واصل وزراء خارجية الدول العظمى، أمس الثلاثاء، اجتماعاتهم بمدينة “لوزان” السويسرية في آخر يوم من المباحثات حول النووي الايراني، حيث انضم للجولة الثانية وزير خارجية روسيا، لأنه يرى فرصة جيّدة لنجاحها والتوّصل إلى اتفاق مبدئي أولي مع الدولة الاسلامية التي تخنق العقوبات الدولية اقتصادها بسبب برنامجها النووي والتي أثّرت سلبا على العلاقات الدولية منذ ١٢ عاما.
واعتبر لافروف أن فرص هذه الجولة من المفاوضات الأخيرة ليست سيئة بل يرى أنها جيّدة، ولا تمثل الفرصة الأخيرة، إلاّ أنها محطة أساسية من أجل مواصلة المحادثات سعيا للتوصل إلى اتفاق تاريخي كامل يحسم كل التفاصيل الفنية بحلول ٣٠ جويلية القادم.
احتضنت مدينة “لوزان” السويسرية لقاء بين وزراء خارجية إيران والسداسية الدولية لاستئناف المحادثات النووية ويأتي اللّقاء في ظل إصرار كل من الطرفين على مواقفهما فيما يتعلق بمسألتي رفع الحظر الدولي عن طهران والبند المتعلق بالأبحاث العلمية والتطوير ما بعد الاتفاق.
وأشارت أنباء عن تقديم وزير خارجية الصين اقتراحا جديدا كمخرج للخلاف حول قضية رفع العقوبات دون الكشف عن مضمونه، وهناك اقتراح غربي يتضمن تجزئة العقوبات الدولية ورفعها على مراحل تبدأ من أربع إلى ست سنوات على أن تبقى أجزاءً من هذه العقوبات لعقد كامل، وهو الاقتراح الذي ترفضه إيران كونها تريد رفع العقوبات بالكامل وأن لا اتفاق بدون ذلك.
وكانت لقاءات ثنائية ليلة الأحد إلى الاثنين حتى ساعات متأخرة من الليل لم يتمكن خلالها الطرفان من ردم هوّة الخلافات الباقية والتي تحول دون التوّصل إلى حل سياسي، ليسود التشاؤم على المفاوضين بعد أن تمّسكت فرنسا بموقفها السابق.
أما وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند، فقد صرّح بأن الاتفاق يجب أن يضع القنبلة النووية خارج متناول إيران ولا يمكن المساومة على هذا الأمر.
من جهته، قال كبير المفاوضين الإيرانيين عباس عراقشي لم نصل بعد إلى مرحلة الاتفاق فلا اتفاق على شيء حتى نتفق على كل شيء، وأضاف هناك بعض التقدم حصل خلال الأيام الماضية وكذلك خلال بداية الجولة الأخيرة وقع اتفاق حول بعض البنود، لكن الطريق لاتزال طويلة والعمل جارٍ من أجل تجاوز وحل الخلافات.
فباريس وحتى الآن لازالت ترى أن إيران تريد رفع العقوبات والحفاظ على برنامجها النووي دون تنازل لكن شرط باريس وقف كافة الابحاث النووية الايرانية.
أبرز بنود الاتفاق
كشف موقع ايراني أن بنود الاتفاق النووي الذي جرى بحثه في لوزان والتي تتضمن رفعا كاملا للعقوبات الاقتصادية على إيران مع ابقاء العقوبات المتعلقة بالتسلح والبرنامج النووي وربطها بتقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية وتضمن أيضا إعطاء إيران الحق بإبقاء نحو ستة آلاف جهاز طرد مركزي وبأكسدة مخزون إيران من اليورانيوم أو تخفيض نسبة تخصيب واستبعاد فكرة اخراجه من إيران نهائيا، ويشمل كذلك إعادة تصميم مفاعل آراك النووي في مدة يتفق بشأنها.
عراقيل إسرائيل
ارتفع منسوب القلق في اسرائيل مع الموعد المحدد لتوقيع اتفاق نووي محتمل بين إيران ومجموعة الست حيث قامت بحملة تحريض وتحذير من انعكاسات اتفاق كهذا.
وقد ذكرت مصادر إعلامية أن اسرائيل لم يعد بمقدورها التأثير الكامل بل تأثير جزئي خاص ببعض البنود، ويرى مراقبون أنه في الوقت الذي يرى فيه العالم الضوء في نهاية النفق، اسرائيل لا ترى سوى الظلمة والسواد.
وقد كشف وزير التخطيط الاسرائيلي قبل أيام أن دولته ضغطت على الخارجية الفرنسية عام ٢٠١٣، فتأخر توقيع اتفاق جنيف المرحلي أسبوعا كاملا ولا يزال فابيوس وزيرا للخارجية الفرنسية، فهل سيتكّرر المشهد أمام بقاء الموقف الفرنسي على حاله مع انعقاد جولة حاسمة في لوزان؟
كما أن اسرائيل كانت تتجسّس على المفاوضات بين إيران والغرب - بحسب صحيفة «وول ستريت جورنال»- حيث قامت بتسريب المعلومات لأعضاء في “الكونغرس” بهدف اختراق المحادثات من أجل اعتراض أي مسوّدة اتفاق.