طباعة هذه الصفحة

الخبير في الشؤون الأمنية د . ميزاب لـ « الشعب »:

الهجوم الإرهابي على « باردو» محاولة فاشلة لضرب التجربة الديمقراطية في تونس

حوار: آمال مرابطي

توقف الخبير في الشؤون الأمنية ورئيس اللجنة الجزائرية – الافريقية للسلم و المصالحة الدكتور أحمد ميزاب في اتصال مع «الشعب» عند الهجوم الارهابي الجبان الذي تعرّضت له الشقيقة تونس يوم الاربعاء الماضي عندما استهدف دمويون فريقا من السياح أثناء زيارتهم لمتحف «باردو» المتاخم للبرلمان و أطلقوا عليهم النار فقتلوا و جرحوا العشرات.
الدكتور ميزاب خلص الى ان الاعتداء كان محاولة يائسة لإجهاض التجربة الديمقراطية الناجحة في تونس و ضرب اقتصادها، وشدّد على ضرورة تبني استراتيجية محكمة لمواجهة الارهاب و الاستثمار في  التعاطف الدولي لتعزيز التعاون لمحاربته، كما أكد على حتمية تعميق التعاون الاستراتيجي بين الجزائر و تونس لمواجهة التحديات الامنية التي تفرضها الأزمة الليبية والمجموعات الارهابية التي حطّت الرحال بالمنطقة.

- «الشعب»: ما قراءتكم للحدث الأليم الذي عاشته الشقيقة تونس يوم الأربعاء الماضي؟

* د . ميزاب: بدون أدنى شكّ هي عملية إرهابية دموية محاولة يائسة لضرب العمق السيادي التونسي وذلك قبل أيام قليلة من بلوغ مائة يوم من حكم الرئيس الباجي قايد السبسي، إنها رسالة لمحاولة إفشال التجربة الديمقراطية بتونس، وقد أعادت للواجهة جدلية قدرة تونس على مواجهة هذه الآفة التي تكتوي بنيرانها العديد من الدول العربية للأسف الشديد.
 يبدو أن الإرهاب في تونس انتقل إلى المرحلة الثانية و هو التمدّد نحو المدن و استهداف النقاط الحساسة، وهذه الأزمة الأمنية الخطيرة  تهدد بتغذية الأزمات النائمة، ما يعني ضرورة إقرار استراتيجية محكمة لمواجهة الارهاب، و الاستثمار في التعاطف الدولي قصد تكثيف التعاون لمحاربته وهذا ما تقوم به تونس.
 وعلى تونس أيضا أن تعمّق التعاون الاستراتيجي مع الجزائر في ظل الدعم اللاّمشروط بين الجانبين، وأن تعيد حساباتها بخصوص  مسألة حدودها مع ليبيا وأن تتعامل بجد مع المعلومات الأمنية.

- ألم يكن هجوم «الباردو» يرمي إلى ضرب التحول السلمي الديمقراطي والاقتصاد؟

* بدون أدنى شكّ التجربة الديمقراطية التونسية مستهدفة وكذلك الاقتصاد، والأكيد أنّ التونسيين شعبا وحكومة سيحتفظون بتاريخ 18 مارس في الذاكرة و يعتبروه نقطة تحول في حربهم ضد الارهاب.
على تونس أن تستعيد زمام الأمور و أن تتحول من حالة الرد على الضربات إلى توجيه الضربات و تحصين المقرات و منح ضمانات للسياح الأجانب لأن الاقتصاد التونسي مهدد، وعليها تجاوز المحنة وسد الثغرات بإعادة صياغة سياسة أمنية مباشرة وواضحة.

- كيف ستواجه تونس تداعيات هذا الهجوم الارهابي الجبان؟

* الجزائر أعربت عن  تضامنها المطلق مع تونس، و أرى أن التنسيق الاستراتيجي بين البلدين سيساعد تونس على تجاوز هذه المحنة، لأن العنوان الأكبر والوحيد هو محاربة الارهاب وصدّ تمدّد التنظيم الارهابي «داعش». ما حدث سيكون له انعكاس على الملف الليبي وتونس عليها أن تعيد ترتيب الأوراق.

- لم جاء هذا الاعتداء بهذا الوقت تحديدا ؟

* هذا التنظيم الارهابي يسعى في فلسفته الى التمركز بليبيا والانتشار بمحيط دول الجوار من خلال عمليات استعراضية.
وعن توقيت هذا الهجوم، فلم يكن صدفة بل تزامن مع برمجة  مناقشة قانون مكافحة الإرهاب وهو ما يفسر توقيته وكذا الرمزية التاريخية للمتحف باعتبار أن التنظيم يدمر كل قيمة تاريخية لأنه يسعى لرسم تاريخ جديد من العنف و الفوضى و الدمار.