طباعة هذه الصفحة

«الشعب» تستطلع الصالون الدولي للسيارات بالعاصمة

علامات تجارية في الواجهة لكن بأي ثمن

قصر المعارض: صونيا طبة

حلم الجزائريين باقتناء سيارة العمر يتبخر بسبب ارتفاع الأسعار

أصيب المواطنون الذين أقبلوا على المعرض الدولي للسيارات في طبعته الـ18، بخيبة أمل كبيرة بعد أن علقوا كل آمالهم على هذا الحدث البارز لاقتناء سياراتهم المفضلة، إلا أن التهاب الأسعار وعدم إدراج وكلاء المركبات تخفيضات حال دون ذلك، عكس ما عهده المواطن الجزائري خلال السنوات الماضية.

«الشعب» تقربت من بعض المواطنين الذين قدموا من مختلف الولايات لزيارة الصالون الدولي للسيارات من بينهم عائلة بن حمودة التي حضرت خصيصا لاقتناء سيارة من وكالة «فورد»، التي تعودت على طرح تخفيضات هامة في بعض سياراتها المعروضة، إلا أن العائلة اصطدمت بواقع لم تنتظره وهو التهاب الأسعار وعدم اختلافها عن الثمن المطبق قبل المعرض.
من جهته أكد محمد من العاصمة لنا أنه انتظر منذ أكثر من 4 أشهر الصالون الدولي للسيارات لشراء المركبة التي يريدها بسعر معقول مقارنة بأسعار قاعات العرض والأسواق الأسبوعية، بالإضافة إلى أن اقتناءه سيارة من المعرض تسمح له بضمان التسليم الفوري إلا أنه غيّر رأيه بسبب التهاب الأسعار.
السيارات الفخمة من نوع «بورش» تخطف الأنظار
اكتفى الشباب الزائر بمشاهدة السيارات الفخمة ذات الطراز العالمي كسيارة «بورش»، التي لا تزال تصنع الحدث في المعرض الدولي للسيارات في مختلف طبعاته، بالإضافة إلى السيارات الألمانية التي تثير إعجاب وفضول الجمهور منها سيارة «غولف» و»أودي»، حيث توافد عليهما عدد كبير من المواطنين لاكتشافهما عن قرب، ترجمه الوقوف في طوابير أمام الأجنحة المخصصة لعرض هذه السيارات لوقت طويل والتقاط صور أمامها.
«مرسيدس» تعرض موديلات تبهر الزوار
أبهرت وكالة «مرسيدس» الزوار المتوافدين على الجناح المخصص لها من خلال عرضها لموديلات مختلفة منها رياضية وأخرى فاخرة من نوع «كلاس أ» و»كلاس سي» وغيرها، حيث تبقى السيارة الفاتنة بلا منازع.
وأكد لنا الشباب الذين وجدناهم يتفرجون على السيارات المعروضة أن إمتلاك «مرسيدس» تبقى حلمهم لكن أسعارها بعيدة عن المتناول، غير أن أصحاب الأموال ومالكي الشركات والمسؤولين وحدهم يمكنهم الظفر بها.
من جهة أخرى، لم ترق أسعار المركبات بالصالون هذا العام لتطلعات الزبائن الذين اعتبروها «باهظة»، فقد أكد جل الذين التقتهم «الشعب» أن التخفيضات ليست مغرية وليست كسابقتها، واصفين السيارات بأنها «باهظة الثمن»، حتى السيارات التي كانت إلى وقت قريب توصف بمركبات أصحاب الأجور المتوسطة على غرار بكانتو لكيا موترز ارتفعت هي الأخرى لتبلغ مستويات قصوى فسعرها الذي تراوح في وقت سابق 103 مليون سنتيم يناهز اليوم 126 مليون سنتيم، ونفس الشيء بالنسبة لسيارة «إيبيس» لهيونداي والتي بلغت 97 مليون سنتيم.
سيارة «رونو» سيمبول تصنع الاستثناء
عكس السيارات الأخرى التي تعرضها بعض الوكالات منها «سكودا «و»شوفرولي» و»بيجو « تطرح وكالة «رونو» سيارات بأسعار مخفضة منها سيارة «رونو سامبول» الجزائرية التي وحدها تباع بثمن في المتناول، حيث يقدر سعرها بـ119 مليون سنتيم بالمعرض الدولي للسيارات بعد أن كان سعرها مرتفعا قبل الحدث، وهذا ما يفسر الاكتظاظ الكبير في أروقة عرضها في الصالون.
الوكلاء يستغلون عطلة نهاية الأسبوع لإنعاش المبيعات
توافد المواطنون بقوة على قصر المعارض الصنوبر البحري لزيارة الصالون الدولي للسيارات، إذ تعد عطلة نهاية الأسبوع الفرصة الذهبية للوكلاء للرفع من نسبة المبيعات وتدارك الفتور في التسويق الذي عرفه الافتتاح، خاصة وأن سكان المناطق الداخلية وأصحاب الأموال غير المصرحين يتهاطلون على الصالون لاقتناء المركبات يومي الجمعة والسبت، ولهذا الغرض لجأت العلامات التجارية المشاركة إلى التكثيف من حملتها الدعائية والإشهارية وعرض بعض التخفيضات على سياراتها، بالإضافة إلى الكشف عن موديلاتها الجديدة، وهو الأمر الذي يفرضه منطق المنافسة، إذ أن كل علامة تعمد إلى استغلال كل الوسائل الممكنة والإغراءات المتاحة لجلب الزبون، ما أضفى نوعا من التنظيم والتأطير تداركا للفوضى التي سادت يوم الافتتاح.
اختلاف بين الأسعار في الصالون وأسعار نقاط البيع
كشف بعض المواطنين العارفين بسوق السيارات والمتابعين لأسعارها عن تسجيل فرق واضح بين أسعار السيارات المعتمدة في الصالون الدولي والأسعار التي تعتمدها نقاط البيع بالولايات على غرار باتنة وسطيف قد تصل حتى 20 مليون سنتيم، فالأسعار خارج العاصمة أرخص من داخلها، وهو ما لاحظناه  في سيارات كيا، رونو، بيجو ومركبات أخرى فيما ذهب بعضهم إلى القول أن أسعار السيارات في أسواق الحراش وتيجلابين أرخص من معرض الجزائر الدولي الذي كان يراهن عليه الجزائريون لتحقيق حلم شراء السيارة.
وخرج الزوار رجالا ونساء من الباب الواسع للصالون الدولي للسيارات كما دخلوا منه دون اقتناء أي سيارة نظرا لأسعارها الملتهبة التي أثارت استياء الجميع، إلا أننا لا يمكن أن ننفي بأنه نافذة الجزائريين مفتوحة على آخر إبداعات وكلاء السيارات العالمية وابتكاراتهم واكتشاف أحدث وآخر موديلات المركبات.