طباعة هذه الصفحة

«الشعب» تشارك في إحياء اليوم العالمي لضحايا الألغام ببسكرة

العقيــد حســين هامـل: أكثر من 7 ملايـين لغم انتزعها الجيش

مبعوثـــــة “الشعب” إلى بسكرة: سهـام بوعموشـة

 ”مشعل الشهيد” تكرم محمد جوادي وممثلين عن المؤسسة العسكرية

نظمت أمس، جمعية مشعل الشهيد وجريدة “المجاهد”، بالتنسيق مع الجمعية الوطنية للدفاع عن ضحايا الألغام المدنيين وتحت رعاية وزارة الدفاع الوطني، لقاء تكريميا للمجاهد محمد جوادي رئيس الجمعية الوطنية للدفاع عن ضحايا الألغام، وممثلين عن المؤسسة العسكرية، اعترافا بالمجهودات المبذولة في نزع الألغام، وذلك بمناسبة اليوم العالمي لضحايا الألغام المصادف للرابع أفريل من كل سنة. حيث جرى اللقاء التكريمي بمديرية الثقافة رضا حوحو بولاية بسكرة بحضور وفد إعلامي من الفيتنام، الذي جاء لإعداد شريط وثائقي حول آثار الرئيس الفيتنامي هوشي منه الذي نزل ببسكرة.
استعرض العقيد حسين هامل، من خلية هندسة القتال بالناحية العسكرية الخامسة، عملية نزع الألغام التي قامت بها قوات الجيش الوطني الشعبي، منذ سنة 1962 لغاية الآن، مقدما حوصلة عن مراحل أعمال التطهير، واستهل العقيد تدخله بإعطاء نظرة تاريخية عن الألغام التي قام بزرعها الجيش الفرنسي، بعد تزايد الكفاح المسلح للثوار الجزائريين والتزود بالمؤن والأسلحة عبر الحدود، حيث عمد الاستعمار إلى غلقها بإنشاء حاجزين ملغمين ومكهربين عبر خطي شال وموريس وعلى مسافة 2834 كلم، بتجنيد 13 كتيبة هندسية فرنسية لإقامة هذه الحواجز.
 وفي هذا الصدد، أكد حسين هامل أن أول عملية لنزع الألغام كانت خلال الفترة 1962 و1988، حيث تمكن مجاهدو جيش التحرير الوطني من نزع أكثر من 7 ملايين لغما وبقي ثلاثة ملايين لغما، في حين المرحلة الثانية من عملية نزع الألغام كانت سنة 2009، بعد انضمام الجزائر إلى معاهدة “أتاوا”، حيث تم استحداث مفارز لنزع الألغام من أجل تحسين الوضعية الأمنية للمواطنين بالأماكن التي توجد فيها الألغام.
وحسب ممثل المؤسسة العسكرية، فإن النسبة الكلية لعملية نزع الألغام بالحدود الشرقية والغربية بلغت 85 بالمائة، والعدد الإجمالي للألغام التي انتزعت منذ بداية عملية التطهير هو 720726 لغم، مشيرا إلى أن نسبة التطهير بالناحية الشرقية بلغت 78 بالمائة و68 بالمائة بالناحية الغربية، كما أن هناك 360 مقذوفة دمرت.
وأبرز العقيد هامل في هذا الإطار، المجهودات التي تبذلها قوات الجيش الوطني الشعبي في تخليص وتأمين مكان المناطق الحدودية من هذه الآفة، وتمكين المواطنين من العودة إلى أراضيهم، مضيفا أن الدراسة الطبوغرافية الدقيقة للخطوط الملغمة وعملية الاستطلاع عن طريق جمع المعلومات من الأهالي ساعدتهم على اكتشاف الألغام وتدميرها، ولم يخف العقيد هامل أن العملية ليست بالأمر الهين، كما أن قوات الجيش الشعبي الوطني في الميدان منذ سنة 2004 لغاية 2015.
من جهته، أكد العقيد حسين غرابي ممثل عن  وزارة الدفاع الوطني أن عملية التطهير ستمس كل الأماكن الملغمة، وأن قوات الجيش الوطني الشعبي لن تدخر أي جهد في سبيل ذلك.
وللعلم فقد تم تكريم المجاهد محمد جوادي رئيس الجمعية الوطنية للدفاع عن ضحايا الألغام من طرف ممثل نائب وزير الدفاع قائد أركان الجيش الوطني الشعبي، ووفد من الإعلاميين الفيتناميين الذين حضروا اللقاء وكذا الإعلامية بالتلفزيون الجزائري فايزة مقران، وضحيتين للألغام من ولاية بسكرة وميلة، وممثلين عن المؤسسة العسكرية اعترافا بمجهودهم في هذا المجال.
وبالمقابل، فقد تنقل الوفد المرافق لجمعية مشعل الشهيد نحو منطقة سيدي عقبة لغرس ستين شجرة بمناسبة اليوم العالمي للألغام.
وعلى هامش اللقاء التكريمي، أفاد لخضر بن مرزوق من دائرة الكرمة ولاية ميلة وهو ضحية الألغام أن هذه الأخيرة انفجرت في وجهه في ديسمبر 1962 حين كان يلعب بالحقل، كان عمره حينها 13 سنة، حيث تم نقله إلى مستشفى قسنطينة أين مكث أربعة أيام، مضيفا في تصريح لـ«الشعب” أنه حين استيقظ وجد رجله واحدى يديه مبتورتان، وقد وضعت له أيدي وأرجل اصطناعية، مؤكدا أن الدولة الجزائرية تكفلت بحالته الصحية، وأعطته منحة ولا ينقصه شيئا.
نفس الحادثة تعرض لها أعمر صحوة من ولاية بسكرة، الذي أصيب هو الآخر بلغم وهو في سن 11 سنة، وكان ذلك سنة 1968، حيث مكث بالمستشفى مدة عام تقريبا، وبسبب اللغم بترت يديه، حيث صنف معاق  بنسبة 100 بالمائة.