طباعة هذه الصفحة

نوّه بجهود الرئيس بوتفليقة في ترقية مثل الأمن والسّلم في القارة

اللواء هامل يبرز أهمية الاجتماع الـ3 للجنة الخاصة بـ»أفريبول»

آسيا مني

البرنامج العملي للآلية الإفريقية للتعاون في مجال الشرطة يحدد عام 2016

كشف المدير العام للأمن الوطني عبد الغني هامل، أن المنظمة الإفريقية للأمن «أفريبول» ستكون عملياتية خلال 2016 وهذا بعد الانتهاء من وضع الخطوط العريضة للمنظمة وتبادل الرؤى فيما يخص رسم المعالم الآلية الإفريقية للتنسيق والتعاون بين المؤسسات الشرطية والتي ستعمل بالتنسيق مع مختلف الهيئات الدولية والمنظمات الجهوية الأخرى وعرضها في القمة المقبلة للاتحاد الإفريقي للإعلان عن ميلادها رسميا.

أفاد اللواء هامل، خلال ترؤسه الاجتماع الثالث للجنة التحضيرية لتجسيد مشروع «أفريبول» بالنادي الوطني للجيش، أن هذا اللقاء يعد بمثابة اجتماع نهائي، سيتم خلاله وضع الخطوط العريضة لإنشاء المنظمة الإفريقية للأمن «أفريبول» والذي يأتي بعد الاجتماعين المنعقدين بكل من «أديس أبابا» و»كمبالا» وذلك في سبيل تدقيق النظر في السياسات المثلى التي تسمح بتوحيد جهودهم وتنسيق الإجراءات العملياتية الخاصة بهم وتعزيز أسس التعاون الشرطي على صعيد القارة الإفريقية.
أشاد اللواء هامل، في الاجتماع الثالث للجنة الخاصة بإنشاء الآلية للتعاون في مجال الشرطة «آفريبول» في العاصمة، بالجهود والمساعي التي ما فتئ يقدمها رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، لترقية المثل العليا للأمن والسلم بالقارة الإفريقية.
وقال اللواء هامل في هذا الصدد: «أحيي جهود الرئيس بوتفليقة، الذي ساهم دوما بفعل فكره الإفريقي لترقية المثل العليا للسلم والأمن وتطوير الديمقراطية والحكم الراشد في القارة من أجل السماح لإفريقيا لضمان دخولها في العصرنة والتطور».
كما أكد اللواء هامل في كلمة افتتاحية بالمناسبة، حرص الجزائر، ممثلة في رئيسها عبد العزيز بوتفليقة، على المساهمة في تعزيز التعاون الأمني الإفريقي ومشاركتها في كل المبادرات الرامية إلى تطوير وازدهار الشعوب، وذلك من خلال دعمها لمشروع إنشاء منظمة إفريقية للشرطة «أفريبول»، بالنظر لأهميتها بالنسبة للقارة التي تعرف مختلف التهديدات الأمنية.
مشيرا في هذا السياق، إلى أن تحقيق الأمن الإفريقي المشترك الذي تناشده الشعوب الإفريقية، يتطلب إيلاء الأهمية اللازمة لأجهزة الشرطة في دولنا، من خلال خطط محكمة منسقة، والسعي وراء الرفع من درجة التأهب بزيادة فعاليتها وجاهزيتها لمواكبة التحولات الداخلية والخارجية والتعامل معها بكل احترافية.
ومن هذا الباب، دعا اللواء هامل أعضاء اللجنة، إلى فتح أبواب النقاش حول بعض الآفات التي تعيشها القارة السمراء، لأهميتها البالغة في الوقت الراهن، وما تشكله من تهديدات على ازدهار شعوب القارة، كالتعاون في مكافحة الجريمة العابرة للأوطان، تمويل الإجرام، تبييض الأموال، المخدرات وكذا مكافحة الإرهاب وهذا من خلال تطوير أساليب التعاون لمكافحتها والتركيز على العمل المشترك، لاسيما على مستوى الحدود، مع اتخاذ كل الإجراءات الملموسة والفعالة بشأنها.
من جهته أكد رئيس قسم لجنة الدفاع والأمن بالاتحاد الإفريقي طارق الشريف، أن هذا الاجتماع، الذي يأتي تكملة للاجتماعات السابقة، سيسمح بتعميق التشاور حول الطرق والوسائل التي من شأنها تعزيز تقارب وجهات النظر والاستراتيجيات وبناء القدرات في مجالات التكوين واكتساب الخدمات السليمة فيما يتعلق بالتحقيقات والخبرات وتبادل المعلومات والتجارب وبلورة الأهداف النهائية لآلية أفريبول، قبل رفعها إلى قمة القادة الأفارقة المقبلة للإعلان عن ميلادها ودخولها حيز التنفيذ بصفة رسمية.
بدورها أشادت المديرة العامة لشرطة جنوب إفريقيا، منقواشي فكتوريا، بالدور الذي ستلعبه «أفريبول» بمجرد دخولها حيز التنفيذ في 2016 وهذا في ظل التحولات العميقة والتحديات الأمنية الكبيرة التي تشهدها القارة الإفريقية، والتي تقتضي مواجهتها بمضاعفة الجهود من قبل أجهزة الشرطة لمختلف الدول من خلال مواكبة كل المستجدات والتطورات لتوفير الأمن والسكينة للمواطن وأجواء الاستقرار الضرورية لتحقيق برامج التنمية في بلدان القارة السمراء.
 كما دعت إلى ضرورة تأمين الحدود ومراقبتها من خلال التعاون والتنسيق بين الفاعلين وتبادل المعلومات والمعطيات لمنع تسلل مختلف أنواع الجرائم، بما فيها الجريمة المنظمة العابرة للأوطان، مع الحرص على مواصلة العمل المشترك وتعزيزه أكثر، نظرا للخطر الذي تواجهه في ظل انتشار هذه الجرائم.
كما ستلعب هذه الهيئة الأمنية الإفريقية الجديدة، بحسب ذات المسؤولة، إلى جانب المصالح العسكرية، دورا محوريا في ضمان أمن واستقرار الشعوب وبالتالي ستشكل مكسبا كبيرا للقارة السمراء.
بدوره ثمّن أسان كزنجي، مساعد المفتش العام للشرطة الأوغندية، في كلمة له، الدور الذي تلعبه هذه اللقاءات في طرح مختلف التحديات التي تشهدها المنطقة وسبل التصدي لها وأثرها في رسم الصورة المستقبلية للأمن الإفريقي والعمل على تفعيلها من خلال خلق آلية قارية.
وفي هذا المقام، أفاد ضيف الجزائر، أن المؤتمر يشكل فرصة هامة للتباحث في السبل الكفيلة بتعزيز التعاون بين الأجهزة الأمنية الإفريقية لضمان الاستقرار بالمنطقة ومواجهة الجريمة بكافة صورها وأشكالها، من خلال إقرار استراتيجيات وخطط أمنية ووضع هياكل نموذجية لوحدات وأجهزة أمنية مختلفة حول أهم الجرائم التي تهدد أمن واستقرار شعوبنا اليوم.
ومن المرتقب أن يخرج هذا الاجتماع، الذي تدور أشغاله في جلسات مغلقة، على مدار يومين، بتوصيات من شأنها تحديد أهداف البرنامج العملي لآلية أفريبول. كما يرتقب أن يناقش الاجتماع القانون الأساسي ومختلف النصوص التنظيمية الخاصة بإنشاء هذه الآلية. كما سيتم خلال أشغال هذه اللجنة، التي تترأسها الجزائر مناصفة مع أوغندا، مناقشة مشروع ميزانية «أفريبول» التي هي حاليا على عاتق الاتحاد الإفريقي.