«لم أكن أتوقع أن أجد بلدا بهذا الجمال والروعة وأنا أزور الجزائر لأول مرة»، بهذه العبارة حبّذ الدكتور سرغاي راشكوف سفير جمهورية بيلاروسيا الجديد لدى الجزائر أن يستهل التصريح الذي قدمه حصريا لجريدة «الشعب» بمناسبة اعتماده يوم الخميس.
راشكوف قال إن مهمته هي العمل على تعميق وتوطيد العلاقات بين البلدين، معتبرا اياها بالقديمة حيث تعود إلى حقبة الاتحاد السوفياتي سابقا، حيث عمل الكثير من المهندسين والعمال البيلاروس في تلك الفترة في مجال تطوير المؤسسات الصناعية الجزائرية وهذا قبل أن تصبح للبلدين علاقات دبلوماسية رسمية سنوات التسعينات بعد انفصال بيلاروسيا عن الاتحاد السوفياتي سابقا.
وعن العلاقات السياسية بين البلدين قال سيرغاي راشكوف أنها ممتازة خاصة وأن البلدين يتقاسمان الرؤى والمواقف نفسها حيال العديد من القضايا الدولية، سيّما ما يتعلق منها بمجال حقوق الإنسان ومبدأ عدم التدخل في شؤون الداخلية للدول وتفضيل الخيارات السياسية الدبلوماسية في حل الأزمات الدولية.
السفير البيلاروسي أكد كذلك أن التعاون بين البلدين يتعدى المستوى الثنائي إلى التنسيق داخل مختلف الهيئات والمنظمات الدولية خاصة في إطار الأمم المتحدة وحركة عدم الانحياز مؤكدا أن بلاده هي البلد الأوربي الوحيد العضوفي هذه الحركة.
وعن العلاقات الثنائية دائما اعتبر راشكوف أنها عرفت نقلة نوعية حيث أصبحت على مستوى القمة وذلك من خلال اللقاءات التي تمت بين رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة ورئيس بيلاروسيا الكسندر لوكاشينكو وقد أثمرت هذه القفزة في تسطير ببرنامج خاص لتطوير العلاقات الثنائية وسيكون البرنامج محور محادثات وزير الخارجية رمطان لعمامرة ونائب وزير خارجية بيلاروسيا الذي سيقوم بزيارة إلى الجزائر شهر أفريل الداخل وهي مشاورات قال سيرغاي راشكوف إنها ستعزز العلاقات بين البلدين في مختلف المجالات خاصة وأن وفدا هاما من رجال الأعمال البيلاروس وممثلين عن مختلف الوزارات أهمها وزارات الصناعة، الزراعة والتجارة سترافق نائب وزير الخارجية البيلاروسي وستكون هذه فرصة لتفعيل العلاقات بين غرفتي تجارة البلدين ومن المزمع ان يتكلل ذلك بالتوقيع على مذكرة اتفاق بين الغرفتين شهر افريل الداخل.
وعن معرض الجزائر الدولي العام المقبل قال السفير أن بلاده مهتمة كثيرا بهذا الموعد الهام وأن مشاركتها ستكون معتبرة للتعريف أكثر بمنتوجاتها التي تبحث لها عن مكان لها في السوق الجزائرية خاصة وان هناك أمثلة ايجابية عن شراكات جزائرية – بيلاروسية ناجحة على غرار مصنع تركيب الجرارات والعتاد الفلاحي في ميلة ولكنه اعتبر في ذات الوقت ان التبادلات التجارية بين البلدين لاتزال دون مستوى تطلعات البلدين حيث لا تتعدى مبلغ 20 مليون دولار سنويا. وحول التعاون الثقافي والتعليم العالي أعطى السفير أرقاما تتعلق بتكوين طلبة جزائريين في الجامعات البيلاروسية التي قال إنها تخرّج منها حوالي 300 طالب جزائري منهم 14 تحصلوا على درجة دكتوراه دولة في مختلف التخصصات منها الطب، الهندسة، الزراعة والتكنولوجيات الدقيقة.
وفي رده على أسئلة تتعلق ببعض القضايا والأزمات الدولية الراهنة عل غرار القضية الصحراوية، قال السفير البيلاروسي سيرغاي راشكوف أن بلاده تدعم مجهودات المجتمع الدولي لحل هذه القضية في إطار الإجماع الأممي. وعن ليبيا ذكّر السفير بموقف بلاده فيما يتعلق بمناهضة ومكافحة الإرهاب وجدّد التزامها بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول ورفضها للمواقف الأحادية الأجانب خارج الأطر الأممية قبل ان ينتهي بالقول إن الحل السياسي الدبلوماسي هوالحل الأمثل للازمة الليبية ولكل الأزمات الدولية الأخرى وعن العقوبات الغربية على بلاده اعتبر راشكوف أنها جاءت للضغط على بلاده بسبب مواقفها المستقلة ولكسر تقاربها مع روسيا وأضاف السفير البيلاروسي ان الدول الغربية تعتمد المعايير المزدوجة حيث إنها طعنت في السير الحسن للانتخابات الرئاسية الأخيرة في بيلاروسيا وهي تتخذها كذريعة لتبرير تلك العقوبات رغم ان الانتخابات تمت بحضور مراقبين دوليين من روسيا ومن منظمة الجمهوريات السابقة للاتحاد السوفياتي ومن منظمة الأمن والتعاون في أوربا إلا أن بعثات المراقبة الغربية هي الوحيدة التي طعنت في شرعية الانتخابات الرئاسية رغم أنها جرت وفق القوانين التشريعات الداخلية لبيلاروسيا أردف راشكوف قبل أن يستدرك قائلا أنه رغم ذلك فان العلاقات بين بلاده والدول الغربية تشهد نوعا من التقارب اعتبارا من السنة الماضية والطرفان يبديان نوايا حسنة نحو تطوير مناخ هذه العلاقات من خلال العمل على الاستثمار في نقاط التوافق واستبعاد القضايا الخلافية.