كشف مدير الصحة لولاية معسكر، عبد الكريم محمد الحبيب، أن مصالحه سجلت في شأن الأمراض المتنقلة عبر المياه والحيوانات، انخفاضا محسوسا في عدد حالات الإصابة بمرض التهاب الكبد الوبائي، المقدرة بـ 94 حالة في سنة 2014 مقارنة بـ136 حالة أحصيت في سنة 2013، حيث أوضح مدير الصحة بمعسكر، أن الإصابات بالأمراض المتنقلة عبر المياه قد انخفضت من نسبة 15 بالمئة في سنة 2013 إلى 10 بالمئة في السنة المنقضية، نظرا لعدم ظهور أي حالات لحمّى التيفوئيد التي لم تسجل في شأنها ولا حالة تذكر منذ سنة 2010.
وبالرغم من الانخفاض المسجل في عدد حالات الإصابة بأمراض وبائية متنقلة عبر المياه والحيوانات، فإن فيروس التهاب الكبد الوبائي، يواصل انتشاره بصفة مقلقة في بعض المناطق بمعسكر على غرار دواوير بلدية تغنيف أين تم تسجيل 44 حالة إصابة بالتهاب الكبد الفيروسي الوبائي في سننة 2014، أغلبها مسجلة لدى الأطفال المتمدرسين، في الوقت الذي دق فيه أحد الأطباء الخواص ببلدية تغنيف ناقوس الخطر جراء تفشي مرض نادر وغريب بدوار العلالمة في قرية سيدي عالم، أصاب 11 طفل تتراوح أعمارهم بين السنتين و9 سنوات.
من جهة أخرى، سجلت مصالح الصحة بمعسكر، أيضا 1900 حالة إصابة بعضات الحيوانات الضالة والسامة على غرار 567 عضة كلب مشرد و216 عضة جرذان سامة، شملت في تمركزها عاصمة الولاية معسكر ودائرة المحمدية، أين رصدت مصالح الصحة بالولاية ما قيمته 20 مليون دينار في السنة الماضية، للتكفل بالمصابين ووقايتهم من داء الكلب، في حين قدرت ذات المصالح الصحية ارتفاعا في حالات التسممات الغذائية بـ508 حالة ناجمة عن عدم احترام شروط الصحة والنظافة واستعمال المياه غير المعالجة في صناعة المأكولات المعدة للبيع.
... ومخطط وقائي لمكافحة الأمراض المتنقلة عبر المياه
وتحسبا لموسم الحرارة، عقدت السلطات الولائية بمعسكر، يوم أمس، اجتماعا تنفيذيا موسعا إلى رؤساء المجالس الشعبية البلدية والكتاب العامين لها، لوضع مخطط شامل للوقاية من الأمراض المتنقلة عبر المياه والحيوانات.
قدمت مصالح الصحة وقطاع الري والتجارة، حصيلة أرقام تقييمية للحالات التي تم تسجيلها في شأن الأمراض المتنقلة عبر المياه، والتي حصرت أسبابها في تناول المياه المخزنة وغير المعالجة وعدم مراقبة الآبار والصهاريج المتنقلة لاقتناء المياه.
ووجهت أصابع الاتهام إلى المنتخبين في البلديات والمشرفين على مكاتب النظافة والصحة والوقاية، بسبب قصور خدماتهم الحساسة لخدمة المواطنين، بالرغم من ما توفره الدولة من وسائل وإمكانيات للحد من ظاهرة انتشار الأمراض المتنقلة عبر المياه والحيوانات، من خلال مشاريع تنجز للصالح العام، من ناحية تجديد شبكات توزيع مياه الشرب ومياه الصرف الصحي لتفادي اختلاط مياه الشرب بمياه الصرف والتي تتسبب في شأن أغلب الحالات، التوصيلات الفردية غير الشرعية للخواص دون استشارة المصالح المشرفة على القطاع، فضلا عن التسربات المائية التي قد تسبب أيضا تنقل البيكتيريا المسببة للأمراض عبر قنوات مياه الشرب.
وعكفت السلطات بمعسكر للتقليص والحد من الظاهرة من خلال نقل تسيير شبكات مياه الشرب ومياه الصرف من البلديات إلى المؤسسات العمومية على غرار الجزائرية للمياه والديوان الوطني للتطهير، لتوفرهما على الإمكانيات البشرية والوسائل المادية المؤهلة للقضاء على النقاط السوداء البالغ عددها فيما سبق 20 نقطة سوداء متمثلة في اهتراء شبكات الصرف الصحي التي تعرض إلى خطر اختلاط المياه.
وفي نفس الصدد، خرج الاجتماع التنفيذي بتوصيات وتعليمات صارمة، مفادها تكثيف العمل قصد القضاء على مختلف الظواهر ذات صلة باننتشار الأمراض الوبائية المتنقلة عبر المياه، على غرار تحيين عمل لجان البلدية للنظافة والتطهير فيما يخص إبادة الحيوانات الضالة والحشرات السامة وتنظيف الأودية ومجاري الصرف الصحي موازاة مع فصل الربيع أين تتكاثر هذه الحشرات وتصبح قابلة أكثر للإبادة التامة في مرحلة التبويض.