طباعة هذه الصفحة

إصـدارات

«حرب الجزائر في فرنسا.. موريبان

صدر عن دار الحكمة للنشر سنة 2013 ، كتاب لمؤلفه المجاهد عبد الرحمان مزيان شريف بعنوان:»حرب الجزائر في فرنسا، موريبيان: جيش الخفاء»، الكتاب يروي حياة شاب ثائر ضد النظام الاستعماري في الجزائر، ومعاناة الشعب الجزائري مما دفع بالمجاهد عبد الرحمان مزيان إلى الالتحاق في عز شبابه بصفوف جبهة التحرير الوطني بفرنسا، أين شارك في عدة عمليات مسلحة استهدفت مواقع عسكرية ومنشآت صناعية، وقد كلفه ذلك عدة محاكمات وصدور أحكام إعدام عديدة في حقه.
تكفل فريق المحامين التابع لجبهة التحرير الوطني بالدفاع عنه وعن باقي رفقائه، وكان من بين هؤلاء المحامين جاك فرجيس صاحب تقديم هذا الإصدار، ولد عودية، كورجيه، أوصديق، مايتو، بن عبد الله زافريون، نيكول ران وآخرون، حيث نجا مزيان من المقصلة بأعجوبة.
هذا الكتاب يشكل شهادة جد مؤثرة عن جنود هذا «الجيش الخفي»، الذي واصل المعركة على التراب الفرنسي، للتخفيف عن جيش التحرير الوطني الذي كان سنة 1958 يتعرض في الجبال لعمليات تمشيط بقيادة الجنرال شال، كما يروي الكتاب فصول من المعركة ومسارها اليومي من أجل الكرامة الإنسانية، وهو يشكل أيضا مساهمة في تاريخ الثورة الجزائرية وشهادة عن هذه الفترة المؤلمة.
وفي هذا الصدد، أبرز مؤلف الكتاب في مقدمته أسباب قيامه بكتابة مذكراته و هي أنه من واجب كل مقاتل في كفاح التحرير الوطني عرض مساهمته وتقديم اضاءات حول الأحداث التي عايشها وهو ما اصطلح عليه «واجب الذاكرة» يؤديه لصالح أجيال المستقبل.
بالإضافة إلى أن، هناك نقص في الشهادات التي تتناول حرب التحرير الوطني في فرنسا، خاصة من قبل أولئك الذين خاضوا المعركة في صفوف المنظمة الخاصة السرية على التراب الفرنسي، والتي ساهمت من الناحية الاستراتيجية في فك الخناق الذي حاولت قيادة الأركان الفرنسية فرضه على جيش التحرير في الداخل والخارج، مما دفع الكاتب إلى إبراز الارتباط الوثيق بين الأحداث التي كانت تدور في الجزائر وتلك التي كان مكلفا بها مع رفقائه في فرنسا، مشيرا إلى أن هناك كتاب لعلي هارون من الأعضاء القدامى في فيدرالية جبهة التحرير الوطني في فرنسا صدر سنة 1986 بعنوان: «الولاية السابعة».
وفي هذا السياق، أكد المجاهد مزيان أن الغرض من تطرقه إلى هجوم «موريبيان» والأعمال التخريبية في القطاع الخاضع لمسؤوليته ابتداء من 25 أوت 1958 لم يكن لتمجيد شخصه، وإنما للثناء على مجهود كل الإخوة والأخوات الذين ساهموا في تلك العملية قائلا:»لم أكن إلا واحدا من هؤلاء المحاربين»، مضيفا أن هناك رجال نفذوا عمليات على نفس الدرجة الاستراتيجية وبقوا مجهولين ولأجل تخليد ذكراهم والتذكير ببطولاتهم يروي قصته هذه كما عايشها.
وللعلم، فإن المجاهد عبد الرحمان مزيان من مواليد سنة 1938 بالعلمة، سافر إلى فرنسا سنة 1958 بحثا عن العمل، ثم انضم لصفوف جبهة التحرير الوطني والتحق بالمنظمة الخاصة لإشعال فتيل الثورة على التراب الفرنسي، عين مسؤولا عن ناحية عملياتية هامة وعمره لا يتجاوز 18 سنة.
أثبت كفاءة عالية في تنظيم وقيادة وتنفيذ عمليات مختلفة ضد أهداف اقتصادية واستيراتيجية فوق التراب الفرنسي، وحكم عليه بالإعدام عدة مرات ونجا منها، كان ضمن الفريق الأخير الذي دخل إلى الجزائر في ماي 1962، عقب التوقيع على اتفاقيات ايفيان. وبعد الاستقلال تقلد عدة مسؤوليات سياسية في الدولة.