طباعة هذه الصفحة

أشرف عليها بن يونس بحضور وزراء قطاعات عدة

الحملة الوطنية «لنستهلك جزائريا» تنطلق من الأوراسي

الأوراسي: حياة/ ك

فواتير باهظة لاستيراد بضائع تصنّع محليا، تثير التساؤلات

أثارت فواتير باهظة لمواد غذائية استوردتها الجزائر وأعلن عنها في اليوم الوطني حول تشجيع استهلاك المنتوج المحلي، منها فاتورة السردين المجمّد المستورد من بلد مجاور والمقدرة بـ300 مليون دولار، واللبان «شونغوم» الذي كلف استيراده 50 مليون دولار، ومواد أخرى ليست من الضروريات، أثارت تساؤلات البعض ومخاوف البعض الآخر حول انعكاساتها على الاقتصاد الوطني الذي يخضع لتبعية شبه تامة للمحروقات.
شكل تشجيع استهلاك المنتوج المحلي محور اليوم الوطني، الذي حضره، أمس، عدد من الوزراء المعنيين مباشرة بهذه المسألة ممثلين في وزير الصناعة والمناجم عبد السلام بوشوارب، وزير الفلاحة والتنمية الريفية عبد الوهاب نوري، وزير الصيد البحري والموارد الصيدية سيد أحمد فروخي، والوزيرة المنتدبة المكلفة بالصناعات التقليدية عائشة طاقابو، بالإضافة إلى الأمين العام للمركزية النقابية سيدي السعيد وعلي حداد رئيس منتدى رؤساء المؤسسات.
وقد اغتنم الوزير بن يونس الفرصة لدعوة المستثمرين الجزائريين، إلى اعتماد التكنولوجيات الحديثة لتحسين نوعية المنتوجات وإعطائها التنافسية المطلوبة، والتي يتطلع إليها المستهلك الجزائري، الذي لا يهمّه، كما قال، مصدر المنتوج، بقدر ما يشترط مطابقته لمعايير الجودة والسلامة.

نوري: 600 منتوج محلي يستورد من الخارج

من جهته اعتبر عبد الوهاب نوري، أن الاستيراد وجه ضربة للاقتصاد الوطني، مفيداً أن 600 منتوج مصنع محليا يتم استيراده من الخارج، على غرار الجزر، البصل، المياه المعدنية، المشروبات الغازية، الجبن، المارغرين، السكريات، البسكويت والتفاح...  
كل هذه المنتوجات تنتج وبكميات كبيرة محليا، كما أنها بنوعية جيدة والمؤسف، بحسب نوري، إنه يتم استيراد بعض الخضر والفواكه في موسم جنيها وقطفها، وهو شيء غير مقبول، بحسبه دائما، مشيرا إلى أن طريقة استهلاك الفرد الجزائري قد تطورت خلال العشريات الأخيرة، ولابد من الأخذ بعين الاعتبار متطلّباته، وذلك بتوفير منتوجات تستجيب لمعايير الجودة والنوعية.

بوشوارب: معركة اقتصادية

أما الوزير بوشوارب فأشار إلى أن تشجيع استهلاك المنتوجات المحلية «معركة اقتصادية جديدة»، تضاف للمعارك التي خاضتها الجزائر في السابق بدءاً بمعركة التحرير، إلى معركة البناء والتشييد، وصولا إلى مرحلة التجديد الاقتصادي المبني على التكنولوجيا الحديثة، مؤكدا أنه يمكن تطوير بعض الفروع، على غرار النسيج والمنتوجات الكهرومنزلية، الخلاقة للثروة والقيمة المضافة، مشيرا إلى أن «قطب النسيج « الذي سيتم إنشاؤه سيمكّن من استحداث ما لا يقل عن 10 آلاف منصب عمل.

فروخي: الاستهلاك آخر حلقة

وبالنسبة لوزير الصيد البحري والموارد الصيدية سيد أحمد فروخي، فإنه قبل الحديث عن الاستهلاك، الذي يمثل آخر حلقة في سلسلة الإنتاج، لابد من الحديث عن السلسلة ككل والمتكونة من مجموعة من النشاطات الاقتصادية، مشيرا إلى أن الجزائريين يستهلكون منتوجات محولة، وعملية التحويل تشكل 30 من المائة من المنتوج، و50 من المائة خدمات، بينما المادة الخام لا تمثل سوى 20 من المائة.

حداد: 60 مليار دولار فاتورة استيراد

بينما يرى رئيس منتدى رؤساء المؤسسات علي حداد، أن الاستيراد وسياسة الوضع القائم «ليست حتمية»، معلنا عن نيّة المؤسسات المساهمة بفاعلية في هذا المسعى إلى جانب الحكومة والشركاء الاجتماعيين، للتقليص من فاتورة الاستيراد التي بلغت 60 مليار دولار، ما يمثل ميزانيات تجهيز بعض الدول الإفريقية.

سيدي السعيد: استيراد مؤسسة أجنبية 400 مليون دولار

وبحسب الأمين العام للمركزية النقابية عبد المجيد سيدي السعيد، فإنه لا يمكن التقليل من الاستيراد إلا إذا تم وقف القروض الممنوحة من قبل البنوك. ودعا صراحة إلى منع الأجانب من الاستيراد، مقدما مثالا عن مؤسسة أجنبية استوردت ما لا يقل عن 400 مليون دولار «ما يعادل ميزانية إعادة تأهيل نصف معمل الحجار»، لاقتناء منتوجات نحن في غنًى عنها، في حين أنه لا يشغل سوى 10 عمال. كما قدم مثالا آخر عن استيراد السردين المجمد من بلد مجاور بقيمة 300 مليون دولار، مشيرا إلى أن فاتورة استيراد اللُّبان «شونغوم»، كلفت 50 مليون دولار.