احتضنت بنما، أمس، القمة السابعة للأمريكيتين والتي بحثت عددا من المفات الإقليمية المشتركة، أبرزها قضايا الأمن والاقتصاد ، بمشاركة كوبا، لأول مروة، منذ أكثر من ٥٠ عاما.
يشارك في القمة ٣٥ بلدا من الأمريكيتين، تحت شعار «الرفاهية مع الإنصاف»، يتقابل خلالها الرئيس الكوبي مع أوباما، بحسب البيت الأبيض، وتنتهي أشغالها اليوم.
إلتقى الرئيس الأمريكي باراك أوباما والكوبي راؤول كاسترو في بنما، على هامش قمة تاريخية للأمريكيتين تكرس التقارب الأمريكي - الكوبي بعد مضي ما يزيد عند نصف قرن من المقاطعة.
الإنفراج في العلاقات، فتح الطريق أمام مفاوضات طويلة من أجل النقاط الخلافية بين واشنطن وهافانا، أهمها شطب كوبا من لائحة الدول المساندة للإهاب كشرط لإعادة فتح سفارتين بين البلدين، لكن هذا الأمر ليس بالأمر الهين، أو أنه يتحقق بين عشية وضحاها، حيث يقول الرئيس أوباما، لا أتوقع أبداً أن يتغير كل شيء في آنٍ واحد وتصبح كوبا فجأة شريكا بالطريقة الدبلوماسية التي عليها جمايكا، لأن ذلك سيتطلب وقتا كافيا لاشك.
وسبق أن التقى وزيرا خارجية البلدين قبل ساعات من انطلاق القمة في لقاء، بعد الأول بين مسؤولي البلدين منذ سنة ١٩٥٨.
وتبقى ملفات شائكة بين الطرفين، تتعلق برفع الخطر المفروض على كوبا منذ سنة ١٩٦٢ إلى جانب التعويضات المتبادلة.
التقارب التاريخي بين واشنطن وهافانا، بدأ بعد أكثر من نصف قرن من التوتر الذي استمر منذ الثورة الكوبية وطوال حقبة الحرب الباردة بين بلدين لا يفصل بينهما سوى مضيق فلوريدا و١٥٠ كلم.
وقد عبّر أوباما عن ضرورة فتح صفحة جديدة في العلاقات بين البلدين، والتزم بأن يبحث مع الكونغرس رفع الحظر المفروض على الجزيرة.
وفي خطاب تاريخي في البيت الأبيض، اعترف أوباما أن عزل كوبا لم يعط نتيجة، داعيا إلى اتباع نهج جديد، معلنا بالإسبانية «نحن كلنا أمريكيون».
وقد أعلن كاسترو، أنه اتفق مع أوباما على إعادة العلاقات الدبلوماسية وهذا لا يعني أن الحصار الاقتصادي قد تمت تسويته والذي فرض في عهد كينيدي سنة ١٩٦٢.
إن الإعلان عن التقارب بين البلدين تم بعد أن توصل الجانبان إلى اتفاق لمبادلة سجناء وجواسيس.
وقد وصف البابا فرنسيس القرار بالتاريخي، معربا عن ارتياحه الكبير للتقارب. كما أعلن بان كي مون، استعداد المنظمة الأممية على المساعدة في تحسين العلاقات بين البلدين وتوطيدها.
كما سارع رؤساء أمريكا اللاتينية للترحيب بإعلان أوباما وكاسترو والذين اعتبروه تصحيحا تاريخيا وأن تطبيع العلاقات يرمز إلى انتصار تاريخي لكاسترو وشعب كوبا.
كما رحب بالتقارب كل من وزيري خارجية فرنسا وألمانيا.
ويتوقع فيدال أن ينعكس ذلك على اقتصاد بلاده وتكون له آثار إيجابية على المديين القصير والمتوسط، مع زيادة عدد السياح وتدفق الاستثمارات.