شهد، صباح أمس، وسط مدينة قسنطينة حريقا مهولا شبّ في الأنفاق الأرضية التي يبلغ عددها سبعة أنفاق. الحريق خلف خسائر مادية معتبرة تمثلت في الاحتراق التام لـ40 محلا تجاريا و110 طاولة تجارية، وإصابة شخص واحد بجروح متفاوتة الخطورة.
استغرقت الحماية المدنية أزيد من 4 ساعات كاملة لإخماد ألسنة النيران المتأججة من كل الجهات، فيما لاتزال الجهود متواصلة لإخماد ألسنة اللهب، حيث تم تجنيد 8 شاحنات إطفاء و7 سيارات إسعاف، 8 ضباط، 84 عون إطفاء، بغرض التحكم في الوضع الخطير الذي مس الأنفاق الكائنة بقلب مدينة قسنطينة وحول المكان إلى أكوام من الرماد، الأمر الذي تطلب إغلاق وسط المدينة للتحكم أكثر في الوضع، سيما وأن التعزيزات الأمنية مكثفة من قبل الأمن الولائي وكذا الحماية المدنية لاحتواء الوضع، سيما وأن التجار كانوا في حالة غضب واستنفار قصوى.
«الشعب» وفي حديثها مع التجار المتضررين من الحريق، أكدوا أن الحريق يعتبر الثاني من نوعه، إلا أنه الأكبر باعتباره شمل الأبواب السبعة للأنفاق والتي كانت مغلقة بقضيب فولاذي من الخارج تسبب، بحسبهم، في منع الحارس من الخروج بسهولة ما عرضه لحالة اختناق، ليتم نقله على إثرها على جناح السرعة للمستشفى الجامعي ابن باديس.
من جهته أكد ممثل اتحاد التجار والحرفيين لولاية قسنطينة، على ضرورة التكفل بخسائر التجار وتعويضهم بمحلات تجارية أخرى خارج هذه الأنفاق، التي تسببت لهم في خسائر مادية معتبرة قدرت بالملايير، حيث أكد على أن الحريق مفتعل ولابد من فتح تحقيق لحل ملابسات الحادثة التي كان من الممكن أن تودي بحياة التجار والسكان معا. هذا وقد أكد رئيس بلدية قسنطينة، سيف الدين ريحاني، الذي كان متواجدا في مكان الحادث، أن عمليات إعادة الاعتبار للأنفاق ستنطلق، رغم أنها كانت مؤجلة، إلى حين مرور تاريخ الافتتاح الرسمي للتظاهرة الثقافية، حيث شهدت سوى تحسين خارجي بسبب مداهمة الوقت واقتراب التظاهرة، إلا أن الموقف يفرض القيام بإعادة التأهيل والترميم مباشرة.
الحادثة التي مست الأنفاق الأرضية أثرت سلبا على الأشغال المنتهية بوسط المدينة، سيما وأننا على مشارف انطلاق التظاهرة الثقافية، إلا أن الجهود متكاتفة لجمع مخلفات الحريق المهول، لتنطلق مباشرة عملية التحسين من جديد.