استحسن عبد القادر حدوش أمين وطني ومسؤول التنظيم لنقابة الفنانين، مبادرة المرسوم الرئاسي الذي أقره الوزير الأول العام الماضي، والذي اتبعته إجراءات أخرى، ألا وهي توزيع البطاقة المهنية للفنان، وبعدها ترسيم المجلس الوطني للفنون والآداب على رأسه عبد القادر بن دعماش الذي يعد كإضافة للنقابة الوطنية للفنانين، حسب ما أفاد به محدثنا.
في هذا الإطار أشار، حدوش في حديث لـ«الشعب”، أن نقابة الفنانين تقدمت بأرضية مطالب تحتوي على كل انشغالات وطموحات الفنان، بما فيها التقاعد والبطاقة المهنية، أي القانون العام والخاص للفنان الذي يلم بكل أموره، سواء كان مطربا أو فنانا تشكيليا أو مسرحيا أو غيره، وذلك سنة 2004، مؤكدا أن النقابة تسعى لإعادة الاعتبار للفنان، كونه قدم العديد من الأعمال للساحة الفنية الثقافية، وأظهر صورة الثقافة الجزائرية في المحافل الوطنية والدولية.
واغتنم حدوش الفرصة لطلب الشفاء للفنانين المرضى كسيد علي كويرات، والمخرج عمار العسكري، والترحم على القامات الفنية التي أعطت الكثير للجزائر، والتي غادرتنا مؤخرا وهي الفقيدة فتيحة بربار، وأسماء كبيرة في كل مجالات الإبداع.
وذكر مسؤول التنظيم لنقابة الفنانين في هذا الشأن، أنه في سنة 2011 وافقت وزيرة الثقافة السابقة على كل المطالب وفي 2012 رسمت المجلس الوطني للآداب والفنون الذي يضم حميدو، يمينة شويخ، السيدة بن الشيخ وكل الأعضاء ليجسد مطالب النقابة على أرض الواقع بما فيها بطاقة الفنان، موضحا أن هناك هيئة تشتغل على البطاقة المهنية تضم المركزية النقابية، وزارة العمل، وزارة التضامن ووزارة الثقافة.
علما أن النقابة الوطنية للفنانين الجزائريين، منضوية تحت لواء الاتحاد العام للعمال الجزائريين، حيث تهيكلت سنة 2001 عبر 48 مكتبا ولائيا، وهي قوة اقتراح وتمضي الاتفاقيات ومن أهدافها هو السعي لترسيم قانون الفنان وتحقق كل ما يطمح إليه من مطالب، كونه سفير الأمة ولسان ومرآة المجتمع والثقافة هي مقياس الأمم وروحها، على حد تعبير حدوش.
وبالموازاة مع ذلك، وجه الأمين الوطني لنقابة الفنانين نداءً إلى كل الفنانين للتقرب من المكاتب الولائية لنقابة الفنانين، لتقديم ملفاتهم للحصول على البطاقة المهنية، حيث تسلم الملفات إلى المجلس الوطني للفنون والآداب التي يترأسها عبد القادر بن دعماش، لصياغة البطاقة، كما أن نقابة الفنانين في تنسيق مع الأمناء الولائيين، والوزارة الوصية، ولجنة المجلس الوطني للآداب والفنون، من أجل هدف واحد هو رد الاعتبار للفنان.
وفي هذا السياق، قال حدوش إن ملف الفنان يجب أن يتوفر على سيرة ذاتية مرفوقة بصورتان ونسخة من بطاقة التعريف الوطنية، طلب خطي وكذا بيان يثبت أنه فنان في تخصص ما سواء مطرب أو فنان تشكيلي أو غيره، ويقدمه للمكاتب الولائية التابعة للنقابة، والتي تسلم إلى المكتب الوطني، مشيرا إلى أن هناك أربعة لجان وعلى مستوى النقابة هناك لجنة تغربل الملفات، وتحصي عدد الفنانين الحقيقيين، كي لا يتحصل كل من هب ودب على البطاقة المهنية وفيه لجنة خاصة بالملحنين، الشعر، الفن الدراما والسينما.
وحسبه أن كل من قدم دورا ثانويا في فيلم لا يمكنه الحصول على البطاقة المهنية، ويجب أن يكون مبدعا ومنخرطا في الديوان الوطني، ويشارك في أعمال فنية، مطالبا بفتح الفضاءات للفنانين المبدعين الناشئين، كي يساهموا في تنشيط الساحة الفنية قائلا: “معهد الفنون الدرامية سنويا يتخرج منه العديد من الفنانين وفي كل التخصصات سواء كتّاب سيناريو، سينوغرافيا، يشاركون في مسلسل ثم يتوقفون لمدة أربع سنوات لغياب من يوظفهم”.. آملا في فتح الفضاءات لكي يشارك فيها الفنانون بكل تساوي ويبدعون، ويتم تشغيلهم من طرف منظمي الحفلات ليكون لهم تقاعد.
اتفاقيـة مـع أسـلاك الأمـن لحماية الملكية الفكرية للفنان
وفيما يتعلق بحماية الملكية الفكرية للفنان، قال الأمين الوطني لنقابة الفنانين أن هذه الأخيرة والديوان الوطني لحقوق المؤلف ووزارة الثقافة، أمضوا اتفاقية مع أسلاك الأمن لحماية الفنان من القرصنة وسرقة إبداعاته الفنية، منوها في معرض قوله الدعم الذي قدمته مختلف الوزارات للفنانين، كما كشف عن دراسة لأخذ فئة الفنانين الكبار الذين قدموا الكثير للجزائر، بعين الاعتبار والذين لم يكن لهم في سنوات الستينيات والسبعينيات وما تلاها قانون أو بطاقة تثبت أنه فنان، حيث أن هناك لجنة مشتركة ما بين كل من وزارات الثقافة والتضامن والعمل.
وقال أيضا إن النقابة تحدثت مع وزيرة الثقافة السابقة عن القرصنة والأغاني السريعة، حيث خصص يوم تحسيسي حول الموضوع، والذي تم فيه إتلاف كل الأشرطة الفاسدة المقدر عددها بمليون و600 شريط، بإشراف الوزيرة السابقة والمدير العام للديوان الوطني لحقوق التأليف، وفي هذا الإطار، فإن نقابتهم في اتصال دائم مع النقابات العربية والعالمية والنقابة المصرية التي يترأسها أشرف عبد الغفور والنقابة المغربية والفيدرالية العالمية للموسيقى والممثلين، حيث كيفت أرضيتها على حسب القوانين الجزائرية.
وبالمقابل، أكد حدوش أن اكتشاف المواهب يندرج ضمن اهتمامات النقابة، حيث هناك تنسيق مع وزارة الشبيبة والرياضة والأمين العام للمركزية النقابية، لتنظيم جلسات عمل مع الوزارة السالفة الذكر، كي تتمكن بفضل نقابة الفنانين عبر 48 ولاية والمكاتب الولائيين من اكتشاف هذه المواهب في دور الشباب، وتخصيص لهم فضاءات.
وتطرق مسؤول تنظيم نقابة الفنانين كذلك، إلى موضوع حقوق البث الذي أصبحت تسلم بموجبه شهادة للفنان، حين يمر على المحطات الإذاعية مما يضمن حقوقه، موضحا أن التقاعد فيه جانبين تقاعد تكميلي من الديوان الوطني، يتقاضاه الفنان على حسب إبداعه وإنتاجه عبر وسائل الإعلام المرئية والمسموعة، وحول الأشرطة التي تمر عند الناشر وعليها طابع، هذا الأخير يربط صاحب الملكية سواء شاعر أو مطرب بالديوان الوطني، وبموجبه يتقاضى راتبه.
أما التقاعد عن طريق الضمان الاجتماعي يكون عن طريق البطاقة المهنية، ويدفع له المال على حسب الأعمال التي يقوم بها مع منظمي الحفلات ومديريات الثقافة، لأن هناك عقدا يربطه مع هؤلاء، مشيرا إلى أن الصك الذي يعطيه منظمو الحفلات فيه نسبة 2.75 بالمائة تعطى لصندوق الضمان الاجتماعي ليتحصل على بطاقة الشفاء، الحماية الاجتماعية والتقاعد، حيث أنه في السابق كان يقتطعها منظم الحفلات.