طباعة هذه الصفحة

كلمة العــدد

الإرهاب.. من “داعش” إلى “بوكو حرام”

فضيلة دفوس
06 أفريل 2015

مثلما أصبحت بعض البلدان العربية  بؤرا للإرهاب المتوحّش وتنظيماته الدموية، تحوّلت إفريقيا إلى قوّة جذب لهذه الظّاهرة المقيتة، وباتت بعض دولها في مواجهة حقيقية مع مجموعات إجرامية مرتبطة مع بعضها البعض، ترتكب أعمال عنف لا يتصوّرها عقل.
لقد أضحت العديد من البلدان الافريقية تعيش تحت رحمة طغمة من الدّمويين، الذين لا يتردّدون في سفك الدّماء وانتهاك الأعراض، وخطف الآمنين بدوافع شاذّة  يسوقونها لتبرير ما لا يبرّر، صانعين حيث يتواجدون ويتمدّدون أجواء من العنف والرّعب، متسبّبين في خلق أزمات إنسانية رهيبة  ومعضلات أمنية شائكة.
من شرق القارة السّمراء إلى غربها أصبحت المجموعات الارهابية  تشكّل حزاما ناسفا حقيقيا تفجّره “بوكو حرام” النيجيرية تارة وأخرى تنسفه حركة “الشّباب الصّومالية”،
وفي أحايين كثيرة تأخذ زمام المبادرة من كلاهما بقايا المجموعات الدموية في شمال مالي وفي منطقة السّاحل عموما.
لم تعد نيجيريا والصّومال في مأمن من الارهاب، الذي أخذ في الآونة الأخيرة منحى تصاعديّا وامتدّ إلى خطف الفتيات وعرضهن ـ باسم الزّواج ـ قسرا على الدمويين لإشباع نزواتهم الحيوانية، ولم تعد البلدان المجاورة لهما في منأى عن ضرباته، حيث تتعرّض من حين لآخر لعمليات أليمة وآخرها الهجوم الذي شنّته “الشباب الصّومالية” على جامعة كينية، وخلّف 148 قتيلا من الطلاب بمبرّر أن نيروبي تدعّم مقديشو في الحرب التي أعلنتها عليها. مثل “داعش” تماما لا يحدّ الارهاب في إفريقيا حدود ولا تردعه حروب، ومجموعاته تنسّق فيما بينها وتدعّم بعضها البعض بالإرهابيين  وبالأسلحة التي يرجع مصدر بعضها إلى مخازن النّظام اللّيبي السّابق، والبعض الآخر يقتنى بأموال المخدّرات والفديات والنّهب والتّهريب.
وفي خضم أجواء الرّعب والفوضى الأمنية التي يخلقها الدمويون، يبقى السؤال الملحّ مطروحا “لماذا يستهدف الارهاب بلدانا عربية  وإفريقية بعينها، ولماذا يوجّه سهامه تحديدا إلى تلك التي تملك ثروات طبيعية كبيرة؟”.
الجواب يعرفه بكل تأكيد الذين  صنعوا “داعش” و«حركة الشباب الصّومالية” و«بوكو حرام” وقبلهم التنظيم الارهابي الأم “القاعدة” والفروع المنبثقة عنه.