احتفاءً بعيد النصر، واليوم العالمي للشعر، احتضن قصر رياس البحر بالجزائر العاصمة، أمس، حفل توزيع نسخ من «معجم البابطين للشعراء العرب المعاصرين» على ثلة من الشعراء الجزائريين الذين وردت أسماءهم في الطبعتين الأخيرتين من المعجم.. وتعدّ هذه التظاهرة، التي انتظمت في نفس التوقيت في كلّ من بسكرة، سكيكدة والعاصمة، تجليا للشراكة بين الاتحاد الوطني الكتاب الجزائريين ومؤسسة الأمير عبد العزيز سعود البابطين الثقافية.
افتتح هذا التكريم، الذي حمل عنوان «احتفائية جزائر الإبداع والتألق»، المستشار الثقافي بقصر رياس البحر جمال سعداوي، الذي أكد على رمزية اقتران عيد النصر بيوم الشعر، إذ أن «جزائر الإبداع تنتصر بأبنائها الشعراء» الذين أثبتوا الحضور الثقافي بوطنهم في هذا الإصدار الهامّ.
وأعقب ذلك مجموعة قراءات شعرية أمتع الحضورَ بها كلّ من الشاعر نذير بوصبع الذي قرأ «طلعتِ كيف الصبح باغتني، وكان فوق الماء والسدمِ».. ثم قراءة لعمر عاشور «ابن الزيبان»، فالشاب نصر الديم حديد الذي تمنى لو أن تصدر الجزائر معجما مشابها. وتعاقب على المنصة الشعراء بشير ضيف الله، بكاي اخذاري، وفاتح علاق، وكلّ من سبق ذكرهم واردة أسماؤهم في المعجم، إضافة إلى الشاعر الوعد رضا بورابعة.
وعن تزامن الاحتفاء باليوم العالمي للشعر مع شهر الشهداء وعيد النصر، قال نائب رئيس اتحاد الكتاب الجزائريين، الشاعر نور الدين طيبي لـ»الشعب»: «من عادتنا أن نحتفل بهذه المناسبة، والجديد هذه المرة هو أن اتحاد الكتاب الجزائريين هو الذي يوزع المعجم الجديد للشعراء العرب المعاصرين الذي تصدره مؤسسة البابطين، وقمنا بتنظيم الحدث في مناطق ثلاثة تجري في نفس الوقت، العاصمة، بسكرة وسكيكدة، والمسؤولية التنسيقية هي لرئيس اتحاد الكتاب الجزائريين الشاعر يوسف شقرة، على أن يشرف فيصل الأحمر على نشاط سكيكدة، وعضو الأمانة سعيد حرير على نشاط بسكرة، وهذا تخفيفا على أصدقائنا الشعراء المعنيين بالمعاجم، من جهة، ومن جهة أخرى إيمانا بجوارية الفعل الثقافي حتى لا نمركزه في مكان واحد، وهي سياسة اتحاد الكتاب الجزائريين بخلقه فروعا في كل مكان ومحاولة أن يأتي النشاط الثقافي حيث يوجد ويعيش المواطن».
وأضاف طيبي بأن اتحاد الكتاب سيكون طرفا شريكا مع مؤسسة البابطين في نشاطات ثقافية أخرى، ترتفع بالشعر، وتشكل الحضور الشعري الجزائري في العالم العربي من خلال المعجم لدى كل من يطلع عليه عربيا وعالميا..» هؤلاء الشعراء الذين يفوق عددهم العشرين يضافون إلى الشعراء الجزائريين الموجودين في الأجزاء والطبعات السابقة من المعجم، وهناك مجموعة أخرى تنتظر، واتحاد الكتاب الجزائريين سيتكفل بإضافة كل اسم يستطيع أن يثبت حضوره في هذا المعجم وفي غيره من المعاجم»، يقول طيبي، الذي حدّثنا، في سياق ذي صلة، عن تجربة المخيم الوطني للأدباء الشباب، التي «استطاع اتحاد الكتاب أن يفتك ترسيمها عربيا وأن يكون المخيم عربيا على أن يعقد في الجزائر مرة كل سنتين، وسنحاول في بداية هذه الصائفة من خلال البحث عن المواهب الجديدة في الفروع الـ38 لاتحاد الكتاب أو خارجه أن نأخذ بيد هؤلاء حتى يتمكنوا من أن يكونوا من الشعراء الذين يُذكرون إذا ذُكر الشعر العربي».
وعن النشاطات المقبلة للاتحاد يقول طيبي: «لقد دأب اتحاد الكتاب الجزائريين على توزيع وسام الاستحقاق الثقافي ووسام الاستحقاق الإعلامي مرة كل سنة، ونحن نحضّر لهذه الفعالية في خلال الأسبوع القادم إن شاء الله».