جمهورية رواندا وتعني أرض الألف تل هي دولة في شرق أفريقيا بمنطقة البحيرات العظمى، تحدها تنزانيا شرقا أوغندا شمالاً الكونغو الديمقراطية غربًا بوروندي جنوبًا)، وهي تعد بالإضافة إلى بوروندي من أقاليم الكونغو الكبير.
بالرغم من قربها من خط الاستواء، إلا أنها وبسبب ارتفاعها عن سطح البحر تتميز بمناخ معتدل الحرارة. فمعدل درجة حرارة العاصمة كيغالي هو 19 درجة مئوية. وتشتهر رواندا بالتضاريس الجميلة حيث المرتفعات معشوشبة والمناظر الطبيعية الخلابة، والتلال البديعة. ووفرة الحياة البرية، بما في ذلك حيوانات الغوريلا الجبلية النادرة التي تحظى بشعبية لدى عشاق البيئة وتعتبر السياحة أحد أكبر القطاعات في اقتصاد البلد.
وقد جذبت هذه الدولة الاهتمام الدولي نتيجة الإبادة الجماعية، حيث قتل ما يقارب 800,000 شخص عام ١٩٩٤ ومنذ ذلك الحين بدأ البلد بالمعافاة واستعادة وضعه الطبيعي، وتعتبر رواندا الآن نموذجا للبلدان النامية. وقد نشرت محطة سي إن إن تقريرا أظهرت فيه قصة نجاح رواندا العظيم، حيث حققت الاستقرار والنمو الاقتصادي (متوسط الدخل قد تضاعف ثلاث مرات في السنوات العشر الأخيرة) والاندماج الدولي. وتوصف الحكومة الرواندية على نطاق واسع كواحدة من أكثر الحكومات كفاءة ونزاهة في أفريقيا.
العاصمة كيغالي هي أول مدينة في أفريقيا تتشرف بأن يمنح لها جائزة زخرفة المساكن مع جائزة شرف لاهتمامها بالنظافة والأمن والمحافظة على نظام المدينة النموذجية وفي سنة 2008 دخلت رواندا التاريخ بوجود أول مجلس تشريعي منتخب تمثل فيه الأغلبية للنساء وفي نوفمبر 2009 أصبحت رواندا عضوا في دول الكومنولث، حيث أنها واحدة من دولتين في الرابطة لم تكن يوما مستعمرة بريطانية سابقة.
توجد برواندا جاليات عربية ومسلمة. يمثل الهوتو 80% من السكان وقبائل التوتسي 20%. يعد الاستقرار والسلم الأهلي نادر الحدوث في كل من بوروندي ورواندا بالذات في القرن الماضي، إذ دارت عدة حروب قبلية كان السبب المباشر فيها التدخل البلجيكي في شؤون السكان من خلال بث الفوارق و الحزازات بين الفئات التوتسي على حساب باقي السكان في بعض الأحيان ومن ثم كسب ود الهوتو الأكثرية والدفع بهم للأخذ بالثأر القبلي من جميع التوتسي وما مذابح 1993- 1994 إلا أكبر دليل أمام ردة فعل البلجكيين والاروبيين هو إجلاء رعاياهم وعدم التدخل والصمت المطبق سياسيا وإعلاميا على المذبحة التي خلفت 800 ألف من التوتسي (تقديرات الأمم المتحدة) ومن ثمه دعم التوتسي بعد عودتهم إلى سدة الحكم عبر حركة التمرد التي كان يقودها الرئيس الحالي (كاغامي).
نالت رواندا استقلالها سنة 1962 و كانت قبل ذلك جزءا من مستعمرة شرقي أفريقيا الألمانية ثم وضعتها الأمم المتحدة تحت الانتداب البلجيكي بعد الحرب العالمية الأولى، اللغة الرسمية هي لغة الكنيارواندا روندا، الفرنسية والانجليزية ويتحدث المسلمون اللغة السواحلية.
عرفت رواندا تحت حكم الرئيس بول كاغامي وهو سادس رئيس للبلاد منذ استقلالها العام 1962 نموا قويا في المؤشرات الرئيسية بما في ذلك الرعاية الصحية والتعليم فقد بلغ متوسط النمو السنوي بين عامي 2004 و 2010 نسبة 8% سنويا.
دبلوماسيا أقامت رواندا علاقات جيدة مع أغلب دول شرق أفريقيا كما عمل الرئيس كاغامي على التقارب مع الولايات المتحدة في حين تدهورت علاقاته مع فرنسا ابتداءً من سنة 2009. وفي سنة 2010 قام بول كاغامي في خطوة تحمل الكثير من الدلالات بإضافة اللغة الإنجليزية كلغة رسمية ولغة للتعليم مضعفا موقع اللغة الفرنسية، كما سحب بلاده من عضوية المنظمة الدولية للفرنكوفونية والإنضمام إلى منظمة دول الكومنولث وهذا رغم أن رواندا لم تكن يوما مستعمرة بريطانية.