طباعة هذه الصفحة

الإرهاب لن ينال مـن تونس

حمزة محصول
22 مارس 2015

الصحيفة الفرنسية «ليبراسيون»، علقت على الاعتداء الإرهابي الذي تعرض له متحف باردو بالعاصمة التونسية الأسبوع الماضي بعنوان «أنتهت تونس..انتهت السياحة»، ومع مرور أيام قليلة أتضح أن السياح الفرنسيين لم يغادروا تونس عقب الحدث الإرهابي الدموي.
فالإرهاب لن يقتل تونس، ولن يقضي على السياحة في هذا البلد، بل وتحديا لهذه الآفة الإجرامية، قرر عدد واسع من الناس قضاء عطلهم المقبلة في المدن السياحية التونسية، الصيف المقبل، وليس بالغريب أن يخلف الهجوم مثل ردود الفعل هذه، لأن التنديد بالإرهاب لم يعد يقتصر على الحكومات والدول، فالشعوب على اختلاف أديانها وأطيافها وثقافتها تدينه وتستنكره، وتراه سلوكا عدائيا ضد الإنسانية.
ولو نعود للحديث عن علاقة تونس بالإرهاب، نجد أن هزيمة هذه الدولة أمام حفنة من المرتزقة والمتطرفين، ضرب من الخيال، فهي التي ظلت مؤسساتها واثبة واقفة في عز محنة الفترة الانتقالية، التي أعقبت الانتفاضة لن تتأثر أبدا بهجوم أو اغتيالات ينفذها منتمون لجماعات إرهابية وإن تعددت مسمياتهم.
لقد أنهك ما سمي بـ»الربيع العربي» دولا وشعوبا، وقذف بها في مستنقعات العنف اليومي، غير أن تونس وبعبقرية سياسية، نجحت في تقديم نموذج مثالي عن الانتقال الديمقراطي، وتقطع يوميا خطوات معتبرة نحو الاستقرار، وآخر ذلك المصالحة الوطنية الشاملة التي أعلن عنها الرئيس الباجي قايد السبسي الأسبوع الماضي، وإن تعرضت لعنف الإرهاب في هذه الفترة بالذات، فلن يزيد ذلك إلا في تقوية الجبهة الداخلية والتفاف المجتمع حول وجوديته في كنف السكينة والهدوء.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.