يساهم الإعلام الجواري في مرافقة السياسة التنموية التي تشهدها ولاية غليزان في السنوات الأخيرة، الأمر الذي يجد طلبا عند المواطن، الذي يبحث عن من ينقل انشغالاته إلى السلطات المحلية والمركزية، بغية إيجاد حلول لمشكلاته.
ويساهم المراسلون في الصحف الوطنية في كشف النقائص الموجودة على مستوى غليزان العميقة من أجل ترشيد استعمال الميزانية الضخمة المخصصة سنويا لتوفير الحاجيات الأساسية. ويرى زملاء المهنة بأنّ التركيز على نقل المعلومة التي تهمّ المواطن في الأحياء والدواير عمل ينبغي أن يكون اهتمام المراسل المحلي من أجل تعميق مفهوم الإعلام الجواري.
ويرى الصحفي المراسل في جريدة “الفجر”، بلفوضيل لزرق، بأنّ تحقيق الإعلام الجواري مرهون بمدى فتح قنوات الإتصال بين الصحافة والإدارة عبر الخلايا المحلية في البلديات والدوائر بدلا من التركيز على تقارير المكلفين بالإعلام على مستوى مختلف الهيئات ذات الطابع الولائي.
ويؤكّد محمد توفيق صحفي بإذاعة الجزائر من غليزان بأهمية الإعلام الجواري في خدمة التنمية المحلية، موضّحا ذلك من خلال البرامج التي تخصّصها مثلا محطة غليزان في معالجة انشغالات المواطنين عبر البلديات من خلال حصة “من عمق غليزان” التي تنشّطها كلّ خميس الصحفية فضة بوزيان، إلى جانب التّحقيقات والتّقارير التي يجريها الصحفيون والمراسلون ممّا ساهم ذلك ــ حسبه ــ في تمتين العلاقة بين المستمع والإذاعة التي يجد فيها ضالته، وهي صداقة يصنعها مدى القوة التي يتمتّع الإعلام الجواري.
ورغم أنّ الهيئات الوصية دعت إلى فتح قنوات الإتصال بين الإدارة والصحفيين من خلال إنشاء خلية الإعلام على مستوى المديريات ومختلف الهيئات، إلا أنّ بعض المديريات في ولاية غليزان لا تزال تفتقر إلى ذلك ممّا يجد الصحفي معاناة في الوصول إلى مصادر الخبر، خصوصا وأنّ آنية الحدث تتطلب السرعة في لمّ حيثيات الموضوع، الأمر الذي يعيق من تحقيق الإعلام الجواري للأهداف التي جاء من أجلها، حيث يجد المراسل الصحفي صعوبة في الإلمام بمواضيعية التي تجرى أحداثها في البلديات والدواوير، بحكم أنّ المكلفين بتسيير هذه الهيئات على المستوى المحلي يدعون أنّ هناك خلية إتصال على مستوى المديرية، ممّا يفوّت الفرصة على المراسل في تغطية الحدث زمنه، عندما يجد عراقيل أخرى على مستوى المديرية التي تؤكد أنّ تقرير الحدث لم يصلها بعدها.
ولم يمنع هذا من أنّ بعض المديريات خطت خطوات كبيرة في تمتين علاقتها مع وسائل الإعلام على غرار خلية الإتصال بأمن ولاية غليزان التي تكاد تشكل الإستثناء، عندما استفادت من التطور التكنولوجي الحاصل في تبليغ بمختلف القضايا التي تعالجها يوميا، مما صنع ذلك الإستثناء، إلى جانب مديرية التربية التي عيّنت مؤخرا مكلفا بالإعلام على مستواها مهمته تكليفه بالعلاقة بين الصحفي والمديرية الوصية من أجل الاستفسار عن مختلف الأسئلة التي يطرحها الصحفيون، الأمر الذي دعا المراسلون الصحفيون في ولاية غليزان من أجل تعميم إنشاء خلية الإتصال بمختلف الهيئات، خصوصا تلك التي يجد فيها الصحفي صعوبة في رصد موقف المسؤولين حول التقارير التي ينجزها.