تظهر الكيفية التي يقضي فيها تلاميذ بلديات غليزان فترة العطلة اشكالات متعددة حول واقع الفضاءات التي توفر الراحة والثقافة في مثل هذه المناسبات.
وتفيد المعطيات التي رصدتها جريدة «الشعب” من المواطنين بأنّ فضاءات الراحة بهذه الولاية تكاد يكون عدّها على أصابع اليّد الواحد، بسبب النقص المسجّل في الهياكل التي تسخّرها الدولة في الاهتمام بالأطفال خصوصا في البلديات النائية التي تنعدم بها.
وكشفت الجولة الاستطلاعية التي قامنا بها عبر بعض الأحياء بعاصمة الولاية بأنّ العائلات الغليزانية أضحت في الأيام الأخيرة تتجه إلى فضاء ألعاب الأطفال الذي نصب أمام دار الحرفيين، التي تحولت فضاء للبيع، ومكانا للقيام بالمعارض التجارية، وبجوارها استغل أصحابها توفير فضاء لألعاب الأطفال مما صنع حيوية في المكان، رغم ضيق المساحة، إلا أنّه نجح في صنع الابتسامه في وجوه الأطفال والمتمدرسين على وجه الخصوص.
وترفض بعض العائلات استغلال المرافق التي توجد بالحديقة العامة بحي الزراعية، بسبب عامل الخوف، خصوصا وأنّ مثل هذه الحديقة أضحت مرتعا لجميع أصناف الناس، ممّا يشكّل عائقا أمام العائلات في أن تتوجه إلى مثل هذه الحديقة التي ورغم أنّها حضيت في السنوات الأخيرة من مشروع ردّ الإعتبار لها، إلا أنّ غياب سياسة تحديد هوية من يتردّد عليها منع أغلب العائلات من التوجه إليها.
ورغم أهمية الحديقة في فصل الربيع باعتبارها أنّ المتترد عليها بعيش خصوصية هذا لفصل إلا أنّها أصبحت مرتعا للسكارى تحديد، مما منع العائلات من التوجه إليها، ويحرم المتمدرسون من استغلال مثل هكذا فضاء.
وحسب انطباعات العائلات التي تحدثت للجريدة، فإنّ حديقة حديدوان أصبحت ممنوعة على العائلات والأطفال، داعين الجهات المعنية إلى ضرورة ردّ الإعتبار لها، مؤكدين بأنّ ولاية غليزان تبقى بحاجة إلى فضاءات الراحة والتسلية التي يستغلها الأطفال في عطلة الربيع، التي أصبحت مشكلة بالنسبة للعائلات، مادام أنّ سياسة تغيير الجو أضحى يتطلّب التنقل إلى الولايات المجاورة بحثا عن راحة ترفع معنويات التلاميذ، بعد فصل من الاجتهاد، وتكون ولاية تلمسان الوجهة الأكثر حضورا في أجندة العائلات خلال هذه العطلة.
وفي المقابل تبقى البلديات الأخرى غائبة بها مثل هذه الفضاءات، سوى أنّ الأطفال يتوجهون غالبا إلى دور الشباب، على غرار أطفال بلدية جديوية الذين يترددون خلال هذه الأيام على دار الشباب بورتيمة عبد القادر، ويقضون وقتهم في قاعة الأنترنات، وهو واقع لا يختلف عن أطفال وادي ارهيو، الذين يكون حضورهم في دار الشباب محمد اسياخم.
وتغيب فضاءات الراحة في العديد من البلديات الأخرى، على غرار حمري وأولاد سيدي ميهوب، والبلديات النائية الأخرى، التي يكون فيها المتمدرسون في خطر، خصوصا وأنّ بعضهم يلجأ إلى البيع على قارعة الطرقات.