم، وهي الخطة التي وضعت الأمل في وضعية جيدة وسيطرت على كل أطوار المرحلة الأولى حيث كانت كل الهجمات لصالحها في الـ45 دقيقة الأولى وسيطر خط الوسط بشكل مميز على أطوارها، إلى أن جاء الخطأ من اللاعب «بوعيشة» الذي ضيع كرة في وسط الميدان استرجعها المتألق «سيديبي» الذي توغل بالكرة في العمق لكن وعكس ما كنا نشاهده في اللقاء قرر هذا الأخير تمرير كرة في عمق الهجوم للمخضرم «زرداب» الذي افتتح باب التسجيل للمولودية في الدقيقة 43 وهي النتيجة التي افترق عليها الفريقين.
في المرحلة الثانية قرر الطاقم الفني استبدال «بوعيشة» باللاعب «مورغان» منذ بداية المرحلة الثانية لإعطاء أكثر قوة لخط الوسط وهو ما حدث فعلا، حيث شل الثلاثي داود مورغان وصديقي كل هجمات رفقاء الحارس المتألق منصوري، بعدها قرر الطاقم الفني للأربعاء إقحام الظهير الأيسر مؤذن بعدما لاحظ ثقلا على الجهة اليسرى ما جعل الأربعاء تتنفس بعض الشيء وتمارس ضغطا على دفاع الموب لكن ذلك لم يكلل بتعديل النتيجة رغم كثرة الهجمات والفرص السانحة للتهديف.
بالمقابل، كثف هجوم مولودية بجاية الهجمات لمضاعفة النتيجة و»قتل» المباراة، إلا أن ذلك لم يكن بعدما أصبحت التحركات جد صعبة في الميدان، وفضل المدرب «عمراني» إقحام كل من «ندياي» و»شتال» في الدقائق الأخيرة من المباراة لكبح النسق العالي الذي فرضه أصحاب اللونين الأزرق والأبيض في الدقائق الأخيرة، وابتسمت السيدة الكأس في الأخير لأبناء يما قوراية الذين توجوا بأول لقب في تاريخ النادي.