رفع التجريم عن المصدر واضفاء التنظيم الإداري والتشريعي
شدد المشاركون في الندوة الوطنية حول التجارة الخارجية، أمس، على ضرورة تكريس إندماج اقتصادي فعلي وتدريجي، من أجل تكثيف حجم الصادرات ذات التنافسية العالية، ورافعوا على أهمية إدراج في البرامج التي تهدف إلى استحداث النسيج المؤسساتي، تخلق فيه المؤسسة التي تختص في تصدير سلعها ذات الجودة العالية في الأسواق الخارجية، وطالب خبراء ومصدرون بتحسين مناخ التصدير وإضفاء الكثير من التنظيم الإداري والتعديل التشريعي لتسهيل نشاط التصدير وتشجيع المصدرين والمنتجين على اقتحام الأسواق الدولية.
شرح الخبراء واقع التجارة الخارجية، مؤكدين على تهيئة مناخ التصدير من خلال فتح مساحات مازالت غائبة إلى جانب استحداث قاعدة صناعية حقيقية يمكن من خلالها تنويع الصادرات الجزائرية، وتم إثارة تحديد الرؤية الواضحة التي يجب أن تنتهج في الإستراتجية الجديدة للتجارة الخارجية على المدى المتوسط والبعيد.
ولم يخف محمد الصغير باباس رئيس المجلس الوطني الاقتصادي والاجتماعي أنه بات ضروريا لتغيير وتيرة نمو الاقتصاد الوطني، والتوجه نحو تنويعه وتكثيفه خارج قطاع المحروقات، والقفز إلى خلق القيمة المضافة.
ومن بين المقترحات التي قدمها رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي،بهدف تحقيق التنمية الاقتصادية، ذكر ترقية الثروة البشرية، في ظل وفرة قدرات تطوير الموارد البشرية، ووقف على الجهود التي بذلتها الجزائر منذ الاستقلال في تكوين الموارد البشرية التي تعد جوهر أي معركة أو رهان تنموي، ويرى باباس أن للجزائر إرادة قوية لتحقيق المزيد من تحسين وتهيئة الكفاءات لمواجهة التحديات التنموية.
ومن جهته هرفي لوحواس ممثل البنك الافريقي للتنمية تطرق إلى الاتجاهات الكبرى للتنويع والاندماج الجهوي، واعترف بالقدرات التي تملكها الجزائر والكثير منها مازالت غير مستغلة، وقال أن استراتجية البنك ورؤيته حول أي خطوة يجب أن تتخذها الدول لتطوير تجارتها الخارجية يجب أن ترتكز على الاندماج الاقتصادي لتنويع التجارة الخارجية على أن يكون هذا الاندماج تدريجيا. ودافع رئيس جمعية المصدريين الجزائريين علي باي ناصري عن ضرورة التعجيل لرفع عقوبة التجريم على المصدر وتحريره من أي مخاوف، لطمأنته وتشجيع الجزائريين الراغبين والقادرين على هذا التصدير على امتهان هذا النشاط.
وبخصوص الاندماج في المنظومة العالمية لخلق التنمية المضافة والتطوير الاقتصادي، وتسريع وتيرة النموتحدث الخبير علي حربي عن أهمية تكريس خيارين، الأول يرتكز على ترسيخ ثقافة خلق مؤسسة للتصديير وتنفيذ استراتجية تسمح بخلق انتاج ذا تنافسية عن طريق الشراكة الأجنبية لعرض منتوج قابل للتصدير، رغم أنه لم يخف في سياق متصل وجود عوائق تحول دون مضاعفة وتقوية قدرات التصدير، غير أنه تحدث عن القدرات الكبيرة التي تتمتع بها الجزائر، مرافعا عن الحاجة الماسة لفتح مساحات على مستوى الموانئ خاصة بالتصدير بالإضافة إلى النجاح في تجسيد أرضية صلبة لنسيج صناعي قوي.
ودعا عبد الرحمان بن خالفة خبير مالي مستقل البنوك إلى الانفتاح أكثر للمساهمة في ترقية التصدير واستحداث شبكات من المتعاونين عبر العالم لتقديم المعلومات والمقترحات، وأشار في ذات المقام أن تواجد البنوك في الخارج لمساعدة وتسهيل تعاملات المصدرين أمرا مهما وضروريا، ومن بين الشروط التي قال أنها ملحة ويجب ان يلتزم بها المصدر، تحديده لحجم الأموال القادر على تحصيلها من العملة الصعبة من خلال عمليات التصدير.
واستعرض رئيس الشركة الجزائرية لتأمين وضمان الصادرات طريقات جيلالي محور القروض وضمان دعم الصادرات، وتناول الشق المتعلق بكيفية مرافقة المصدرين بشكل يفعل نشاطهم.
وتحدث العديد من المشاركين عن ضرورة مرافقة المصدرين وتحديد الطريقة التي تسهل عليهم نشاطهم بعيدا عن بيروقراطية الإدارة أو تعقيد النص التشريعي.