تحت شعار “التراث والإقليم”، يعود شهر التراث بولاية قالمة، من 19 أفريل إلى 18 ماي المقبل، حيث ستكون المنطقة على موعد مع هذا الحدث، ببرنامج يشمل تقديم مواد فنية على اختلاف أشكالها، سواء بالكلمة أو الموسيقى أو الفن التشكيلي أو الصناعات التقليدية اليدوية، وبين زيارات ميدانية لمواقع أثرية لطلبة المدارس، وأبواب مفتوحة على المسرح الروماني والحديقة الأثرية مع انطلاق حملة تنظيف بعض المواقع القائمة، ترسيخا للتعامل مع المادة التراثية كمادة حية، تحمل في نفس الوقت بعدها الأصيل التاريخي، وبعدها التواصلي الذي يؤهلها لأن تكون معلما شاهدا على تاريخ المدينة.
وعن أهمية هذه التظاهرات وما تحقّقه من مكاسب، يقول مدير الثقافة بقالمة السيد سمير الثعالبي لـ “الشعب”، إنّ فعاليات شهر التراث هذه السنة تأتي تحت شعار التراث والإقليم، وهي استراتيجية تعمل الوزارة على تجسديها لتخرج من الطابع الأثري وما هو موجود إلى الأقاليم. وهذه السنة يتعلق الأمر بإقليم يضم ما بين 4 أو 5 ولايات، تشمل العتاد والتقاليد والتاريخ للعمل مع بعض وبشكل جماعي للخروج ببرنامج موحد، كما أشار للولايات التي تم التنسيق معها لتجسيد هذا البرنامج وهي عنابة، الطارف، سوق أهراس، سكيكدة وقالمة، أين سيكون هناك ارتباط وتنسيق.
كما اعتبرها مدير الثقافة بقالمة هذه الإستراتيجية تجربة جديدة وفعالة، حيث قال: “تعتبر قالمة واحدة من المدن الأثرية الهامة في الجزائر، وكان لموقعها الاستراتيجي الفضل في ذلك حيث تتوسّط ست ولايات أثرية عنابة (هيبون)، سكيكدة (روسيكادا) جيجل (جيجلي)، الطارف، سوق اهراس (خميسة ومادور) وقسنطينة (سيرتا). وتوجد بهذه المدينة الأثرية والتاريخية عدة مواقع هامة مازالت تكتم أسرارها وتاريخ مجتمعها، ناهيك عن تراثها العريق الذي ما زال راسخ في إذهان المجتمع القالمي، ومن أحد أهم المعالم التاريخية الموجودة بالمدينة ولكونه الشاهد التاريخية الحمامات الرومانية ومدينة تيبيليس ومقابر الركتية. وستنفذ هذه الإستراتيجية الجديدة التي تقدمت بها وزارة الثقافة المتمثلة في الإقليم والبحث عن الارتباط بين الولايات حسب الإمكانيات لتفعيلها، وحاليا نعمل مع مدينة سكيكدة للبحث عن ما يربط الولايتين والتنسيق بما يناسب التظاهرات الثقافية وخاصة ما يربطهم بالحقبة الاستعمارية وما يحمله من مواقع أثرية”.
وعن ما تحمله حقيبة شهر التراث سيكون عشاقها على موعد مع عدة استعراضات فلكلورية ومعرض للصور الفوتوغرافية الأثرية والتاريخية، معرض للباس التقليدي، والافرشة والزرابي، معرض للحلي والمجوهرات التقليدية، والأدوات الفخارية والنحاس، معرض للأكلات والحلويات التقليدية، ومعرض للفنون التشكيلية. وسينظّم خلال فعاليات هذه التظاهرة يوم دراسي حول التراث الأثري والإقليم “قلعة بوصبع كمثال حي”، إلى جانب ندوة حول الآثار بعنوان واقع السياحة الأثرية والحموية للولاية، وسيكون الجمهور على موعد مع الملتقى 19 للتاريخ والآثار الموسوم بأعلام وشخصيات منطقة قالمة عبر مراحل التاريخ، كما سيعقد يوم دراسي حول حماية التراث في ظل القانون 98 - 04.