طباعة هذه الصفحة

أكد على الحصانة الوطنية لمواجهة الأزمات في المنطقة المغاربية، برقوق:

إرساء ثقافة الدولة شرط أساسي لدعم المناعة الوطنية

حياة / ك

أكد الدكتور محند برقوق، مدير المدرسة الوطنية العليا للعلوم السياسية، على ضرورة دعم الاستقرار المؤسساتي، لبناء الحصانة الوطنية، لموجهة الرهانات الكبيرة التي تواجهها الجزائر في إقليم هش بفعل الأزمات.
أبرز المحلل السياسي محند برقوق، خلال المحاضرة التي ألقاها أمس، بمقر المجلس الشعبي الوطني حول موضوع “الرهانات للأمن الإقليمي المغاربي” بحضور رئيس المجلس الشعبي الوطني محمد العربي ولد خليفة، أهمية المساعي الدبلوماسية التي تقوم بها الجزائر لإيجاد حل توافقي في ليبيا ومالي، وكذا تجربتها التي نقلتها لتونس، لافتا إلى أن تنبؤات مراكز البحوث الجزائرية كانت صحيحة فيما يتعلق بهذه القضايا، وبالتطورات التي عرفتها منطقة الساحل، في ظل تنامي ظاهرة الإرهاب وتوسعها في المنطقة، وعلاقتها الوطيدة بتجارة المخدرات، التي تعد ـ كما قال ـ أحد وسائل تمويل الجماعات المتطرفة.
وقد ساهمت ظاهرة التطرف إحدى أهم الأسباب التي أدت إلى تدهور الوضع الأمني في المنطقة المغاربية، التي تواجه خطر المتطرفين الذين تمركزوا في الدول التي تمتلك أسباب تجعلهم يحققون مآربهم، والنشاط بحرية، خاصة وأن وسائل التمويل قد عرفت تطورا، حيث أصبحت الفدية أكبر وسيلة لتمويل الإرهاب، التي أصبحت من أهم منابعه، وهذا ما يميز الجيل الخامس من الإرهابيين حسب رأي برقوق، الذين تطوروا عبر الزمن، وأصبحوا يهددون دولا وأقاليم بأكملها، وهم يمثلون حاليا ما يسمى بـ«داعش”، وهي حالة “تختلف عن الحالات السابقة للظاهرة منذ السبعينات من القرن الماضي”.
وطرح المحاضر تونس كحلقة التي ستضبط مسارات بناء أو تفكك الأمن في المنطقة المغاربية لأسباب منها، حداثة التجربة التعددية، وكثافة الرهانات الداخلية، وغياب وهشاشة تصور بناء المؤسسات الأمنية، التي تعد الأكثر ضعفا على المستوى العالمي (45 ألف جندي)، وكذا صعوبة الإدارة الأمنية مع الحدود مع ليبيا، بالإضافة إلى أنها أول مصدر للجماعات المتطرفة بـ3000 متطرف، فيما توجد الجزائر في المرتبة 13 إلى جانب استراليا من حيث عدد الجماعات المتطرفة التي لا تتجاوز حسب هذا الترتيب الذي أجرته مؤسسات دولية لا يتجاوز 250 متطرف، كما يرى ضرورة حل الأزمة في مالي، التي تعد البوابة الثانية للإرهاب.
وبالنظر إلى الرهانات التي تواجه الجزائر ـ وقد حصرها في نقطتين “رهان الدولة ورهان الأمن” ـ يرى ضرورة دعم مسار التسوية في ليبيا، بحكم التجربة التي اكتسبتها في مواجهة الإرهاب كظاهرة عابرة للحدود والأوطان، التي لم تكن في التسعينيات معروفة لدى العالم، وقال أن بلادنا في تحسن مستمر على مستوى المؤشرات الرمزية، مشيرا إلى أن هناك ثباتا على المستوى المعياري.
كل هذه المؤشرات جعلتها الدولة الأكثر استقرارا ليس على المستوى المغاربي فحسب، بل على المستوى العربي ككل والإسلامي، لكن عليها أن تدعم “شروط المناعة الوطنية”، ويرى أنه من الضروري بما كان تعزيز ثقافة الدولة، بتغليب مصالحها العليا، وجعلها فوق كل اعتبار، بعيدا عن المزايدات، ويرى أن مفهوم المناعة بمثابة منطق بناء سواء في الدولة الواحدة أو في مجموع دول المنطقة.