عمد مسؤولو بلدية عين تقورايت بولاية تيبازة منذ بداية العهدة الحالية إلى اعتماد جملة من المبادرات الميدانية التي تعنى بالاحتكاك المباشر بالمواطن ميدانيا، لإعطاء مزيد من الشفافية على نمط التسيير المحلي دون انتظار التعليمات الفوقية ممّا أفرز واقعا متميّزا أضحت بموجبه مأمورية مكتب التوجيه والاستقبال بمقر البلدية تتخطّى هذه العتبة لتتحول إلى مرحلة البث المباشر في انشغالات واحتياجات المواطن.
وقال رئيس المجلس البلدي جيلالي جربوعة بهذا الشأن، بأنّه تمّ تكليف أحد أعضاء المجلس بمعية إطار متمرّس في ممارسة الادارة المحلية لتأطير مكتب الاستقبال والتوجيه، بحيث يتلقى المواطن بعين المكان وعلى الفور ردّا مباشرا ومقنعا لانشغاله المعبّر عنه دون الحاجة لانتظار فترات زمنية طويلة، إلا أنّ إقدام رئيس المجلس على استقبال المواطنين يوميا دون تحديد يوم أسبوعي لذلك قلّص من مأمورية مكتب الاستقبال والتوجيه بالنظر إلى كون معظم سكان البلدية يفضلون عادة الاتصال المباشر برئيس المجلس دون سواه، مع الاشارة إلى كون مكتب هذا الأخير يتواجد عند مدخل دار البلدية ولا يبذل المواطن جهدا للبحث عنه، كما اختصرت الحواجز التنظيمية المؤدية إليه مثلما هو قائم ببلديات أخرى أين لا يسمح للمواطنين التنقل إلى رواق مكتب الرئيس حتى في أيام الاستقبال أحيانا بالنظر إلى تغيّبه المبرّر أو المتعمّد عن مكتبه، كما ساهمت اللوحة الاشهارية العملاقة المعلقة ببهو دار البلدية في توجيه المواطن نحو مقصده بسهولة كبيرة وبدون حواجز، الشيء الذي أفضى الى شفافية تامة على علاقة المواطن بمختلف المصالح البلدية التي أصبحت تعرف المواطن مثلما يعرفها هذا الاخير بالتمام والكمال.
على صعيد آخر، اهتدت الهيئة التنفيذية للبلدية إلى برمجة لقاءات دورية مع المواطنين بمختلف أحياء البلدية لاطلاعهم على سيرورة التنمية المحلية من جهة ،والاستماع الى انشغالاتهم من جهة ثانية. كما يبرمج لقاء عام للمواطنين على مستوى البلدية كل 6 أشهر للحديث عن سيرورة التنمية والحاجات المعبر عنها من لدن المواطن في إطار ممارسة الديمقراطية التشاركية التي اعتمدها المجلس البلدي الحالي منذ تنصيبه في 2012.
المجلس الاستشاري..ممارسة للدّيمقراطية التّشاركية
تعتبر بلدية عين تقورايت سباقة في اقتراح نموذج عملي يعنى بالاحتكاك المباشر مع المواطن وإشراكه في تسيير الشأن المحلي من خلال إنشاء مجلس استشاري يضمّ خيرة أبناء البلدية المتخصصين للنظر في سيرورة التنمية المحلية، ومناقشة الأولويات والمستجدات المرتبطة بهذا الشأن.
وفي هذا الاطار، قال رئيس المجلس الشعبي البلدي جيلالي جربوعة، بأنّ الفكرة تبلورت حين كان هذا الأخير رئيسا لمصلحة التجهيز بدائرة بوسماعيل قبيل موعد المحليات السابقة، الأمر الذي مكّنه من التعامل المباشر مع ممثلين وإطارات من مختلف فئات المجتمع ليكتشف نماذج متميزة من الاطارات القادرة على تقديم الاضافة اللازمة للتسيير دون الرغبة في ممارسة السياسة. ومن ثمّ فقد أقدم رئيس البلدية على تشكيل مجلس استشاري يضم 24 عضوا من خيرة أبناء البلدية، تتم استشارتهم دوريا في أهم مقتضيات التنمية المحلية، بحيث سبق لرئيس المجلس البلدي جمع هؤلاء في 4 لقاءات رسمية على مدار سنتين، تمّ خلالها التطرق إلى عدّة أوجه تخص التنمية المحلية.
وتحضّر الهيئة التنفيذية للمجلس البلدي حاليا لتنصيب مكتب دائم لذات المجلس، يؤطره منسق
ومقرر لعقد سلسلة من اللقاءات الموسعة ما بين المجلس البلدي والمجلس الاستشاري بمعية ممثلين آخرين عن باقي المواطنين بوتيرة لقاء واحد كلّ 6 أشهر في بادرة، قد تكون هي الأولى من نوعها في الجزائر، وتهدف بالدرجة الأولى الى اشراك مختلف الفعاليات الاجتماعية في إعطاء رأيها في سيرورة التنمية المحلية، مع الاشارة إلى أنّ الهيئة التنفيذية للبلدية الحالية عقدت جملة من اللقاءات الدورية مع المواطنين على مستوى أحيائهم على مدار 3 سنوات خلت، الأمر الذي ينعدم تماما في قاموس العمل الروتيني للمجالس الشعبية لباقي البلديات.