تدعمت ولاية بشار، أمس، بمزرعة نموذجية لتربية المائيات، وهي الهيكل الذي سيسمح بتشجيع الخواص في الاستثمار في مجال تربية المائيات، فضلا عن أنها ستكون فضاء لإجراء الدروس التطبيقية بالنسبة للمتربصين بمراكز التكوين المهني، كما ستساهم في تحقيق الأمن الغذائي وتوفير أسماك طازجة للمستهلك وخلق مناصب شغل للشباب.
أشرف وزير الصيد والموارد الصيدية سيد أحمد فروخي، أمس، على وضع المزرعة حيز الخدمة، ببلدية بوكايس ببشار. وتقدر الطاقة الإنتاجية للمزرعة بـ50 طنا سنويا، وسمحت بتوفير 16 منصب شغل لفائدة الشباب، على أن يتم توظيف 5 عمال جدد هذه السنة.
واعتبر الوزير فروخي في تصريح إعلامي بالمناسبة، المشروع بـ «الهام»، حيث سيكون حافزا - على حد قوله - للمستثمرين الخواص الراغبين في الاستثمار في هذا المجال، وفضاء لتلقينهم أبجديات تربية الأسماك في المياه العذبة أو المالحة التي تتوفر عليها المنطقة، وتزويد الفلاحين بصغار الأسماك لدمجها مع الفلاحة وتوفير منتوج اقتصادي.
ويرى ذات المسؤول، أن معالجة إشكالية ارتفاع أسعار المنتجات البحرية، سيكون عن طريق تشجيع تربية المائيات في الأحواض العائمة بالبحر، أو في المياه العذبة، وهو البرنامج الذي يرتكز عليه مخطط عمل الحكومة للفترة الممتدة من 2015 إلى 2020. وقد وضعت الدولة كافة الإجراءات التحفيزية والتسهيلات لتشجيع الاستثمار في هذا المجال، حيث خفضت نسبة فوائد القروض التي تمنحها آليات الدعم إلى الصفر، كما فتحت أبواب التكوين على مستوى المراكز التابعة للقطاع، أو لقطاع التكوين المهني، على غرار مركز التكوين الموجود بالقنادسة الذي فتح أبوابه هذه السنة، ولأول مرة، لـ17 متربصا.
واعترف الوزير بصعوبة تنمية تربية المائيات، لأن الأمر يعتمد على التحكم في التقنيات والقيام بعمل منظم، في حين تملك الجزائر بعض التجارب قام بها بعض الخواص، غير أنه قال إنه لا يوجد عائق أمام تطوير هذا المجال، من خلال اعتماد تكوين تطبيقي، والاستفادة من الخبرة الأجنبية في الإنتاج وتحويل أسماك المياه العذبة، وتعزيز الأنظمة الإنتاجية الموجودة.
وفي لقاء له بالمنتخبين المحليين وممثلي المجتمع المدني، دعا فروخي إلى الاستفادة من تجربة البلدان العربية والأجنبية في ميدان تربية المائيات، لإنتاج أصناف من الأسماك تتجاوب وأذواق الجزائريين، سيما وأن أغلبية الجزائريين يستهلكون نوعا واحدا من السمك، في حين لازالوا يعزفون عن تناول أسماك المياه العذبة رغم منافعها الكثيرة على الصحة والإنتاج الفلاحي، حيث يؤدي استخدام مياه صرف تربية الأسماك في زيادة الإنتاج المبكر والكلي للمحاصيل الفلاحية، وتحسين نوعية الثمار بزيادة محتواها، وتقليل استعمال الأسمدة الكيمياوية في تغذية النباتات وضمان سلامة البيئة.
وبهدف تشجيع تربية المائيات القارية، أعلن فروخي عن مرافقة 400 مشروع على مستوى السدود، ينتظر منها استحداث 10 آلاف منصب شغل، وتوفر منتوجا يتناسب وأذواق المستهلكين بهذه المناطق، مضيفا أن هذا لا يمنع من دمج نشاطات تلعب دورا في نشر ثقافة استزراع الأسماك في المياه العذبة واستهلاكها، وربط الصيد الترفيهي مع نشاطات تربوية وسياحية.
واسترسل قائلا: إن مصالحه وضعت برنامجا خاصا لحملة الاستزراع هذه السنة، تخص أكثر من 15 سدا، «سنحاول من خلالها تنويع أصناف الأسماك وخلق التعددية البيولوجية والإيكولوجية اللازمة».
للإشارة، توجت الزيارة بتوقيع اتفاقيتين؛ الأولى بين مديرية الصيد البحري وتربية المائيات ومديرية التكوين المهني، والثانية بين الغرفة المشتركة للصيد البحري وتربية المائيات وغرفة الفلاحة.