عرض منتدى الشبكة العالمية للتوظيف «اي.تي.ان» في طبعته الـ3 حصيلة ما تحقق من عملية تحسيس الكفاءات الجزائرية بالمهجر للعودة إلى الوطن والاندماج في عالم الشغل المفتوح. وهي عملية مستمرة تتولى الهيئة التي يوجد مقرها بتولوز الفرنسية ولها شبكة مهمتها مرافقة الجزائريين أصحاب الكفاءات في التوظيف، وتسهيل عودتهم وتهيئة المناخ لهم للعمل في وطنهم.
وأكدت أمينة قارة ممثلة المنتدى التي عادت إلى الجزائر بعد تجربة من النشاط خاضتها في فرنسا أن هناك تجاوبا كبيرا من الإطارات الجزائرية المقيمة بالخارج مع المبادرة التي تجد الدعم من وزارة الشباب وتمول من مؤسسات جزائرية لجذب خيرة من يحملون تخصصات وتكوينا لتوظيفهم، منها «جازي» راعية الطبعة الـ3 ، سفيتال، والرويبة للعصائر والمشروبات.
وقال السيدة قارة خلال ندوة صحفية بقصر الثقافة مفدي زكريا بالقبة أن المهمة التي يقوم بها المنتدى أقنعت الكثير من الكفاءات الجزائرية بالمهجر للعودة إلى أرض الوطن ومرافقته في الاقلاع الاقتصادي والتطور وبناء مؤسسات تنافسية قادرة على إنتاج الثروة والقيمة المضافة في محيط متغير لا يعترف بالرداءة.
وأعطت المتحدثة وهي ترد على أسئلة الصحافة حول الشروط المعتمدة لتوظيف الكفاءات، أن بحوزتها أرقاما تؤكد توظيف 31 جزائريا في الفترة الأخيرة، مذكرة أن المجلس الاقتصادي الاجتماعي «كناس» سجل توظيف ما بين 100 و110 جزائري مقيم بالمهجر خلال 2014.
ومعنى هذا أن هناك الكثير من الجزائريين رغم تقلدهم مسؤوليات ومراكز قيادية في المؤسسات الأجنبية بالخارج لا زالت حرقة الوطن تطالهم، وهم أكثر حماسا للعودة والعمل به وسط الأهل والديار.
وقدمت بعض الحاضرات في الندوة تجارهن في العودة إلى الوطن والعمل اعتقادا راسخا بأن هذا الخيار أمر ذاتي وقناعة مرسخة في الذهن، وهذه المسألة ستكون محور الورشات المفتوحة يومي 11 و12 من شهر أفريل الداخل بفضاء شارنتون بالعاصمة الفرنسية باريس لعرض تجارب حول عودة الكفاءات الوطنية بالخارج.
وحول ما إذا كانت الأزمة المتفاقمة في منطقة الأوروزون، وتصعيد حملات التطرف ومعاداة الأجانب الإسلاموفوبيا وراء عامل ضغط فرض على الكفاءات الجزائرية اختيار العودة إلى الوطن والقبول بالتوظيف لدى المؤسسات المستقبلة، نفت السيدة قارة هذا الطرح جملة وتفصيلا، وقالت أن هناك من الجزائريين الذين لا تغريهم المناصب بالخارج، ولا يمكن استبدال الوطن مهما كانت الامتيازات.
ودعم هذا الطرح من كان حاضرا من الكفاءات الجزائرية التي كانت بالمهجر وقررت العودة إلى الجزائر التي تمتلك موارد ومؤسسات ناشئة بامكانها أن تعطي قوة لحركية الاقتصاد الوطني وتقلل من تبعيته المفرطة إلى المحروقات وما تحمله من انعكاسات خطيرة على المداخل وقت تراجع الأسعار البترولية وانهيار الاسواق، وهي مسألة عاشتها البلاد خلال فترات سابقة وتعيشها الآن.
وعن نزيف الهجرة إلى الشمال وبقاء الكثير من الاطارات الجزائرية المرسلة الى الخارج في ديار الغربة بدل العودة قالت قار: «من الضروري عدم الاعتقاد بأن هجرة الأدمغة هي ظاهرة سلبية وحتمية لا مفر منها، فاليوم يجب أن نفكر في حالة عدم استقرار وتنقل الكفاءات على الصعيد الدولي». وأضافت أنه لا بد من العمل على مرافقة هؤلاء لتحويل التكنولوجيا المكتسبة والمعارف لديهم إلى الوطن بدل اغلاق الباب والاعتقاد الخاطئ بأن عودة هؤلاء من المستحيلات.
وحول وجود بيروقراطية تعيق عملية التوظيف التي كثيرا ما تمنح للاحباب والاقرباء على حساب الكفاءات، نفى امين اوصديق ممثل سيفيتال ذلك قائلا أن هذا الطرح لا يمت بصلة للواقع متسائلا كيف يمكن للمؤسسة أن تنمو وتحقق الرواج إذا لم تعتمد على الموارد البشرية المؤهلة. وشاطرته الرأي وفاء ممثلة «جازي» قائلة أن الشتات الجزائري يمثل في الآونة الاخيرة قوة لا تقدر بثمن للمؤسسة، وتعد الظروف مناسبة لعودة الشباب الذين يرغبون في الرجوع.
منتدى الشبكة العالمية للتوظيف (الخاص بالجزائر ) الذي نظمه مكتب الاستشارات والدراسات والتوظيف العالمي، المتخصص في السيرة الذاتية للجزائريين المقيمين بالخارج، هو الآن الجسر الحقيقي بين الشركات والمرشحين الراغبين في الحصول على فرص التوظيف، واقناع عودة الكفاءات والأدمغة الجزائرية المهاجرة من الخارج.
تميزت الطبعات الأولى التي تم تنظيمها السنة الماضية 2014 في باريس وليون بحضور عشرين شركة جزائرية، جاءت خصيصا لحضور التظاهرة والتعرف على المؤسسات التي تمنح مناصب شغل، وشارك ما يقارب ألف مرشح لاجتياز اختبار التأهل، وكانت النتيجة التوظيف في أكبر المؤسسات الوطنية والعالمية بالجزائر .
و بناءا على النجاح الذي عرفته الطبعات السابقة والاستقبال الايجابي للمشروع من طرف أعضاء «دياسبورا»، الشبكة العالمية لتوظيف الكفاءات تكرر التجربة من خلال اقتراح طبعة جديدة في باريس، ومن المتوقع حضور العشرات من المؤسسات الكبرى.
كما سيتم عرض «فضاء خلق المؤسسات» لأول مرة من أجل الإجابة على أسئلة حاملي المشاريع، الذين يرغبون في الاستثمار في الجزائر، وذلك بحضور خبراء و رجال الأعمال ومقاولين قد خاضوا المغامرة من قبل.
أسماء كبيرة تدعم هذا المشروع من بينهم متعامل الهاتف النقال «جازي»، الذي يعد الشريك الرسمي للحدث، بالإضافة إلى مؤسستي سيفيتال ورويبة لرعاية هذه التظاهرة، وقد قدم مسؤولو هذه المؤسسات مداخلة عبر شريط مسجل يؤكد بالملموس لماذا يتجاوبون مع المبادرة ويرافقونها إلى أبعد الحدود.