تحتضن دار الثقافة هواري بومدين بمدينة سطيف، ابتداء من اليوم وعلى مدار 3 أيام كاملة، الطبعة الثالثة للملتقى الدولي حول العلامة الفضيل الورتيلاني، تحت شعار “الإصلاح والتغيير في فكر الفضيل الورتيلاني وعلماء المنطقة”، من تنظيم مديرية الثقافة للولاية وبلدية بني ورتيلان، وتحت رعاية وزارة الثقافة.
يتضمن البرنامج المسطر للملتقى العديد من المحاضرات القيمة التي سيلقيها أساتذة ومشايخ وعلماء، من عدة جامعات جزائرية وأجنبية منها العراق، وعلماء جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، تتناول سيرة العلامة الذي تفتخر به الجزائر، ومنطقة سطيف لإسهاماته المتعددة في الفكر الإسلامي والإصلاح، منها محاضرة حول معالم الإصلاح عند العلامة، وكذا منهج التغيير واستراتيجياته عند الفضيل الورتيلاني، وفكر التغيير لديه، كما تتضمن التظاهرة زيارة لقبر العلامة وغرس شجرة زيتون بجانبه، وترميم منزله وتكريم لنجله مسعود حسنين الورتيلاني.ولد “الفضيل الورتلاني” في الجزائر سنة 1323هـ ـ 1906م، نشأ في أسرة كريمة، وحفظ القرآن الكريم وتعلم مبادئ القراءة والكتابة.. تلقَى تعليمه في المدارس التي افتتحها المصلح الجزائري “عبد الحميد بن باديس” في مدينة قسنطينة.وقد أوفده “ابن باديس” إلى فرنسا ليكون مندوبًا عن جمعية علماء المسلمين بالجزائر، كما أقام في باريس عامين نجح خلالهما في إنشاء النوادي لتعليم اللغة العربية، ومبادئ الدين الإسلامي، ومحاربة التحلل الخلقي في صفوف المغتربين الجزائريين.هاجر إلى القاهرة سنة 1939م، وانضم إلى جماعة الإخوان المسلمين، وصار من أعضائها البارزين، ثم سافر إلى اليمن وكان وراء الحركة الدستورية التي أطاحت بحكم الإمام يحيى، لكن الحركة لم تنجح، وحُكِم على زعمائها بالإعدام.هرب “الفضيل” من الحكم بالإعدام وتنقَّل بين عدة دول أوربية حتى استقر في بيروت، ليعود بعدها إلى القاهرة بعد قيام حركة الجيش المصري سنة 1952م، ولم تطل إقامته بها فغادرها سنة 1955م إلى بيروت، بسبب الأوضاع السيئة في البلاد.
وفي أثناء إقامته بالقاهرة قام بالتعريف بقضية بلاده التي تحتلها فرنسا وترتكب فيها أبشع الجرائم، توفي الفضيل الورتلاني سنة 1378 هـ ـ 1959م.